«قم للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم أن يكون رسولا» هكذا قال الشعراء «المعلم رسول» والرسول مرتبة خاصة بمعنى أنه يقترب من الصورة النورانية التى لا أخطاء فيها . ولا أقول هنا انه ملاك لايخطىء . لا . بالعكس البشر خطاءون . ولكن خطأ عن خطأ يفرق . وعندما نقول أن المعلم رسول نعنى بهذا أنه صاحب رسالة ومكانة ومواصفات إنسانية راقية لأنه قدوة لتلميذاته وتلاميذه . هكذا كنا نرى مدرسينا ونحن صغار . نراهم كالراهب فى المحراب . كالنجم فى السماء الذى لاتطوله أيد . أما مايحدث الآن ونشاهده يدمى القلوب ويؤذى النفوس . الصورة اختلفت كثيرا والرهبة تلاشت والمسافات قربت . كلامى لايعنى التعميم بل يقصد به شواذ القاعدة . وكل مهنة لها شواذها .

أما ماتسبب فى أذى نفسى . الجريمة الأخيرة لمدرس اللغة العربية الذى انتهك عرض تلميذه الصغير الذى لم تتعد أعوامة التسعة . استدركة بغرض مساعدته فى دروسه وداس على كل القيم الإنسانية . نسى إنه رسول منوط برسالة إنسانية سامية أهمها وأولها الحفاظ على صحة تلاميذه البريئة والنفسية . فنحن كآباء نعلم علم اليقين أن المدرسة تساعدنا فى تربية وتهذيب أولادنا . وأن من يقوم بهذه المهمة إلى جانبنا «المعلم» . فكيف لنا أن نأتمنه على أبنائنا وهو بهذه الصورة المستهترة .

حادثة هذا المعلم ليست الأولى ولا الوحيدة ولا الأخيرة . فهناك مدرس كان يعاشر تلميذته داخل جدران منزلها أثناء الدرس الخصوصى ضاربا بالقيم والمبادىء والتقاليد وأهلها المتواجدين خارج الغرفة عرض الحائط !!

وهناك مدرس اعتدى على أطفال صغار داخل جدران المدرسة . وهناك مدير مدرسة فى الحادثة الأخيرة قام بتأنيب الطالب المعتدى عليه من قبل أصدقائه وأثناء اليوم الدراسى داخل جدران المدرسة بدلا من معاقبة المجرمين الذين قاموا بهذا الفعل الفاحش ومع علمه أن الكثرة تغلب الشجاعة وعندما اشتكى ولى الأمر . كان رده «أنت مكبرها ليه» ؟!

طبعا على كل إنسان أن يتعامل مع الأشياء ببساطة - يكبر الجمجمة ويبسطها - مهما كانت فظيعة . لأننا أصبحنا فى زمن انقلب حاله .

بالتأكيد مايحدث من قبل هؤلاء المدرسين يرجع لسببين . الأول . أن هناك حالة من إنعدام الضمير والأخلاق أصبحت سائدة فى المجتمع . والثانية . أن إعطاء المدرس للدروس الخصوصية قلل من قيمته وهيبته أمام طلابه فأصبح التعامل به ندية من جهة . ومن جهة أخرى سمح بكسر حاجز الخصوصية داخل منازلنا فأتاح الفرصة لأصحاب النفوس الضعيفة باستغلال هذه الأمور فى أنتهاك حرمة البيوت .

أن ما يحدث لأبنائنا وما يتعرضون له بحاجة إلى وقفة وإلى عقاب رادع فى ميدان عام لأصحاب هذه الأفعال الشاذة الدخيلة على مجتمعنا ليكون عبره للآخرين .

المصدر: ماجدة محمود - مجلة حواء
  • Currently 97/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 852 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,748,692

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز