سناء السعيد حافظ شابة خمرية، لا تشبع من جمالها العيون لا تملها القلوب كانت محط أنظار الشباب والرجال وحسد البنات والنساء كان سيل الخطاب لا ينقطع قال لها المحمودى ناصف ذات مرة : إنه يحبها ولن يستطيع العيش بدونها.

ردت سناء السعيد حافظ بأدب جم: إنه شاب وسيم وجدع وتتمناه كل البنات ووعدته بالنظر فى الأمر والرجوع إلى أبيها المقتدر السيد السعيد حافظ.

المحمودى ظل سنوات طويلة يتطلع إليها بعينيه العاشقتين وقلبه الملهوف دون أن يفقد الأمل.

مثل المحمودى كثيرون ينجذبون إليها نظرا لحيويتها الفائقة وانفعالاتها القوية وجاذبيتها المستفزة، فهى لفرط رقتها، توحى لكل واحد دون أن تقصد، أنها ترغبه، فإذا حاول التقدم إليها وجد الصد من ذات العيون المشجعة فهى على يفين، فى قرارة نفسها،أنهم لا يتمتعون بصفات فارس أحلامها ، الذى يركب حصانا آخر موديل ، ويحمل فى يده موبايل آخر صيحة، فكانت تعطيهم الرد نفسه فهى لفرط أدبها لا تكسف أحدا.

فى ليالى الوحدة المفرطة في البرودة تتابع عقرب الثوانى الذى يقطع مثل سلحفاة مسافات شاسعة كل يوم وتتذكر المحمودى والآخرين وتنسج أحلاما وردية، تذوب فيها من الحسرة والحب، تغرق وسادتها من لؤلؤ عينيها الساحرتين تترك عرائسها المخملية الصغيرة وجوالها ومفاتيح سيارتها وتخرج إلى فضاء شقتهم الواسعة جدا، البعيدة جدا، تدور فى الشقة، فراشة ترقص حول النار، يتبعها شعرها الفاحم الطويل مثل ليل العاشق الأب يعود متأخرا الأم تنام مبكرا وتستيقظ مبكرا لتلحق مواعيد العمل الصارمة الأخوات لحقهن قطار العرس فى أزمنة أكثر براءة، تتعب من التحلق فترجع إلى وسادتها تجمع من فوقها اللؤلؤ المتحجر، مثل حصى تضعه فى أركان الحجرة على هيئة قصر صغير، يتلألأ فى المرايا الكثيرة التى لاتقول الحقيقة دائما اللؤلؤ يملأ الحجرة حتى السقف يتنفس بعمق وشراهة يشح الهواء تحس باختناق تستيقظ يغمرها العرق تنظر إلى المرآة فلا تعرف نفسها.

كان المحمودى ناصف قد تزوج بفتاة أخرى أقل طموحا وجاذبية وأكثر انفتاحا، لا تمتلك قصرا من لؤلؤ.

الآخرون حذوا حذو المحمودى وتسربوا من شبكة سناء السعيد حافظ إلى شباك أكثر تواضعا.