<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--<!--
أخذ أموال من المرشحين فى الانتخابات .. رشوة
كتبت :أمل مبروك
يرى الإسلام أنه إذا أتيح للمسلم أن يعطي رأيه في اختيار ولى الأمر فيجب عليه أن يختار الأفضل من بين المرشحين، وإن لم يجد فعليه أن يختار الأقل ضرراً، ولا يصح له الإمتناع عن إبداء رأيه وعن المشاركة في الانتخابات، لأن هذا الامتناع سيؤدي إلى اختيار مرشح قد يكون أكثر ضرراً بالنسبة له وللمجتمع كله.ll
- بعد ذهاب الغالبية العظمى للتصويت على الاستفتاء على تعديل مواد من الدستور.. هل المشاركة في الانتخاب القادمة أمر واجب من الناحية الشرعية ؟ وماذا عما يفعله بعض المرشحين من إعطاء أموال وأشياء أخرى للناخبين ؟ وهل يعد انتخاب الفاسدين من قبيل شهادة الزور ؟
راندا عبد السلام - مهندسة ديكور
يذكر فضيلة د. عبد الله النجار- عضو مجمع البحوث الإسلامية - أن المشاركة في الانتخابات من مسائل السياسة الشرعية التي تعتمد على فقه المصالح والمفاسد، فمتى غلب خيرها على شرها رجح دخولها، ومتى غلب شرها خيرها رجح تركها، فالمسلم اذا ذهب به اجتهاده إلى عدم المشاركة في الانتخابات لعدم جدواها، ورأى طائفة من إخوانه الصالحين قد أقدموا على المشاركة قاصدين تمكين ما يمكن تمكينه من الخير، ودفع أو تخفيف ما يمكن تخفيفه من الشر، فإن الأولى في حقه هو المشاركة تأييداً لأهل الصلاح، لأنه قد يؤدي بتقاعسه إلى ظهور أهل الفساد وتمكنهم، وإخفاق أهل الصلاح وتأخرهم.
أما اختيار الفاسدين فانه يعد من شهادة الزور، وتضييع الأمانة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " رواه البخاري. .بل إنها تصل إلى حد الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، فقد روى الحاكم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: فصل: فأما أداء الأمانات ففيه نوعان: أحدهما: الولايات.... ثم قال: فيجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله " وفي رواية: " من ولَّى رجلاً على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين " ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.
ثم قال: فإن عدل عن الأحق الأصلح إلى غيره لأجل قرابة بينهما أو صداقة أو مرافقة في بلد أو مذهب أو طريقة ، أو لرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة أو غير ذلك من الأسباب، أو لضغن في قلبه على الأحق أو عداوة بينهما، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، ودخل فيما نهي عنه في قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون .
أما حكم ما يدفع من المال لاختيار فلان من الناس فانه يجب على المسلم اختيار الأصلح سواء أخذ المال أم لا. وبصفة عامة فانه لا يجوز له أخذه لأنه رشوة، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش، وهو الواسطة بينهما، ومن أخذه فعليه رد المال إلى صاحبه، وترشيح واختيار من هو الأكفأ لله تعالى.
التقوى والخوف
- ما هو الفرق بين: التقوى ـ الخوف من الله ـ خشية الله؟.
سناء ياسين- موظفة
- يوضح فضيلة د. على جمعة - مفتى الجمهورية _ أن التقوى معناها: أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله تعالى وعذابه وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فكل من فعل ما أمره الله به وابتعد عما نهاه الله عنه فقد اتقى ربه، والناس يتفاوتون في التقوى بحسب التزامهم بذلك، فكلما زاد إيمان الشخص زادت تقواه، وكلما ضعف إيمانه ضعفت تقواه، والإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي.
وأما الخوف من الله تعالى فهو الرهبة منه واستشعار عظمته والوقوف بين يديه، وأنه يعلم سر العبد وجهره وما توسوس به نفسه، قال تعالى: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ، أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .. وقال تعالى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ، فإذا علم المؤمن أن الأنفاس تعد عليه، وأن الحفظة الكاتبين يراقبون أعماله، وأنه حيثما حلَّ متابع، وأن طريق الهروب من الله مسدود، ولا حيلة له إلا الاستسلام والانقياد والإقبال على طاعة الله، والاستفادة من المهلة الممنوحة له، إذ لا يدري متى يتخطفه الموت، ويصير إلى ما قدم.
إذا علم كل ذلك يشعر بخوف الله ، وكان من الخاشعين الموقنين، الذين لا يرى الشك إلى قلوبهم سبيلاً، ولا تنتهي عزائمهم ولا تفتر قواهم، ولا تكسل جوارحهم؛ لأن تفكيرهم منصب على كسب الخير، وجمع ما يمكن من أسباب العبور إلى دار الكرامة، وهم منشغلون بأهوال موقف الحساب وعرض الأعمال، وترقب نتائج أعمالهم في الدنيا، فهم فيها غرباء يمشون بأجسادهم وأنظارهم مقبلة على الآخرة، لا يستكثرون أعمال البر، ولا يحتقرون المعاصي؛ لأنهم لا يأمنون مكر الله تعالى، قال عز من قائل: فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .
وأما الخشية فهي: جزء من الخوف، ولكنها أخص منه فهي تتضمن مهابة واستعظام الخالق الذى نخاف منه وانكسار القلب له، ولذلك قيل: إن حقيقتها لا تكون إلا ممن عنده علم بالمخوف منه، فالخوف رعدة تحدث في القلب عند ظن مكروه يناله أو فوات محبوب، وقد يكون عن استعظام، وقد يكون عن غير استعظام.
لكن الخشية أعلى مقاماً من الخوف لأنها لا تكون إلا عن علم واستعظام، لقوله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء.
ساحة النقاش