يعتبر التدخين ظاهرة اجتماعية وحالة مرضية تهدد حياة الملايين من البشر. وطبقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية فإنه يؤدى إلي وفاة خمسة ملايين نسمة سنوياً 70% منهم من الدول النامية أى بمعدل 12 ألف نسمة يومياً وشخص كل 6 ثوان.
ولهذا فلقد أجرت الدكتورة عائشة أبو الفتوح أستاذ الصحة العامة بطب عين شمس والمستشار بالمركز المصرى لأبحاث مكافحة التدخين دراسة حديثة عن الأماكن العامة غير الصحية وطبقاً للدراسة فإن أكثر الأماكن العامة إضراراًَ بالصحة هى المقاهى والمولات والأماكن الحكومية وعلى مستوى المواصلات العامة كانت الحافلات العامة من أكثر المناطق تلوثاً فى حين كانت محطات مترو الأنفاق ومطار القاهرة أقل تلوثاًِ بدخان السجائر والغريب فى الأمر أن بعض المستشفيات الحكومية والخاصة لم تسلم هى الأخرى من أدخنة السجائر وترجع الدكتورة عائشة السبب فى ذلك لعدم التزام الزوار بالتعليمات بعدم التدخين داخل المستشفى وأخيراً جاءت المدارس والجامعات فى المرتبة قبل الأخيرة كمناطق ملوثة بأدخنة السجائر لتدخين الطلبة والأساتذة فى الممرات . كما أوضحت الدراسة أن أفضل مكان عام صحى فى مصر يمكن استنشاق الهواء فيه بسلام دون أى ضرر هو دور العبادة. ويوضح الدكتور أحمد حامد عطية أستاذ أمراض الصدر ورئيس الجمعية المصرية العامة لمكافحة التدخين أن التدخين يدمر الوظائف الحيوية للجسم حيث أن نسبة النيكوتين فى السيجارة الواحدة تصل إلى . ابليجرام مما يعنى أن علبة السجائر تحتوى على 200 بليجرام من النيكوتين مما يؤدى إلى إصابة المدخن بالعديد من الأمراض بالإضافة إلى تأثيره السلبى على غير المدخنين، مشيراً إلى أن هناك عوامل وظروف مجتمعية تساعد على انتشار التدخين بين الشباب والمراهقين منها تدخين الأم أو الاب خاصة وأنهما قدوة لأبنائهم مما يجعلهم يقلدونهما فى هذه الظاهرة السلبية وكذلك تدخين الأصدقاء والزملاء، كما أن ظهور الممثلين وهم يدخنون فى الدراما التليفزيونية أو السينمائية تساعد على انتشار التدخين لذلك ينصح بوجود تنبيه مصاحب لمشهد التدخين يوضح أنه ضار بالصحة ويفضل وضع علامة منع التدخين .
أمراض لا حصر لها
ويضيف الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس قسم الصدر والحساسية بكلية طب القصر العينى أن التدخين له أضرار على كافة أجهزة الجسم حيث يؤثر على الجهاز التنفسى فيساعد على تهييج الشعب الهوائية بالإضافة إلى الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الثدى الناتج عن تدخين السيدات أو نتجية تعرضهن للتدخين السلبى باستمرار كما يؤدى التدخين إلى الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية والحنجرة والقصبة الهوائية ومرض السل الرئوى وأمرض الجهاز العصبى المتمثلة فى السكتة الدماغية وتصلب الشرايين.
القدرة المناعية للمدخن
ويشير الدكتور الدسوقى فوده مدير مركز المناعة والحساسية بجامعة الأزهر إلى أن للتدخين تأثيراً على الجهاز المناعى للإنسان، حيث يقلل من القدرة المناعية للجسم ويجعلة عرضة للإصابة بأمراض الحساسية فمثلاً المرأة الحامل لابد وأن تتجنب التدخين حتى لا يعرضها إلى الإجهاض المتكرر وتشوه الجنين والوفاه المفاجئة للمولود والإصابة بسرطان عنق الرحم ويوضح الدكتور أحمد حامد أن المدخن السلبى يعتبر مدخناً حيث يدخن سيجارة بمعدل 3 سجائر للمدخن الإيجابى ولذلك لابد أن تتكاتف الجهود والمصالح لايجاد مجتمع صحى، فليس من حق أى فرد أن يضر بنفسه ومن حوله، ورغم كل هذه المخاطر إلا أن الأبحاث أثبتت أن نسبة إدمان التدخين لا تتعدى 10 % لذلك فإن الإقلاع عنه لن يكون صعباً ولكنه قرار يحتاج إلى إرادة وعزيمة وأخيراً توصى الدراسة التى أجرتها الدكتورة عائشة أبو الفتوح بضرورة وضع آلية تفعيل قوانين منع التدخين فى الأماكن العامة والمغلقة بالتنسيق بين وزارات الداخلية والصحة والبيئة وبإلزام المدخنين بدفع غرامات بسبب تلويثهم للهواء فى الأماكن العامة وإجبارهم على التدخين بعيداً عن الناس حفاظاً على صحة المواطنين.. وفى النهاية.. لو تساءل كل مدخن عما يصيبه من جراء تلك اللعينة (السيجارة) لتركها دون تردد.. فالحياة ما أجمها وانت بكامل قوتك ومحافظ على صحتك.. فهل تضحى بحياتك من أجل شىء لا يستحق .. لا أظن ذلك ..
ساحة النقاش