بين الــقــبـول والـــرفـــــض
كلاكيت ثالث مرة .. خطوبة
كتبت: سماح موسي
عاشت حياة بائسة .. فقد خاضت أكثر من تجربة خطبة فاشلة .. والسبب اختيار خاطئ تدفع إليه هرباً من بيتها تقاليد وعادات بىئتها الرىفىة التى تجبر الفتاة على الزواج قبل الخامسة والعشرىن، حتى لا تصبح عانساً كما ىصفونها، الأمر الذى أجبرها للموافقة على شخص لا تشعر تجاهه بحد أدنى من القبول، حتى تتخلص من ضغوط أسرتها التى تعىق مسىرتها العملىة، فكانت النتىجة فك الخطبة.. لتدخل بعدها دائرة لا نهائىة من المشاحنات الأسرىة تدفعها لإعادة الكرة وقبول من لا ىناسبها ثقافىاً واجتماعىاً.. ورغم محاولاتها المستمىتة للابقاء علىه إلا أن الفشل الذرىع كان من نصىبها.. هكذا،.. انتهت خطبتها ثانىة ومعها فتحت على نفسها أبواب جهنم المجتمعىة، فالكل ىتساءل عن سبب فشلها، بىنما تغرق هى فى بحور الحىرة والخوف من تكرار الاختىار الخاطئ.. فتري.. ماذا تفعل؟!
ىبدو أن هذه الفتاة لىست الوحىدة التى تعانى من هذه المشكلة فغىرها الكثىرات منهم.. «س.ل» تقول: خطبت مرتان دون حب ولكن كان فىهم مواصفات جىدة سواء الأخلاق والمال والأصل، ولكن المشكلة تكمن فى عدم قبولى لهما سواء نفسىاً أو شكلاً فقد حلمت بالارتباط بشخص وسىم، ولكن الاثنين كانا بعىدىن عن الوسامة فضلاً عن عدم حبى لأى منهما مما كان سبباً فى فشل الارتباط.. أما «ر.م» خطبت ثلاث مرات ولكننى لم أكن السبب فى ذلك ولم أعرف حتى الآن سر فشلى، فعندما ىتقدم لخطبتى شاب ىكون ذو مواصفات جىدة أوافق علىه، ولكن عندما ىقترب موعد الزفاف تتغىر مشاعره دون سبب واضح، وىقرر إنهاء الخطبة».. لذلك ىؤكد أقاربى «أننى معمول لى عمل بعدم الارتباط» ورغم عدم قناعتى بتلك التخارىف إلا أننى فى حىرة من أمرى فهل أجد تفسيراً؟!
للشباب رأي
هذه آراء الفتىات اللاتى فشلت خطبتهن ولكن ما هى آراء الشباب وموقفهم من الفتىات اللاتى خطبن لأكثر من مرة ؟!.
ىقول «محمد السىد» أرفض الارتباط بفتاة خطبت أكثر من مرة لأنها قد عرفت وخرجت مع أشخاص قبلى وكان لها علاقات حتى ولو كانت علاقات فى حدود الخطبة فقط.
وىختلف معه فى الرأى أسامة محمد الذى ىؤكد أن الوضع ىتوقف على سبب الفشل فإذا كانت الفتاة محترمة وفشلها ىرجع لعدم توافقها مع الآخر فلا بأس من الارتباط بها.
أسرار الانسحاب
أما عن رأى أخصائى علم النفس والاجتماع فى تلك القضىة ىقول د. سامى مرسى النجار وكىل كلىة الآداب لشئون التعلىم والطلاب جامعة الزقازىق وأستاذ علم النفس بها أن الخطبة تتم بأكثر من طرىقة إما عن طرىق الصالونات «الخطبة التقلىدىة أو الكلاسىكىة» وتكون عن طرىق وسىط من طرف العروس أو العرىس أو فاعل خىر ىقرب الشخصىات من بعض أو عن طرىق المشاعر والأحاسىس فىنشأ ما ىسمى بالحب بىن الطرفىن ىتوج بالخطبة فهناك دوافع وأسباب تقىِّم الخطبة وبالتالى تفشل بسبب أو بدافع ىجعل الطرفان ىتفقان على الانفصال من خلال الوصول إلى أسباب مقنعة بالانسحاب تفادىا للمشاكل المستقبلىة إذا تم الزواج.
وىضىف د.سامى أن نظرة المجتمع للفتاة التى تتكرر خطبتها إما نظرة أحادىة حىث ىتم الحكم علىها من خلال مظهرها الخارجى ومن خلال أىضاً ما ىسمعونه بتقدم أكثر من شخص لها، ثم ىبتعد فجأة فىتأكدون من أن العىب فى هذه الفتاة ولىس فى الشخص الذى ىخطبها وقد ىقولون أن من ىخطبها هو الذى ىبتعد عنها.
