مع انتصارات رمضان لنعمل للحاضر ..

ونحن نأخذ حقنا من الماضى

كتبت :إيمان حمزة

كان التكاتف والتلاحم والتعاون والإيثار أهم مايميز حرب العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر عام 1973، وانتصاراته العظيمة التى حققها تلاحم جموع الشعب المصرى مع قواتنا المسلحة والذى قدم كل منهم التضحيات العظيمة التى لا تحدها حدود لتساهم جميعا فى صناعة النصر الذى جاء على أسس قوية من التخطيط الكامل المدروس بعنصر المفاجأة والمباغتة للعدو الإسرائيلى الذى أشاع أنه لا يقهر .. بالأسلوب الجديد للتغلب على التحديات والعوائق بعقول وفكر علمائنا ومهندسينا مع المعدات الحديثة لاختراق القناة بالكبارى العائمة التى عبرت فوقها الدبابات والمدرعات وأكثر من 150 ألف مقاتل من الجيش الثانى الميدانى فى الساعات الخمس الأولى مع خراطيم المياه التى أذابت خط بارليف المنيع يحميهم حائط الصد المصرى من الصواريخ والدفاع الجوى .. لينتصر المصريون ويرفعوا هاماتهم من جديد بعد أن عبروا سنوات الهزيمة .. تحقق كل ذلك بقوة العزيمة والتضحية والتلاحم بين الشعب وجيشه لاستعادة أراضيه وكرامته وبالإيمان القوى بنصر الله بعد أن تسلحنا بالقوة وكل الأسباب من تصميم على تحقيق الهدف والعزيمة والإرادة والجدية وقف الشعب المصرى النبيل بكل دعمه المادى والمعنوى .. ربط الأحزمة على بطنه وعاش على 33% من دخله القومى ليوجه كل اقتصاده للتجهيز لحرب الكرامة والإصرار على استرداد كل شبر من أراضيه فتحقق النصر الذى أزهل العالم بقدرة الإنسان المصرى والجندى المصرى وليتحقق السلام المبنى على القوة .. ومع ذكرى انتصارات العاشر من رمضان نتذكر جهود المرأة المصرية المشرفة التى سارعت بدفع كل من تحب إلى ميدان القتال .. بزوجها وابنها بأخيها .. بحبيبها وخطيبها وبكل حبها لوطنها تبتهل للمولى لينصر بلدها ويحميها وأسرعت للتبرع بالدم وحث كل أفراد أسرتها بالتبرع بكل ما لديهم لدعم الجنود بالجبهة وسارعت للتطوع للطب والتمريض لإنقاذ الجرحى من الجنود الشجعان .. شاركت بالأغانى الوطنية لإشعال حماس الجنود، والشعب مع الفنانين .. ودفعت بكل طاقاتها لإدارة عجلة العمل والإنتاج من كل المصانع ومؤسسات الدولة مع الزراعة وتدوير حركتها ، مع الصناعة بسواعد وعقول لا تكل ولا تمل .. فكان النصر من عند الله لنصر شعب تلاحم مع جيشه وتعاون وتكاتف فى وجه التحديات التى كان العالم من حولنا يؤمن أنها منيعة ومستحيلة . عودة إلى الحرية ومن جديد أزهل الشعب المصرى العالم بثورته السلمية البيضاء التى انتصر بها على تحديات كانت بالنسبة لأجيال مضت مستحيلة واستطاع أن يسقط النظام بكل فساده وظلمه ليعبر إلى الحرية والعدالة الاجتماعية واستعادة الأرض والحقوق المسلوبة والثروات المنهوبة من قلة استباحت أملاك الشعب وتركته يعانى الفقر والظلم سنوات عديدة، من جديد تلاحم الشعب والجيش .. الجيش المصرى الذى سارع بحماية الثورة والثوار فهذا هو القسم الذى أعلن أنه هدفه الأسمى حماية الوطن والشعب .. لنرى اليوم الذى وقف فيه كل من أفسد الحياة خلف القضبان .. أمر لم يكن يوما يتخيله إنسان على أرضنا .. أن نرى كل رموز الفساد والظلم ممن إستباحوا أيضا دماء المصريين الشهداء والمصابين الذين تعدوا الآلاف مجتمعين .. لأول مرة يرى الشعب المصرى بعد أن أصر على أن يأخذ القضاء العادل طريقه ويحاكم رئيس الجمهورية السابق ورئيس الوزراء وكل الوزراء الذين أفسدوا عليه حياته ليظهر الحق .. ونعرف الحقيقة كاملة بشفافية من خلال محاكمات علنية .. فقط علينا أن نهدأ ولا نترك فرصة لأعداء البلاد بالخارج والداخل أن ينفذوا إلينا مستغلين هذه الفترة الإنتقالية الصعبة التى تتبع دائما فى قيام الثورات فرغم إنطلاق روح الإنتماء للوطن وإلتفافهم على نجاح أهداف ثورته التى وحدت بين كل أطياف الشعب من الشباب والكبار والأطفال أيضا بين المسلم والمسيحى كلنا مصريون ، بين النساء والرجال والغنى والفقير والجيش مع الشعب .. الحفاظ على الثورة علينا أن نحافظ على بلادنا وثورتنا أولاً التى يريد الكثيرون إفشالها من حولنا ومن أتباع النظام التى سلبتهم نفوذهم والإستمرار فى نهبهم المنظم لثروات البلاد .. مع أعدائنا بالخارج .. ممن يشعلون الفتن على كل المستويات بين المصريين .. علينا أن نكون حذرين لما يحدث بيننا وحولنا ممن يهربون السلاح ليصل إلى كل يد تدمر ولا تحمى يهربون المخدرات لتدمر عقول شبابنا وأبنائنا وتغيِّب وعيهم .. يشعلون الفتنة بين طوائف الشعب ويزرعون الفرقة والكراهية وينشرون الشائعات المدمرة .. ويخونون الشرفاء .. يفرقون بين المرء وأخيه يبعدوننا عن صالح مصرنا وثورتنا .. ولكن شعبنا المصرى أصبح أكثر وعياً لما يحدث حوله .. وهو قادر على التصدى والنجاح للتغلب من جديد على هذه التحديات الجسيمة .. بتوحيد جهوده وإعادة روح التوحد بين كل المصريين .. وعلى التصدى بقوة لمن يريد لنا الفتنة والفرقة والضعف والفشل لنا جميعاً .. أن نهدأ لنبنى بلادنا من جديد .. ندير عجلة الإنتاج التى تراجعت إلى الخلف .. فالشعب الذى حقق المستحيل فى العاشر من رمضان وفى ثورة 25 يناير .. قادر إن شاء الله على إعلاء بلاده من هذه المحنة الإقتصادية ومن هذه الفتنة التى يريد الأعداء إشعالها لتقضى على وحدتنا وعلى إكمال أهداف ثورتنا .. لنعمل جميعا يد واحدة من أجل مصر من أجل أبنائنا من أجل هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من الشهداء والمصابين أمام رصاصات الغدر وعربات الموت .. حقهم علينا أن تتجمع بلادنا فى عبور هذه الشدائد .. لتتحقق العدالة الإجتماعية والديمقراطية والحرية أولا وأخيراً لمصر ولنا ولأجيالنا من بعدنا وليكن رمضان بعد الثورة هو ما يمكننا من ضبط النفس والتحكم فى قدرتنا على إستعادة كل القيم الجميلة التى تميزنا وظهرت جلية أيام الثورة الأولى من الحب والتسامح والإيثار والتكاتف والتكافل وعدم التمييز .. ونبذ الكره من النفوس .. الحرية المسئولة الواعية هى طوق النجاة لنا من الوقوع فى الهاوية التى يتمناها ويدبرها لنا أعداؤنا من حولنا .. لنحافظ جميعا على ما حققناه من إنتصارات بجهود أبنائنا ودماء وأرواح شهدائنا .. أن نعيد الثقة بيننا ولا نترك لللتخوين أن يفرق وحدتنا .. ونترك القضاء المصرى النزيه يقول كلمته ليأخذ الظالم جزاءه ويرى المجنى عليه حقه يعود إليه وخاصة أهالى الشهداء لتهدأ نفوسهم بمعرفة الحقيقة ولنتكاتف جميعا لنعينهم على الحياة بل لنعين كل المحتاجين فى كل مكان من مصر على الحياة .. لننظر إلى الأمام ونحن نحاكم رموز الفساد أيضا .. فنحن نؤمن بحكمة الله حين قال «ولكم فى القصاص حياة» .. نأخذ حقوقنا من الماضى ونعمل من أجل الحاضر والمستقبل بالعمل والجد والإصرار على النجاح .. لنعمر ونزرع ونستفيد بكل ما أعطاه الله لنا من قدرات وثروات مازالت أمامنا حتى لا يضيع منا الطريق ولتكن اعيننا على تعمير بلادنا وبنائها وإعادة جسور الثقة بيننا قوية من جديد حتى نستطيع أن نحقق العدالة الإجتماعية والديمقراطية والحرية فى إختيار أيضا من يتولون زمام أمرنا من إختيار رئيس جمهورية قادر على قيادة وحماية البلاد مع شعبه وجيشه وعودة الأمن والأمان بالشرطة بعد أن تطهرت من الفاسدين .. وأيضا أن نختار بوعى من يمثلنا فى مجلسى الشعب والشورى بكفاءة وحب لوطنه وشعبه وبطهارة يد وبعيداً عن أى تيارات أو مكاسب شخصية عانينا منها طويلاً .. كلنا نريد ذلك وعلينا أن نسعى بكل طاقاتنا لتحقيق أحلامنا وأمالنا واقعاً حتى ينصرنا الله دائماً .

المصدر: مجلة حواء - إيمان حمزة
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 531 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,456,085

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز