يوم اليتيم والفوز العظيم
هل تريد أن يبارك الله لك فى الرزق فى هذا الزمن الصعب .. وأن يوسع حالك وحال أبنائك وكل من ترعاهم وتحبهم .. وأن تفوز بالدنيا والآخرة بجنة عرضها السماوات والأرض .. أن تفوز برضاء الخالق ..
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وسلام ، أهدانا مفاتيح الجنة بأن تعطف على طفل يتيم وتمسح على رأسه بحب وحنان .. أن تطعمه من طعامك وتلبسه من ثيابك .. فيلين قلبك و تدرك حاجتك فى الدنيا والآخرة .. فلن يدخل الجنة من قسا وغلظ قلبه ولم تكن له رحمة على يتيم ..
ولهذا كانت الدعوة الربانية صريحة «فأما اليتيم فلا تقهر» .. فما أحوجنا أن نتذكرها دائماً وفى يوم اليتيم الذى يحين موعده فى الجمعة الأولى من شهر إبريل والتى تزامنت مع يوم مولد رسول الهدى «محمد» «عليه الصلاة والسلام» .. والذى كان مولده يتيماً تشريفاً لكل يتيم فى الدنيا .. فقد إصطفاه المولى ليكون رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء .. ليأتى للدنيا يتيم الأب فقد مات والده عبدالله قبل مولده وماتت أمه آمنة رضى الله عنها حزنا علي والده قبل أن يبلغ السادسة من عمره .. فكفله جده عبدالمطلب وظل يحنو عليه ليعوضه مرارة اليتم فبعث متمماً لمكارم الأخلاق .. مؤكداً على الحب والتعاون والتعاطف والتكافل بين البشر .. وأكد على الفوز بوعد الله فى الجنة والخير فى الدنيا من قبلها بإكرام اليتيم فقال المصطفى : «أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم .. وشر بيت فيه يتيم يهان» .. ودعا وأوصى بكفالة اليتيم ماديا ومعنويا فى قوله الكريم : «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى» .
طريق النجاة
للأسف نرى البعض ممن يهينون ويستبيحون مال اليتيم من الأهل والمعارف .. فهذا يأكل مال أخته وحقها فى الميراث بحجة أنه يحافظ عليه .. وآخر يأكل مال أخوته الصغار بزعم أنه الوصى الذى يحافظ على حقوقهم .. وأيضاً نرى بعض هذه المؤسسات الأهلية أو الحكومية وما تسمى بدار الأيتام .. التى ينسى البعض فيها من المشرفين والمشرفات والقائمين عليها والمتعاملين مع الأطفال مراعاة الله فيهم .. متناسين تأكيد وتشديد الله تعالى على عقاب من يعتدون على حقوق الأيتام ويحرمونهم الحياة الكريمة الإنسانية .. ويأتون على مايقدم لهم من تبرعات مادية .. ويتوعد الحق فى آياته القرآنية الصريحة .. إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون فى بطونهم ناراً ، وسيصلون سعيراً» .
وجمع بين الذى يكذب بالدين والقسوة على اليتيم :
«أرأيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين» .
فلنتكافل ونتكاتف جميعا لنرعى كل يتيم بيننا .. أن نعلم أننا نحمى أيضا أنفسنا وأبناءنا بهذا البر والتكافل والتكاتف الإنسانى فما أجمل أن نأخذ بيد كل يتيم لنعينه على الحياة بعيداً عن الضياع .. بعد أن حرم أمان الأب أو حنان الأم .. أن نأخذ بيده ليشتد عوده ويجد طريقه طريق النجاة .. بعيداً عن القسوة والتشرد والجوع حتى نحميه من عصابات البلطجية والشوارع وحتى لايتحول كل منهم إلى قنابل موقوتة تتفجر حقداً على من لم يمد لهم طوق النجاة فلنتق الله .. ولنرحم من فى الأرض ليرحمنا من فى السماء ..
ولنعلم أنباءنا وننشئهم على مساعدة من يحتاج إليهم .. نعودهم على إسعاد ومشاركة الآخرين من الصغار الذين يحتاجون لمن يمد لهم يد العون .. ويمنحهم الحب من الأيتام من حولنا لندخل السعادة لقلوبهم البريئة وحتى ينشأ صغارنا على الحب والتعاون ليكونوا اجتماعيين وشخصيات سوية بعيدة عن الأنانية فى الكبر ..
وتحية لأبناء شهداء الثورة وأيضا كل الحب والتقدير من كل مصرى لأبناء شهداء ثورة يناير الذين ضحوا بأنفسهم ثمنا للحرية الغالية للوطن .. فهؤلاء يحتاجون منا إلى كل الدعم المادى والمعنوى نعوضهم ولو بقدر عمن افتقدوه .. ولنقدم كل العون للأمهات الأرامل لنساعدهم على إكمال رسالتهم مع هؤلاء الأبناء.. والجميل هذه الروح الجديدة للإنتماء والتوحد على هدف من أجل مصر وكل المصريين فوحدت بين كل الشعب المصرى بفئاته.. الغنى والفقير المسلم والمسيحى الكبير والصغير المرأة والرجل .. الإحساس بهؤلاء الذين يحتاجون إلينا من كل مكان من مصر .. روح الخير التى ظهرت جلية بين شبابنا المصرى فنظم نفسه لمعاونة الآخرين فى قوافل الخير .. ليصلوا إلى أبنائنا بالملابس والطعام والرعاية الصحية والدواء .. واللعب .. وهنا على المجتمع المدنى بكل جمعياته الأهلية دور هام .. فى دعمهم بشكل دائم من خلال المشروعات متناهية الصغر التى تقدم للأمهات المعيلات المسؤلات عن رعاية أسرهم .. وأيضا ربط عملية محو الأمية للأمهات أو الأباء بالتدريب على فرص عمل من أجل رفع المستوى الاقتصادى للأسرة والأبناء حتى لاترفع هذه الأسر أبناءها للتسرب من التعليم من أجل العمل لإعالتها .. فنحرمهم من طفولتهم وحقهم فى الحياة الكريمة ..
علينا أن نتكاتف كل بماله أو مجهوده البدنى أو العقلى التطوعى .. لمساعدة هؤلاء الأسر فى الحياة الكريمة لنصل إليهم فى كل القرى والنجوع بمحافظات مصر وليس فقط بالقاهرة والمدن الكبرى القريبة منا .. أن نصل إليهم داخل المناطق العشوائية التى تفتقد للكثير من الخدمات الأساسية للحياة الإنسانية .. فلنضع أيدينا جميعاً ولنتكاتف من أجل تزويج الفتيات اليتيمات .. بعد تعليمهن وبتوفير فرص عمل لهن وللشباب . .فالشباب قوة وقيمة يجب أن نستغلها ونوظف قدراتها وطاقاتها البدنية والإبتكارية للخروج من دائرة الفقر والجهل والخوف من اليوم والغد .. فيمكننا عن طريق تدريب هذه الثروة البشرية لتصبح منتجة ولديها مهارات فى مجالات العمل التى يحتاجها سوق العمل داخل مصر وخارجها .. ومن خلال مشروع إبنى بلدك ومن خلال مشاريعنا القويمة للزراعة لتوفير احتياجاتنا الغذائية .. والصناعات الخفيفة والثقيلة واستخدام عقولنا البشرية من علمائنا للتطبيق العملى لاستغلال كل الطاقات لنحيل التراب ذهباً .. ونحول مخلفاتنا من عبء ثقيل لاندرى كيف التخلص منه لتصبح مصدرا للتلوث الخطير .. مثل حرق قش الأرز والذى يمكن تحويله إلى مصنوعات ورقية ومنزلية مفيدة أو بيئة صالحة للزراعة عليها مثل زراعة عش الغراب غالى القيمة الغذائية كبدائل للحوم والذى يدر دخلاً اقتصاديا يمكن الاستعانة به على زيادة الموارد المالية للأسرة ولايحتاج إلا لمكان صغير داخل البيت .. وفى تدوير المخلفات العضوية وتحويلها للوقود الحيوى وخاصة فى الريف والواحات ولإستخلاص السماد العضوى وبذلك يخلصنا من تراكم القمامة بشكل خطير يهدد صحتنا جميعاً .. وأيضاً إستخلاص العديد من تدوير المخلفات من صناعة الورق والزجاج والمعادن لننعم بحياة وبيئة نظيفة وزيادة للدخل ومن خلال تشغيل الشباب فى المصنوعات اليدوية وعرض معارض إنتاجهم من التصميمات الجميلة داخل وخارج مصر وأيضا تصميم البرمجيات الألكترونية التى يبرع فيها شبابنا ويحققون من خلالها مشاريع تسويقية استطاع الكثير من الشباب إقتناص فرص عمل من خلالها .. وبذلك لايصبح بيننا فقير .. فقط علينا ألا ننسى حقه من أموالنا مما فرضه الخالق فى الزكاة .. والصدقات أيضا.
ساحة النقاش