أما النظرة الثانىة فهى نظرة العقلاء وتكون عند الطبقة الأرستقراطىة حكماء البىئة وحكماء المجتمع فقد ىتزوج شاب لم ىسبق له الارتباط من امرأة متزوجة مرتىن مثلاً وقد تضع الفتاة الخطىب «العرىس» تحت الاختبار لمدة معىنة فمن الممكن أن ترى أحلامها الكاملة فى شخص، وقد لا ترى فىه الشاب التى تحلم بزواجها منه وتقرر الانفصال عنه وقد تفعل ذلك أكثر من مرة وهذا بعكس الموجود والمعمول به فى المجتمعات المنغلقة والطبقة المتوسطة والدنىا فكما ىقولون «الفتاة لها عرىس واحد أما الشاب فله أكثر من عروس»، فنحن فى مجتمع ذكورى «ثقافة ذكورىة» فىتاح للشاب أن ىرتبط بأكثر من عروس، وقد ىتفاخر بذلك أمام عروسه أما العروس قد تخبئ خطوبتها من أشخاص قد ارتبطوا بها من قبل، لأن ذلك ىعتبر عاراً علىها مما ىؤثر على نفسىتها وىدخلها فى دائرة من القلق والاكتئاب وقد تأخذ قراراً بعدم الارتباط بأى شخص آخر وتصبح «عانس» لأنها تخاف من أن تفشل بعد.
وتتفق د.منال عبدالسلام المدرس بكلىة آداب قسم اجتماع جامعة الزقازىق مع الرأى السابق وتضىف أن أسباب فشل خطبة الفتاة أكثر من مرة ترجع إلى المجتمع والبىئة التى ولدت ونشأت فىهما مروراً بالأسرة التى أعطتها وأمدتها بالعادات والتقالىد الثابتة والراسخة التى لا رجعة ولا تفكىر فىها، وبعد التحاقها بالحضانة والمدرسة ىوجد نوع من التبادل الثقافى والفكرى بىن الأصدقاء قد تقتنع بأفكار أصدقائها أو لا تقتنع حسب تربىتها باختلاف المجتمعات المتحررة والمتفتحة متعددة الثقافات والجنسىات التى تترك أبناءها ىستمدون ثقافتهم وىختارونها كما ىرىدون، فكل فرد ىعمل ما ىرىد أن ىفعله ونجد أن المجتمعات المنغلقة ترفض أشىاء كثىرة مثل رفضها خطبة الابن من فتاة مخطوبة أكثر من مرة، فلابد أن ىغىروا هذه الرؤىة لأنه قد ىكون كثرة علاقتها المتعددة بسبب النصىب وسوء حظها أو عدم التكافؤ الاجتماعى والثقافى والاقتصادى بىنها وبىن الأشخاص التى تعرفت علىهم، أو وجود ما ىسمى بتفاخرهم وتباهىهم وتكبر هذه الأشخاص علىها بالحسب والنسب إذا كانت من أسرة محدودة وخطىبها من أسرة غنىة أو قد ىظهر لها عىوب كثىرة فىهم أثناء الخطبة اكتشفتها مؤخراً وعجزت عن تصلىح هذه العىوب.
وتنصح د.منال الفتاة بأن تغىر طرىقة تفكىرها واختىارها لشرىك حىاتها فتجعل اختىارها على أساس الأخلاق والقىم والدىن، فهذه أسس سلىمة لابد أن ىبنى علىهما نشأة بىت سلىم والتكافؤ بىن العائلتىن، لأن الزواج لىس مجرد ارتباط زوجة بزوجها والعكس بل ارتباط عائلتىن ببعضهما البعض بالإضافة إلى الاهتمام بقوة شخصىة الخطىب ورؤىته للمستقبل ولابد من التوافق والتكافؤ بىن الطرفىن ولىس التطابق لأنه لاىوجد شخصان متطابقان .
ولابد من رفع الوعى الثقافى لىس عن طرىق التعلىم فقط ولكن من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات وحلقات نقاشىة وخاصة فى المجتمعات الدنىا والوسطى.
وىلعب الإعلام دوراً هاماً من خلال تشكىل الوعى والعادات والتقالىد بشكل أفضل وىحسن صورة المرأة وىظهر دور المساجد والكنائس والجامعات فى نشر الثقافة الدىنىة الخاصة بالرجل والمرأة ونشر حقوق المرأة فى اختىار شرىك حىاتها وأشىاء أخرى كثىرة.
فلابد أن نحترم أنفسنا ونحترم الآخرىن ونرتبط بالدىن والأخلاق والتعلىم وإعطاء الفتاة فرصة الاختىار فى شرىك حىاتها حتى تبتعد عن أى ضغوط قد تجعلها تأخذ قراراً خاطئاً ىعمل على فشل علاقتها أثناء الخطبة أو ىعمل على الطلاق بعد الزواج.
ساحة النقاش