بعد تعيينها .. أول عميدة منتخبة

الدكتورة راندا أبوبكر:

طموحى ليس له علاقة بالمناصب

أجرت الحوار: أميرة اسماعيل

لديهـــــــا طموح يسبق الخيال.. تتحدي به كافة العقليات الجامدة..تقابلك بابتسامة هادئة وثقة بالنفس غير عادية فهي أستاذة الجامعة التي وصلت لعمادة كلية الآداب - جامعة القاهرة بالانتخاب بعد أن غابت عملية الانتخاب منذ عام 1993 «حواء» التقت بالدكتورة راندا أبوبكر أول عميدة منتخبة بعد الثورة وبعدما تم تعيينها منذ أيام لتخبرنا عن الجديد الذي ستقدمه للكلية بطلابها وأساتذتها وللجامعة بأكملها؟

تقول الدكتورة راندا ان أهم ما يميز تجربة الانتخابات هى عرض كل مرشح لبرنامجه الانتخابى وما يريد تقديمه لخدمة وتطوير الكلية وبالتالى هى تجربة ديمقراطية كاملة وقد تضمن برنامجى المطالبة «باستقلال الجامعة» فالدستور والمعاهدات الدولية تؤكد على ذلك بمعنى ألا يتدخل جهاز أمنى أو سياسى أو دينى فى إدارة شئون الجامعة فتكون الضوابط والقرارات من داخلها وليس من خارجها كذلك أريد تطوير البحث العلمى فنحن بحاجة لتطوير مكتبة الكلية حتى يتسنى للطلبة تقديم أبحاث قيمة ومفيدة بالإضافة لبحث كيفية رفع الموازنة للتعليم العالى فنحن بحاجة إلى ميزانية مستقلة تجعلنى أفكر فى امكانياتى وحدود تنفيذ أى تطوير فى الكلية وعلى مستوى الطلبة تضيف أن المناهج وظروف الدراسة بحاجة إلى إعادة النظم فيهما من حيث التطوير وإضافة كل جديد متاح .

الدكتورة راندا أبوبكر .. حصلت على ليسانس آداب عام 1988 والدكتوراه فى عام 1998 فى الأدب الإنجليزى المقارن وقمت بالعديد من الدراسات بالخارج فى أمريكا واسكتلندا وألمانيا .. ماذا يمثل لديك الطموح ومتى يتوقف .. ؟

- لقد كانت أبحاثى فى تخصص الأدب والترجمة والدراسات الثقافية والفكرية وطموحى كبير للغاية لأننى تعلمت فى حياتى أن «كل حاجة ممكن تحصل» مادام الطموح لا يتعارض مع المبادئ والأخلاق التى تربينا عليها .. فالطموح ليس له نهاية وليس مرتبطا بمنصب فمن الممكن أن أؤلف كتابا يؤثر فى الناس ويظل معهم لفترة طويلة وهذا إنجاز بالنسبة لي فلم يكن فى بالى مثلا الترشح لمنصب العمادة ولكن المحيطين بى شجعونى على خوض التجربة وقد نجحت .

ما وصفك لما يدور بالشارع المصرى الآن ووجود أصوات تناهض المرأة وتنفى وجودها ومشاركتها بثورة 25 يناير ؟

- الشارع المصرى به العديد من التيارات والاتجاهات وأصوات تعلو وأخرى تختفى ولكن تبقى حقيقة مشاركة المرأة فى الثورة وإحداث التغيير أمرا واقعا وهناك تيارات متطرفة ولا أقصد التطرف الدينى وإنما التطرف فى كل شئ فى الرأى فى الأخلاق فى المسميات والتصنيفات، وهذا إفراز طبيعى لأى مجتمع تحدث به ثورة مثل ثورة 25 يناير وفى رأيى أن البناء قادم من جديد ولابد أن نتكاتف جميعا من أجل وطننا .

أنت عضوة ناشطة فى حركة 9 مارس للمطالبة باستقلال الجامعات .. ما الذى تمثله لك هذه المشاركة؟

- هى وسيلة لتحقيق أحد أهدافى وهو استقلال الجامعة،. و«9 مارس» ليست حركة سياسية بقدر ما هى حركة أكاديمية تعلمت منها قانون تنظيم الجامعات والدفاع عن الحريات داخل الجامعة وخارجها وأنا لا أنتمى لأى حزب سياسى ولكنى أناهض الظلم والتعذيب وأدين أى إهدار لكرامة المواطن فى النظام السابق بجانب الفساد الاقتصادى وغيره .

الدكتورة راندا .. تنقلنا كلماتك السابقة لأسألك عن رأيك فى الحكومة القائمة فى الوقت الحالى ؟

- احترم بشدة د. عصام شرف وأثق فى وطنيته فقد كان ينطلق معنا من نادى هيئة التدريس بالمنيل متجهين للتحرير وذلك قبل توليه منصب رئيس الوزراء ومن الطبيعى أن يحدث اضطراب فى هذه المرحلة لأنها فترة انتقالية .

ما الذى لا يعرفه الناس عن الدكتورة راندا أبوبكر ؟

- أننى تقدمت بتنازل رسمى عن تعيينى كمعيدة بكلية الآداب فور حصولى على الليسانس لأننى أردت العمل كمترجمة ولكن بعد أيام تراجعت وشعرت باشتياق لكليتى وحنينى لأساتذتى وشعرت وقتها أن هذا مكانى .

وما الشخصيات المؤثرة فى حياتك ؟

- الدكتورة رضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزى بكلية الآداب جامعة عين شمس فهى نموذج للمرأة الناشطة العاملة والزوجة والأم والإنسانة فى كافة تعاملاتها وهى مثلى الأعلى وبصفة عامة فأنا أتأثر بأى شخص مكافح من أجل الغير وليس لأهداف شخصية .

 فى رأيك .. ما الخطوات أو الأهداف التى لابد أن تضعها المرأة نصب عينيها للوصول للقمة وتحقيق ذاتها ؟

- التفكير بشكل غير نمطى وإيجابى فى كافة أمور حياتها فلا تلتفت للصراعات ومثيرى الخلافات بل تنطلق وتحقق ذاتها والبحث الدائم والدءوب عن المعرفة وكل ما هو جديد فى العلم فتكون ذات شخصية قوية ومثقفة ويعتمد عليها .

 بعيدا عن الدراسة والعمل .. ماذا عن حياتك الشخصية وهواياتك ؟

- لوالدى وأخوتى الفضل الكبير فى حياتى ودائما الجانب الإنسانى هو ما يميز شخصا على آخر وأصدقائى المقربون هم جزء من أسرتى وتبقى العلاقة الطيبة السمحة البعيدة عن المصلحة هى الأبقى والأجمل .

أما هواياتى فأنا عاشقة للقراءة، وإن كنت أعتبرها أسلوب حياة وليس هواية ، وأحب الموسيقى العربية بشكل قوى ولدى هواية خاصة جدا وهى تصميم الملابس فأنبهر بعالم الأزياء لذا اشترى الأقمشة وأصممها لنفسى وهى هواية خاصة جدا كذلك الاهتمام بالورود والأشــجار فهذه متعة حقيقية أن تكون لك اهتمامات تخرجك من متاعب العمـــل وروتين الحياة اليومى.

 وأخيرا هل تؤيد الدكتورة راندا أبوبكــر وجود المرأة فى مناصب معينة ورفضها فى مناصب أخرى؟

- من وجهة نظرى لا فرق بين رجل وامرأة فى مراكز العمل والتدرج الوظيفى لأن التفرقة هنا تفرقه عقول وهذا غير مقبول على الاطلاق وإن كانت هناك أصوات تريد تهميش دور المرأة ومكانتها ولكن الواقع يفرض الحقيقة دائما وهى أن المرأة بجانب الرجل طوال الوقت ولا تدخر أو تبخل بأى جهد لها تستطيع تقديمه.