إلي كل نفس مهمومة ومتعبة .. تبحـث عن ملجأ آمن تلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه

نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها فإن كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك أرسليها لنا بالبريد العادي أو البريد الأليكتروني .. ونحن في انتظارك

كل إنسان منا فى وقت ما يتملكه إحساس بأنه ماض إلى فناء .. وأن الموت قادم لا مفر منه .. هذا الإحساس قد يأتى مبكراً فى سنوات العمر الأولى وقد يأتى متأخراً أو فى منتصف العمر .. قد يقوى هذا الإحساس أو يضعف حسب طبيعة كل إنسان .. ولكن يبقى الإنجاب هو الوسيلة الوحيدة التى يستعين بها الإنسان للدفاع عن هذا الإحساس المخيف الذى يتملكه . أن مجىء وقدوم طفل معناه الاستمرارية معناه لاأمل والمستقبل والبقاء والاستمرار حتى بعد الموت . وقدرة المرأة على الحمل والإنجاب تمثل الأساس الراسخ لإحساسها بأنوثتها .. أنها القدرة الخاصة التى تتميز بها المرأة عن الرجل والدور الخالد لها على الأرض . فحين تستطيع المرأة أن تنجب فأنه يتملكها شعور قوى بأنها امرأة كاملة .. امرأة استطاعت أن تضيف للحياة .. وأن الحمل والولادة من أهم أحداث الحياة بل هما الحياة ذاتها . لذلك يكون لديها شعور عميق بالرضا والارتياح البالغ .. أما إذا لم تتمكن من الحمل لأسباب لا تعرفها أو تعرفها فتتحول الحياة بالنسبة لها إلى كابوس فظيع يصعب تحمله .

سألتنى أحدى صديقاتى والتى تزوجت ابنتها منذ عامين ولم تنعم بالانجاب حتى الآن عن مدى تقبل المرأة لفكرة الحرمان من نعمة الانجاب ..؟ هل يتوقف تقبلها على درجة ايمانها أم على تركيبتها الشخصية .. ؟ وهل من الممكن أن تصاب المرأة المحرومة من الإنجاب بامراض نفسية ..؟!

تساؤلات كثيرة تدور باذهان أمهات وزجات كثيرات .. لديهن هذه المشكلة .. ولكن علينا أن نتناول هذه القضية بهدوء ومن البداية .. وعلينا أن نفرق بين حالتين .. الأولى تأخر بعض الزوجات عن الإنجاب فى بداية حياتهن الزوجية .. والثانية هو استحالة حدوث الحمل لبعض الزوجات اللاتى لديهن مشاكل صحية تعوق الانجاب .. ولدى ازواجهن مشاكل تمنع حدوثه .

ولكن الحقائق الطبية تقول أن هناك نسبة كبيرة من الزوجات الشابات يعانين فى بداية حياتهن الزوجية من قلق وشك حول مدى إمكانية حدوث الحمل .. هذه المخاوف ليست قاصرة على النساء فقط .. بل تصيب ايضا بعض الرجال مما يدفع بعضهم أحيانا إلى إجراء سلسلة من التحاليل الطبية للتأكد من القدرة على الإنجاب . وهذه المخاوف قد تكون سبباً رئيسياً لتأخر الحمل دون أن يدرى كل من طرفى العلاقة الزوجية .

لذلك من الضرورى أن تزول هذه المخاوف عن الزوجات والازواج فى بداية حياتهن الزوجية .. وان يتعاملوا مع موضوع تأخر الانجاب فى بداية السنة الأولى للزواج بكثير من العقل والمنطق دون تعجل أو اندفاع.

أما السعى وراء الاسباب فعلى الأقل يكون بعد نهاية السنة الأولى من الزواج .. ربما يكون الوقت مناسباً بعد ذلك للبدء فى رحلة البحث لدى الأطباء .. ولكن عليهم من البداية أن يتملكهم شعور ايمانى قوى بأن الانجاب هو بيد الله سبحانه وتعالى .. ولا دخل للإنسان فيه على الإطلاق . وكل إنسان له نصيبه المكتوب فى الرزق وفى الإنجاب وعليه أن يرضى بما قسمه الله له .

ونتوقف أمام الزوجة التى حرمت من نعمة الانجاب لسبب طبى ما .. هذه الزوجة لديها شعور قوى بالحزن والتعاسة هذا الشعور يهدد حياتها الزوجية ويؤثر على علاقاتها الإنسانية بشكل عام .. كما يؤدى إلى الاكتئاب والذى من ابرز علاماته الشعور بعدم الأهمية .. ولذلك يؤدى إلى العزلة الإجتماعية للمرأة لأنها تشعر بالنقص أمام سيدات الأسرة وأمام صديقاتها أنه موقف صعب قد يؤدى إلى اضطراب نفسى مرضى .. موقف له ابعاده النفسية الغائرة التى يجب الاهتمام بها ومعالجتها حتى تستطيع المرأة أن تستمر حياتها بدون معاناة وأن تستمر حياتها الزوجية .

والسؤال الآن كيف تواجه المرأة والرجل ايضا فكرة الحياة بدون انجاب ..؟ ماذا يفعلان عندما يواجهما الطب بالقرار أو الحكم الأخيرة .. لا أمل فى الانجاب .. ؟ هل يعنى ذلك نهاية الحياة بالنسبة لهما؟!

بالطبع لا ..!

أذن كيف تكون المواجهة؟!

- الطب النفسى يقول أن القرار أو الحكم يقع عليهما وقع الصاعقة وبالتالى يسبب لهما صدمة عنيفة .. ولكن بعد الصدمة يمر الزوجان بفترة من المعاناة تطول أو تكثر حسب عوامل كثيرة منها تماسك الشخصية .. درجة الحب بينهما .. المستوى الثقافى والإجتماعى درجة الأثراء فى حياتهما العملية والفكرية والإجتماعية وفى كل الأحوال مهما طالت مدة المعاناة أو قصرت فانهما حتما سيستعيدان توازنهما ويمثلان للشفاء الكامل .

ولقد قسم الأطباء فترة المعاناة منذ وقوع الصدمة وحتى الشفاء الكامل إلى أربع مراحل .

- الحيرة والذهول لمدة أسبوع.

- الرفض والشك لمدة اسبوعين أو ثلاثة .

- اضطراب العلاقة الجنسية لمدة شهرين أو ثلاثة .

- اكتئاب لمدة ستة شهور.

ولكنى تبقى المرحلة الأولى هى من اخطر المراحل وفيها يكونان فى احتياج مؤكد للمساعدة النفسية لدى طبيب متخصص.

 

 

المصدر: نبيلة حافظ - مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,685,281

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز