مطبخ آمال قناوى يفوز بالجائزة الكبرى

فى بينــــالى القاهـــــرة الـــــدولى

كتب: صلاح بيصار

بمشاركة 45 دولة من مختلف بلدان العالم واجمالي 78 فنانا .. جاء بينالي القاهرة الدولي في دورته الثانية عشرة .. وقد افترشت الأعمال بقاعات قصر الفنون ومتحف الفن الحديث ومركز محمود مختار الثقافي بالجزيرة ll

تؤكد ملامح هذه الدورة تفوق المرأة علي الرجل من حيث قاعدة المشاركين وفي نفس الوقت من حيث الجوائز .. فقد فازت الفنانة المصرية آمال قناوي بالجائزة الكبري عن عملها «المطبخ» وهو عبارة عن تجهيز في الفراغ مع فيديو آرت .. ومن بين ثلاث جوائز أخري للبينالي فازت الفنانة السويدية ناتالي ديوربيرج بجائزة كما فازت الفنانة الأمريكية اللبنانية الاصل انابيل ضو بجائزة البينالي مناصفة مع الفنان الافريقي كودزان من زيمبابوي .

وقد تأرجحت الأعمال بين الصعود والهبوط في المستوي .. وبين الابهار الشديد والافتقار للدهشة وعمق الفن .. كما سيطرت الأعمال التي تنتمي للوحة التصوير علي الأعمال التي تنتمي لفنون مابعد الحداثة من حيث الكثرة العددية .. ويظل ما قدمته ايطاليا من تلك الفضاءات التصويرية اضافة ارتفعت بمستوي البينالي مع أعمال ألمانيا .. ومطبخ آمال .. مما أكد شخصية البينالي في وسط بيناليات العالم .

أمريكا العربية

- جاء تمثيل امريكا بأربع فنانات امريكيات من أصل عربي تمثيلا منقوصا .. خاصة وقد دفع بهن المتحف العربي الامريكي الوطني التابع لمركز الجالية العربية للخدمة الاجتماعية والاقتصادية.. وبصرف النظر عن ارتفاع مستوي الأعمال أو هبوطها .. إلا أنه كان من الأفضل أن تكون المشاركة الامريكية بشكل حقيقي .. فالهدف الأساسي من البينالي هو إقامة جسر من الحوار بين الشرق والغرب .. وهنا نتذكر اسان الفنان الأمريكي دانيل جوزيف المجسم في دورة البينالي العاشرة والذي كان يرقد مستلقيا علي ظهره ضئيلا مسلوب الإرادة .. يهتز آليا في تشنجات عصبية يكاد يقوم ثم يهدأ مرة أخري .. وهو انسان ميكانيكي يعكس انسان العولمة الذي يقاوم فقدان الهوية .

كما نتذكر عرض الفنانة الأمريكية ستانيكامب .. «عرض الدراويش» في دورة البينالي الحادية عشرة والذي جاء اشبه بنوافير الأحلام من خلال ثلاث شجرات تهتز الكترونيا وتميل وتشرق باللون .

والفنانات الامريكيات الأربع : انابيل الضو وداليا السيد وريم القاضي ونادية عياري وهن من أصول لبنانية ومصرية وعراقية وتونسية وقد قدمن أعمالا بوسائط من الميديا الحديثة.

في عمل الفنانة أنابيل الضو «جائزة البينالي مناصفة ، قدمت تجهيزا في الفراغ يشتمل علي كتابات نصية بالانجليزية والعربية.. تؤكد علي معني التواصل وتأكيد الوجود في الزمان والمكان .. ومعني الانتماء ايضا وتردد الكلمات : أنا هنا .. وتنساب التساؤلات من أين إلي أين نتجه وبين الكتابات والكتابات دوائر سوداء بمثابة محطات أو مراكز الإقامة والتواصل .

- وفي الصحن الرئيسي بقصر الفنون يتربع التشكيل المجسم أو العمل المركب للفنانة الفلبينية جوزفين وهو عبارة عن كائن ديناصوري متعدد الأطراف جسدته من بسط ومفارش أرضية ملونة مع دنيا من الاكسسوار وهو يتميز بالابهار الشديد الذي يذكرنا بأحد المشاهد السينمائية .

مصر والجائزة الكبري

في بينالي القاهرة شاركت مصر بأعمال خمسة فنانين : آمال قناوي وحلمي التوني وكريم القريطي وخالد حافظ ومحمد رضوان .

وطوال رحلتها مع الابداع تقدم الفنانة آمال قناوي من خلال أعمالها التي تنتمي لفنون ما بعد الحداثة من تجهيز الفيديو والأعمال المركبة. تجسد فيها الحلم المجهض للمرأة ومن خلال هذا العمل الذي قدمته بالبينالي «المطبخ» يتأكد وعيها الشديد ورؤيتها البليغة فيما يتعلق بهموم المرأة.. وقد قدمت مطبخا كاملا في ركن من القاعة .. وركنا آخر يحتشد بأصص الزرع وقفص للعصافير مع مرايا وثلاث قنوات تبث صورا الكترونية «فيديو» أحدها يصور أطفالا في مدرسة يقدمون الأناشيد .. ورغم الغناء يمارس عليهم القهر من مدرسهم.. والثاني يجسد شخصا علي كرسي متحرك تهتز رأسه فقط ربما علامة علي العجز .. أما الثالث فيقدم عرضا حيا بالفيديو تبدو فيه الفنانة آمال زاحفة علي الأرض تقود مجموعة من البشر البسطاء.. يزحفون خلفها .. علي مرأي ومسمع من المارة وحركة المركبات من السيارات والباصات وهنا تشتبك مع من بالشارع ويحتدم الاشتباك .. والصوت العالي .

وهي هنا تريد أن تؤكد بأن المرأة مازالت تواجه العقبات فقط تمارس دورها داخل المطبخ بالمنزل .. ولكن حينما تخرج إلي الشارع وحتي لو تقلدت سلطة تبدو مكبلة بتلك النظرة التي تعوق حركتها .. وبدلا من أن تقف وتسير في اتجاهها الطبيعي تنحني وتزحف بيديها .. ومع قطيع من البشر هكذا .. ارادت لها الظروف وهكذا يريدها المجتمع والمسألة تبدأ من التربية الأولي .

العرض مسكون بالمرايا التي تجعل المشاهد يتوحد معه .. وهو عرض تفاعلي يصدمنا ويدهشنا .. نتوحد معه ونفكر ويظل التساؤل هل تتغير النظرة إلي المرأة؟! .. المراة وهل يعود إليها حلمها الضائع؟! وهو يمثل عمق«الفيمينزم أرت» أو فن المرأة مع روح البوب أو الثقافة الشعبية وفي الوقت نفسه ينتمي إلي واقعية أخري شديدة تلتقي مع الواقعية السحرية .

- ومن مصر ايضا قدم الفنان حلمي التوني صروحا تصويرية متسعة المساحة .. تمتزج فيها اللمسة المعاصرة.. مع روح الفن الفرعوني .. شخوص في إيماءات وإشارات يتقابل فيها مفتاح الحياة مع علامة استفهام .. شعار البينالي هذه الدورة.

- أما خالد حافظ فيقدم ملحمة طويلة متعددة الشخوص والكائنات بلمسة تتعانق فيها روح الفن الفرعوني .. بشخوصه وحيواناته وطيوره لكن تبعث من جديد علي السطح التصويري في ايقاع آخر .. وحالة تنتمي للألفية الثالثة .. يتقابل فيها الأصيل والمعاصر والمورورث والوافد.. ولوحة حافظ الصرحية تتجه نحو المستقبل .. وهي تحمل زاد الماضي .. ولكن بلغة جديدة.. لغتنا المعاصرة .. وحين يمتزج القديم بالشعبى أو البوب المعاصر .. تتحقق معادلة ان نكون وبشكل حقيقي .

- وقد جاءت ثلاثية كريم القريطي التصويرية باتساع مساحتها تجسد معاني السلطة والقهر والابتهال بألوان صفراء داكنة علي خلفية سوداء .

- وتنساب وجوه أو أقنعة محمد رضوان علي خلفية بيضاء .. وهي وجوه تعبيرية مسكونة بالأسرار .. إلا أنها بدت ضائعة يعتلي الابيض علي الابيض .. هل أراد الفنان الاشارة الي ضياع انسان الألفية الثالثة .. خاصة وهي كلها ملامح عديدة من الانفعال .

ومن ألمانيا تألقت أعمال الفانة هانافان جنيكل في لوحتها التصويرية والتي اعتمدت فيها علي الحكايات الشعبية هناك .. جاءت شديدة الانسانية كما في لوحتها التي صورت فيها فتاة بيضاء بملامح البراءة في رداء أبيض وساقها مقطوعة تفيض بدماء حمراء قانية .

- كما توهجت اعمال الفنانة الالمانية جوستين .. وقد جسدت ضياع الانسان من خلال تلك الفتاة التي تبدو بهيئة تمثال لكنه نابض بالحياة يتحلق حولها مجموعة من الرجال يجذبون جدائل شعرها .. وهي بعين واحدة واخري طمستها الأيام .

وفي الاسبوع القادم ان شاء الله نكمل رحلتنا مع بينالي القاهرة ونلتقي مع فنان ايطاليا واسبانيا وبقية دول العالم

 

المصدر: مجلة حواء- صلاح بيصار

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,786,734

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز