المــرأة رئيســـة للجمهوريـــة
نــعم أم لا ؟!!
كتبت:سمر عيد
عرف العالم علي مر العصور ملكات عادلات أشاد التاريخ بهن وذكرت إحداهن في القرآن الكريم ألا وهي بلقيس ملكة سبأ والتي شهد لها القرآن بالديمقراطية لأنها اشارت قومها : هل توافقون علي الدخول في الإسلام والإيمان بسيدنا سليمان أم لا، أما عن مصر فالتاريخ حافل بالملكات اللاتي حكمن مصر مثل نفرتيتي وحتشبسوت وشجر الدر، وكلهن أو أغلبهن كن ملكات عادلات وديمقراطيات أو وفق ما ذكره المؤرخون عنهن، أما عن العصر الحديث فلم تعرف الدول العربية ملكات امرأة حتي الآن علي الرغم من وجود نماذج مشرفة للمرأة في العالم فلدينا المستشارة أنجيلا ميركل في ألمانيا، ولدينا ديلما روسيف في البرازيل ولدينا رئيسة الاتحاد السويسري ميشلين كالميري ورئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز وحتي الهند أصبح لها رئيسة امرأة وهي السيدة براتبها باتيل، كلهن في الحقيقة ملكات جيدات إذا ما قورن برجال كثر قد حكموا هذه البلاد من قبل، وبعد ثورة 25يناير أصبحت النساء في مصر يطمحن إلي الوصول إلي كرسي الرئاسة، لذا حاولنا أن نعرف رأي الشارع المصري في هذا الطموح ll
تقول هايدى منير - طالبة بكلية الاقتصاد : بعدما رأينا مشاركة المرأة فى الثورة ووقفة الفتيات فى ميدان التحرير إلى جوار الرجال أصبحنا نشهد للمرأة المصرية بالشجاعة المفرطة وهى شجاعة عرفناها منذ أيام هدى شعراوى وصفية زغلول ولكن شجاعة المرأة فى ميدان التحرير كان مشهودا لها من قبل الجميع، لذا أصبحت أتطلع أن تترشح المرأة لكرسى الرئاسة وبالفعل لدينا الآن مرشحات ولكن لم يعلن بعد عن برامجهن، وليس المهم فى الحقيقة أن تترشح امرأة ولكن المهم من تكون هذه المرأة .
مناخ اجتماعي
وترى يسرا أحمد - طالبة بمعهد الإعلام - أن المناخ الاجتماعى لا السياسى لا يصلح لتولى المرأة الحكم وتقول :
المشكلة الحقيقية هى ليست فى المناخ السياسى فالدستور لا يمنع ترشح المرأة وأعتقد أن المناخ السياسى سـوف يصبح مهيئا لظهور كثير من النساء وترشحهن للرئاسة ، أما المشكلة الحقيقية فهى فى المجتمع الذى ينظـر إلى المرأة دائما على أنها غير مؤهلة لذلك وأن مكانها الطبيعى هو المنزل وتربية الأطفال وخاصة مع ظهورالتيارات الدينية المتطرفة التى تؤكد على عودة المرأة للمنزل وأن صوتها عورة ووجهها عورة وكلها عورة، وإذا كان هذا هو الفكر فكيف يستمعون لامرأة من الأساس حتى ولو كانت أفضل من ألف رجل .
الرئيسة الحامل
ويضيف هانى أنور - موظف بوزارة الاتصالات : من غير المعقول أن تتولى المرأة الحكم إذا كنا نشكك فى قدرة الرجال على الرئاسة والعبور بالبلاد من الأزمات الاقتصادية والسياسية التى تمر بها فما بالك بالنساء وهل انتهى كل الرجال فى مصر حتى ترأسنا امرأة ؟!!
ثم إن طبيعة المرأة البيولوجية لا تسمح لها بتولى مثل هذا المنصب فماذا تفعل لو تولت هذا المنصب وكانت فى حالة حمل ؟ هل ستقابل الرؤساء والملوك بهذه الهيئة ؟ ثم إنها تحتاج إلى إجازة للوضع وإجازة لرعاية الطفل فمن سيرعى شئون البلاد فى ذاك الوقت، طبعا لا تصلح المرأة لمثل هذا المنصب.
الولاية الكبري
وتقول الدكتورة سعاد حمودة - من اتحاد مصريات مع التغيير : لقد عقدنا ورشة عمل بنقابة الصحفيين تحت عنوان هل رئاسة المرأة للدولة تعتبر ولاية كبرى ؟!! وحضر الورشة الكاتب الكبير علاء الأسوانى والمستشارة تهانى الجبالى والمفكر الإسلامى جمال البنا ولقد خلصنا من هذه الورشة إلى أن رئاسة الدولة لا تعتبر ولاية كبرى لأن الولاية الكبرى التى يحرمها البعض شرعا على النساء كانت على كل الدول العربية والإسلامية وليست على دولة واحدة هذا من جانب أما من جانب آخر فإن المرأة عندما ترأس الدولة فهى فى الحقيقة لا ترأسها رئاسة مطلقة فهى تمثل إدارة، وهذه الإدارة هى التى تسير أحوال الدولة وهذا هو النظام الديمقراطى حيث لا يتيح للحاكم أن ينفرد برأى أو باتخاذ قرار ، والشيخ محمد الغزالى قد أكد هذا الكلام، لقد عشنا لعصر طويل نأخذ الفتوى من الأزهر الشريف الذى هو منارة الإسلام فلماذا الآن نرتكز فى فتوانا على التيار الوهابى فقط ؟!! وحتى إيران لا تصلح أن تعتبر دولة دينية بالمفهوم العلمى للدولة الدينية، فهل ستصبح مصر بعد الثورة دولة دينية؟!!!
بعد الثورة
وتؤكد المحامية سهام على من مركز قضايا المرأة أنه لا يوجد فى الدستور المصرى ما يمنع تولى المرأة الحكم وطبعا من حق المرأة المصرية أن تترشح للرئاسة ولكن المناخ غير مؤهل مطلقا فالتيارات السلفية بدأت تظهر على السطح وهى تهدد حتى المكتسبات التى حصلت عليها المرأة المصرية من قبل، ولا أحد يمكن أن يتنبأ بما سيحدث للنساء وحقوقهن فى مصر إذا ما وصلت مثل هذه التيارات إلى سدة الحكم أو للبرلمان.
نضال طويل
وتؤكد الدكتور هدى زكريا - أستاذة علم الاجتماع - أن الرجل المصرى رجل متفتح وإنسان متحضر وتقول : لقد حكمت شجر الدر مصر وانتصرت على الغزو الفرنسى وكان الناس يدعون لها فى المساجد، ولقد حكمت نساء كثيرات العالم مثل انديرا غاندى بعد نهرو الهند ، والرجل المصرى رجل متحضر جدا وأكبر دليل على ذلك أن هناك رجالا كثيرين يعملون تحت رئاسة نساء دون أن يزعجهم ذلك فى بنوك وشركات والذين ينادون بعودة المرأة إلى المنزل ربما يملكون ميكروفانات مساجد ولكنهم لا يملكون العقل الذى يفكرون به، وإذا رفض المجتمع المرأة لابد أن يكون الرفض نظرا للكفاءة وليس للجنس، وعندما حضرت أحد المؤتمرات كانت هناك 40 قاضية امرأة من إيران وباكستان وبنجلاديش وكلها دول إسلامية ، أما فى مصر فلم توجد حتى قاضية واحدة وإذا كان المطلوب هو تكبيل مصر فكريا ودفع نسائها للخلف فهذا يعنى أن المجتمع سيعود للوراء، ودور المرأة كأم هو دور مقدس طبعا ولكنه ينتهى بحكم الزمن فإذا ما كبر هؤلاء الأطفال أصبحت المرأة متفرغة إلى لا شئ ومع الأسف يغفل إعلامنا وتاريخنا نساء كثيرات كانت لهن الريادة فى مجالات كثيرة فلدينا مثلا لطفية النادى وهى طيارة مصرية كانت تعمل عام 1930م.
ولقد علمت لطفية النادى طيارين كثيرين الطيران وعدما نزلت فى الصحراء حلق حولها البدو ولم يصدقوا أن امرأة تقود طائرة وأخذوا يغنون لها، ومجتمعاتنا العربية مع الأسف تمارس مع المرأة سياسة الاستدعاء ثم الطرد فلقد استدعى الرجال النساء للمشاركة فى ثورة 1919 ثم همشت المرأة المصرية بعدها، واستدعى الرجال الفتيات والنساء فى ثورة 25 يناير ثم الآن نحن نتوجس خيفة من إهدار حقوقها السياسية وينطبق على المرأة المصرية المثل القائل : (فى الهم مدعية وفى الفرح منسية)، والذى يدعى أن حقوق المرأة المصرية كانت تدافع عنها سوزان مبارك هو مدع كاذب لأن حق الخلع هو حق إسلامى كفله لها الرسول الكريم حيث كانت أول من خلعت زوجها فى الإسلام هى جميلة بنت قيس . إن مكتسبات المرأة المصرية كانت نتاج نضال طويل يعود إلى عصر هدى شعراوى ومن المستحيل أن تخسر المرأة المصرية مكتسباتها بعد ثورة 25 يناير
ساحة النقاش