الفتاة لأسرتها :

أنا ناضجة .. أنـــا حرة

 

كتبت :سماح موسى

علي الرغم من تقدم دور المرأة في المجتمع المصري حيث أثبتت قدرتها علي الإبداع والإنتاج إلا أنها مازالت تحرم من أبسط حقوقها وهي إحساسها بالحرية، فالأسرة لا تزال تفرض عليها تراث العادات والتقاليد ومن ثم تقيد حركتها غير متفهمة لما تمر به من مراحل عمرية مختلفة وغير قادرة علي مواكبة العادات والتقاليد الحديثة التي طرأت علي المجتمع .. ففي السطور التالية نقدم حل المعادلة الصعبة بين تمرد البنت وتفهم الأهل !.. 

تقول (س.م) طالبة بالفرقة الرابعة بكلية تجارة : أعيش مع أهلى حياة بائسة رغم أن كل متطلباتى من مأكل ومشرب مجابة إلا أننى ينقصنى أهم شئ وهو رأيى فى حياتى الأسرية فعندما يجئ شخص لخطبتى لا يأخذ والدى رأيى بل يعطى رأيه دون اللجوء إلىّ وهذا ما يضايقنى ولا يحق لى أبدا أن أقول له لماذا لم تأخذ رأيى فى هذا الموضوع المصيرى!..

أما (ل.و) خريجة ليسانس آداب ومازالت آنسة تقول «أنا صديقة والدتى فأحكى لها كل شئ يواجهنى وهى أيضا تحكى لى أشياء كثيرة فأنا البنت الوحيدة فتأخذ رأيى فى كل شئ ووالدى أيضا عندما تواجه أسرتى أى مشكلة يقولها لى حتى نتناقش وأحيانا أجد حلاً لهذه المشكلة ويأخذ برأيى وهذا لثقة والدى فىّ وفى آرائى فلذلك أعتبر نفسى لم ينقصنى شيئا لأننى حرة والحرية شئ غال ولكن فى حدود وبدون إيذاء الآخرين.

تقول د. نادية الحسينى - أستاذ علوم تربوية ونفسية بكلية التربية - جامعة عين شمس : لابد أن يوجد صداقة بين الأهل وأبنائهم وخاصة صداقة الأم بابنتها والأب بإبنه ولابد أيضا أن يسمحوا لهم بالتعارف على أصدقائهم من الجنسين ولكن فى حدود وفى رقابة شديدة (وخاصة على المراهقين) فالصداقة مهمة فبدلا من أن يطلب النصيحة من أصدقائه الذين ليس لديهم الخبرة الكافية لإعطائه نصيحة تفيده يطلب من والديه وتكون نصيحة مفيدة وتمنعه من وقوعه فى أى مشكلة وأيضا لوسائل الإعلام دورها الكبير فى توجيه الأبناء للسلوكيات الصحيحة فى حين كان يوجد فى الفترة السابقة دورا للمدارس لوجود اخصائيين نفسيين واجتماعيين لحل مشاكل الطلبة الذين نفتقدهم الآن.

أما د. محمد سمير عبدالفتاح - أستاذ علم النفس وعميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها ووكيل معهد إعداد القادة بحلوان أن مفهوم الحرية أن تفعل أى شئ تريده ولكن فى حدود وعدم الإضرار والاعتداء على حقوق الاخرين، ولكن نجد أن الحرية فى المجتمع المصرى لا نجدها لأننا ليس لدينا الوعى الكافى بمفهومها وخاصة حرية البنت لأن من المعروف أن الكثيرين يعتقدون أن حرية البنت تضر بسمعتها وسمعة الأهل إذا فعلت سلوكاً خاطئاً ومازلنا فى مجتمع ذكورى يعطى للذكر حقوقه وواجباته كاملة بما فيها إعطاؤه الحرية المطلقة فى حين (يحرم الأنثى من أبسط حقوقها وهو مجرد الشعور بالحرية ولو حرية متعلقة بمستقبلها سواء فى العمل أو الزواج ...)

ونجد أن الفتاة التى تعيش فى مجتمع مثقف أو أسرة تتمتع بمستوى اقتصادى واجتماعى وتعليمى جيد تتمتع بالحرية الكاملة فى حين أنها تتمسك بالعادات الطيبة المتسامحة والتقاليد والقيم الأخلاقية الدينية (أى حرية بحدود) فى حين أن الفتاة التى تعيش فى طبقة متدنية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية لا تتمتع نهائيا بالحرية ولذلك نود أن نقول أن الحرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمستوى الاجتماعى والثقافى والاقتصادى وأيضا للإعلام دوره الكبير من خلال بث القيم والعادات السليمة وإعطاء الأنثى حرية مثل الذكر من خلال الدراما والأفلام والمسرحيات التى تقدم من خلال شاشة التليفزيون والسينما .

لابد أن نقدر أهمية حرية الفتاة فى المجتمع المصرى لأن المرأة نصف المجتمع المصرى فإذا لم تحصل على حريتها فسوف يؤثر ذلك على الإنتاج فصدق الشاعر حين قال «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق».

فعلى الأهل دور كبير فى تربية البنت على عادات وتقاليد البيئة التى تعيش فيها وهذا يكون فى سن السابعة من عمرها حتى تكون ناضجة وتكون حرة وبذلك لا تؤدي حريتها إلى الضرر بسمعتها ولا بسمعة أهلها وعليها أن تتصرف بشكل أفضل راق وهذه الحرية الكاملة التى نعطيها لها تتضمن حريتها فى العمل والإنتاج وإبداء رأيها فى الموضوعات المختلفة والعلاقات العامة والزواج واحترام الرأى والرأى الآخر..

ينصح د. سمير - الفتاة المصرية ألا تتأثر بالإعلام الخارجى الذى يختلف عاداته وتقاليده عن عادات وتقاليد المجتمع المصرى حتى لا تعمل على فعل الأشياء الخاطئة التى تسبب الحرج لأسرتها علما بأن العلاقات الاجتماعية فى المجتمع المصرى علاقات ممتدة .

أما مرحلة المراهقة فنجد أن الفتاة تتمرد فى هذه المرحلة وتريد أن تثبت ذاتها وأن تبدى رأيها فى الأشياء التى تخصها وأنصح الأسرة أيضا أن تفهم مرحلة المراهقة التي تمر بها البنت وألا تكون متشددة فى رأيها (الأسرة) وأن تتخلى عن العادات والتقاليد القديمة الموروثة عن الأجداد وأن يتمسكوا بالقيم والعادات الحديثة التى تواكب العصر والتى تعطى البنت الحرية المحدودة دون إيذاء الآخرين أو دون الأضرار بسمعتها وسمعة عائلتها وحتى يتواصلوا معها  

 

المصدر: مجلة حواء- سماح موسى

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,876

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز