إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك .

سألتنى صديقتى التى تعيش مأساة أسرية كبيرة بسبب علاقة عاطفية يعيشها زوجها مع امرأة أخرى، سألتنى عن رأيى فى الحب المبنى على خراب البيوت، سؤالها هذا جاء فى توقيت حرج بالنسبة لها .. فهى تفكر بشكل جدى أن تنهى حياتها الزوجية وتطلب الطلاق من زوجها وتتركه للمرأة الأخرى لكى تسعد به فى حياة جديدة تجمعهما معا، هى تدرك تماما أن القرار صعب ومضنى للغاية، وأنها ليست وحدها التى سوف تدفع ثمنه، بل سوف يشاركها فى دفع الثمن أطفالها الأبرياء .. ولكن ماذا تفعل أمام هذه الكارثة التى لحقت بها وبأسرتها ؟!

- من المؤسف حقا أن يقوم بيت على أنقاض بيت آخر وغالبا ما تصبح هذه الأنقاض غير صالحة لبناء هذا البيت لأنه يصبح بلا قواعد ثابتة ومتينة لكى يكتب له الاستمرار، فالحب الحقيقى هو الذى يقود إلى الزواج الذى يتيقن طرفاه أنه علاقة مستمرة وأبدية .. أما العلاقة الزائفة التى تأتى نتيجة اندفاع أو غريزة قهرية للزواج مرة ثانية فإن هذه العلاقة تكون سقطة كبرى يدفع ثمنها الباهظ أطراف كثيرة غير طرفى العلاقة الرجل والمرأة .

وفى حالة هذا الزواج المبنى على أنقاض زواج آخر غالبا ما ينهار هذا الزواج ولا يكتب له النجاح أو الاستمرار .. ولكن الجرح الذى ينشأ من هذه التجربة لدى الزوجة الأولى هو جرح غائر لا يندمل أبدا فهو يظل مؤلما حتى نهاية الحياة، فالمرأة لا يمكن أن تنسى يوما ما أن زوجها تركها وذهب لامرأة أخرى حتى لو عادت الحياة بينهما مرة أخرى .. هى لا تنسى ولكنها من الممكن أن تتناس.ى.

وهذه المشكلة تقودنا إلى الوقوف أمام الحالات التى يكتب لأصحابها أن يجربوا الزواج لمرة ثانية وهم من يواجهون مشاكله الضخمة فى حياتهم الزوجية ويكون الانفصال أو الزواج مرة ثانية هو الحل الوحيد .. فى هذه الحالات يجب أن يكون هناك تروى فى اتخاذ القرار من جانب الزوج .. فقبل أن يشرع فى بناء بيت ثان لابد وأن يكون استنفد كل الوسائل الممكنة لانقاذ بيته الأول؛ فالأصل فى الزواج أن يكون لمرة واحدة وأبديا إلا فى ظروف قليلة ومحدودة .. وفيها يجب على الزوج أن يستأذن زوجته فى إنهاء العلاقة الزوجية ويعطيها الفرصة لمحاولة الإصلاح .. فقد تكون الزوجة هى السبب وراء انهيار هذه الحياة وعندما تجد أن زوجها سوف يضيع منها فإنها تحاول تغيير نفسها وإصلاح ما يكون سببا فى هذا الإنهيار .

هذا يحدث فى حالة واحدة عندما تكون الزوجة هى معوال الهدم لهذا البيت .. ولكن ما هو الحال إذا كان الزوج هو السبب الرئيسى .. وأنه بنزواته النسائية يتسبب فى خراب البيت ؟!

- فى هذه الحالة يكون الإصلاح مستحيلا لأن هذا الزوج يندفع وراء شهواته واهوائه وتغريه الزينة الزائفة فيهدم بيتا مستقرا ليبنى بيتا يحمل مقومات فنائه من البداية فهو قام على أنقاض بيت آخر وغلفته عواطف زائفة أساسها غرائز وهوى زائف لا يدوم.

ولكن بقيت نصيحة أقولها لكل زوجة تعيش هذه المشكلة .. أقول لها أن مثل هذه الكبوات تمر بالكثير من البيوت المصرية - للأسف الشديد - وعلينا أن نقابلها بالحكمة التى مصدرها النضج والخبرة .. وبالحب الذى بقى بالقلوب .. أو بالذكريات الجميلة التى عاشتها كل زوجة فى تلك الحياة .. فكل هذه العوامل قد تساعد فى إصلاح ما أفسدته دخول امرأة أخرى فى حياة هذا الرجل حتى يبقى هذا البيت قائما ولا ينهار ..!

 

المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء
  • Currently 59/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 911 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,743,053

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز