من أجل الجميلة البهية «مصر»

هتفت يسر ا اللوزى: إحنا الشعب

أجرت الحوار:منال عثمان

 هل دفعها أحد لتقفز فوق حواجز رقتها وصورتها الملائكية ونجوميتها لتنزل صارخة (الشعب يريد إسقاط النظام) تلقي بالأردية الحريرية وراء ظهرها لتلبس الجينز وتقص شعرها لتصرخ بعناد (لا للفساد) قوة وطنية هائلة تشبعت بها منذ طفولتها.. فالوطن يسكن القلب والجميلة البهية «مصر» أغلي ما في الدنيا هكذا عرفت وتعلمت علي يد والدها أستاذ الجامعة.. إنها النجمة الشابة يسرا اللوزي.. الوجه الأجمل تواجدا وشهرة وعنادا في صفوف شباب الثورة البيضاء 25 يناير تقول :

- منذ وعيت على الدنيا وأنا أعيش أنينا خاصا.. وجها وطنيا.. أسى.. على هذا الإهدار فى مقدرات وخيرات بلدى فى طفولتى سألت أبى لماذا أليس البحر لنا كلنا؟ عندما أردنا دخول أماكن معينة فى المنتزه بالأسكندرية.. فقالوا ممنوع.. إنها أماكن كبائن الوزراء والمحاسيب!! شواطىء عايدة ونفرتارى وكليوباترا كله تحوطه السياج والوجوه المتجهمة وكلمة صارمة (ممنوع).. ممنوع ركن السيارة هنا.. ممنوع دخول أحد.. ممنوع حتى تتنفسوا هواء البحر - كانت أول «ممنوع» اسمعها.. كنت فى السابعة تقريبا فقد قالوا لى إن الهوا والبحر والماء كله ملك كل الناس.. لماذا هؤلاء يمنعوننا!! ظل السؤال يلح على حتى أوضح لى والدى أنهم الصفوة.. الطبقة العالية التى تعيش فى الأبراج العاجية.. يأخذون الهواء والبحر والأموال والأراضى والشاليهات وكله فقط لأنهم الذين يديرون البلد وليتهم بعد كل هذه الامتيازات كانوا يديرونها بحق ربنا وبما يرضى الله.. بل سرقوا ونهبوا واحتالوا وزوروا وزيفوا ووزعوا الخيرات لبلدنا الرائع على أولادهم وعائلاتهم وأقاربهم.. طيب وأحنا الشعب؟ لا.. كل سنة وأنت طيب.. فكان لابد من هذه الانتفاضة.. لنقول لهم.. نحن الشعب.. وهذا بلدنا. الأخضر الأمن الطيب.

تسمينها انتفاضة؟

- اطلقوا عليها ما شئتم.. المهم أنها كلمة (لا) كبيرة.. أطلقناها فى وجه الفساد.. لكنهابكل المعايير ثورة قوية أبهرت العالم فأنا كنت موجودة عندما زار (جون كيرى) ميدان التحرير وحمل التى شيرت الموجود عليه علم مصر.. كان رائعا وهو يقول لنا نحن الشباب.. أنتم جيل رائع أنقذتم بلدكم شعرت بفخر وقوة.. وعندما قال له مرافقوه أنتى نجمة سينمائية؟ ضحك قائلا:

- إذن أنت «جين فوند» مصر فضحكت قائلة ياريت.

 ثوريتك هذه ورثتها عن والدك؟

- والدى الدكتور محمد اللوزى أستاذ مسرح بالجامعة الأمريكية فعلا رجل صاحب مواقف ومبادىء.. يرفض التخطى والتجاوز وضياع الحقوق والتحايل والنصب.. كان له مواقف عديدة مساندة لزملاءه فى فترة دراسته بالجامعة.. وشارك فى أكثر من مظاهرة مثل 17و18 يناير.. ومظاهرة سنة 1986 .. كان له الحقيقة موقف ورأى ووجهة نظر دائما.. كان مخنوقا وهى يرى البلد يكاد يسحق من كثرة الفساد وقد تنبأ فعلا بثورة 25 يناير.. وكان كلما قرأ عن واقعة فساد - يقول - الفرج قريب.. وعندما يسمع أن شباب هذا الجيل مغيبا كان يرفض تماما ويقول - أنا مؤمن بكم.. عندما كان يرى الالتفاف حول المباريات الكروية.. يقول - يوما ما ستلتفون من أجل هدفا قوميا أغلى وأسمى تححرير بلادكم.. كان مؤمنا جدا بالشباب والحمد لله لم نخيب ظنه.. فقد بكيت وأنا أسير بجواره ومعنا الشباب فى المظاهرات وهو يبكى صارخا - الشعب يريد إسقاط النظام أبى رجلا وطنيا رائعا وصدقينى ليس لأنه أبى. هو فعلا رائع.

هل علاقتكم القوية بخالد أبو النجا الذى قدمت معه أكثر من عمل له صلة بتواصلكم مع الدكتور البرادعى؟

- كلنا كنا نريد تحرير مصر من ذئاب الفساد التى كانت تعث فيها فسادا.. كنا نبحث عن الرمز.. عن الحلم طبعا جمعتنا الجلسات والمناقشات فالهم واحدا والفساد رائحته تزكم الأنوف لا أحد يستطيع إنكاره لكن صدقينى مهما تجاوزت المخيلة وتخيلنا فسادا لم نكن لنصل إلى هذا الكم الرهيب!! ما كل هذه المليارات والأراضى والفيللات التى تهبت والتى وهبت للأصدقاء وأصحاب المصالح المشتركة.. معقول مصر بها كل هذا الخير وشعبها الحقيقى لا يجد قوت يومه!! لأنه منهوبا فى جيوب زبانية جهنم هؤلاء لماذا لم تلن قلوب الجبابرة أمام حال الغلابة أصحاب الدخول الضعيفة جدا.. تصورى لقد كانوا يسرقون حتى فى الأدوية ويتاجرون فى صحة الناس.. فقد أدخلوا العام الماضى مصلا فاسدا لمحاربة انفلونزا الخنازير.. لمجرد أنه سبوبة سيستفيدون منها!! غير معيبة .. الغاز الطبيعى لاسرائيل.

تتنهد - من أطلق عليهم مصريون.. ظلمهم وظلمنا .

 الآن كيف ترين المستقبل؟

- إن شاء الله خير وتفاؤل وسعادة وحقوقنا ستقود لنا وإن شاء الله نسترد أموالنا المنهوبة.. ويكون رئيسنا رجلا متوازنا يرى الأمر بكافة جوانبه دون أن يكون ديكتاتورا.. يضعنا فى قلب الحدث نكون دائما معه يفكر فينا نحمل معه ومع وزارته ورجاله (الشلة) يضع البنود والقوانين التى تكفل لنا حياة كريمة مشتركة نكون كلنا طبقة واحدة.. لا ساكنى منتجعات وقاطنى عشوائيات! وهذه الفجوة الرهيبة التى كانت موجودة إن شاء الله انتخابات نزيهة سواء مجلس شعب أو رئاسة.. أرى أياما قادمة جميلة.. فالله لا يرضى ابدا أن يعيش شعبا مظلوما فى الظلام والاستبداد إلى الأبد.. مصر عمار..

ما شعورك حيال خفض أجور النجوم؟

- أمر لا يهمنى على الإطلاق.. فأنا مازلت أعيش فى بيت أبي.

 هل صحيح.. أن هناك عرضا مسرحيا قريبا ستقدمينه عن ثورة يناير.. اسمه (أحنا الشعب)؟

- إن شاء الله.. أتمنى ألا تواجهه المشاكل فقد صرخت بها فى يناير فى التحرير وسأطرح بها على المسرح أحنا الشعب .