عصبية الكبار يرثها الصغار..
كتبت :اسماء صقر
هل تعانين من العصبية الزائدة؟!إذا كان الأمر كذلك.. فاحذرى.. لأنك دون أن تدرى تورثى طفلك عصبيتك وهو ما يؤكده الأطباء.. الأمر الذى ينجم عنه عنف وتمرد لانهائى مصاحب لتلك العصبية التى انتقلت إليه دون أى ذنب اقترفه سوى تنشئته فى مناخ اسري يسوده التوتر والعصبية: فهل من سبل لعلاج عصبية الصغير؟!
يقول الدكتور/ فوزى عبد الرحمن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:
- إن الأسرة تؤثر فى شخصية الطفل تأثيراً كبيراً فقد يكون الطفل فكرة عن نفسه من واقع علاقته بالأسرة فقد يرى نفسه محبوباً ومرغوباً فيه فينشأ راضياً عن نفسه أو أنه غير محبوب ومنبوذ فينشأ غير راض عن نفسه وغير واثق بنفسه فتسود حياته النفسية التوترات والصراعات التى تتميز بمشاعر الضيق والعصبية ومن أهم أسباب عصبية طفلك هو شعوره بالعجز والعداوة وذلك نتيجة حرمانه من الدفء العاطفى فى الأسرة بسبب قسوة الآباء أو التفرقة بين الأخوات.
كما تشير الدراسات إلى أن بعض الأطفال يكتسبون العصبية من خلال المحيط الأسرى فإن رأى والديه أو أحدهما يعانى من العصبية والتوتر فإن الطفل يحاول أن يقلد سلوك من حوله لذلك فإن كثيراً من مخاوف وعصبية الأطفال يتعلمونه بالتقليد فالأب العصبى فى تصرفاته يعلم أطفاله هذا السلوك والأم العصبية الثائرة دائماً تعلم أولادها هذا السلوك بعكس الأب والأم الهادئىن فإن الطفل يتعلم منهما السلوك الهادئ المرن كذلك فإن التدليل الزائد يعلم الطفل العصبية والأنانية وذلك لأن التدليل الزائد ينمى في الطفل صفات الأنانية مما يجعله دائم التمركز حول نفسه لذلك فهو يحب كل شئ لنفسه وإذا لم تلب رغباته بسرعة فإنه يغضب ويثور حتى تستجاب طلباته.
أعراض واضحة
وتوكد الدكتورة/ ماجدة القاضى أستاذ علم الاجتماع يجامعة المنوفية على أن هناك بعض الأطفال تظهر عليهم بعض الأعراض العصبية الواضحة فى حركة لاشعورية تلقائية غير إرادية مثل قضم الأظافر أو رمش العين أو تحريك الرأس جانباً أو مص الأصابع أو عض الأقلام وهى تحدث دائماً وباستمرار وهذه الحركات هى حركات عصبية.
لا إرادية مرجعها التوتر النفسى الشديد الذى يعانى منه الطفل وعن كيفية التعامل مع عصبية الطفل تنصح د. ماجدة الآباء والأمهات بضرورة معرفة أن معظم الأطفال الذين يعانون من العصبية هم أطفال عاشوا فى أسر تتميز بالقلق والتوتر والإضطراب العائلى لذا يجب أن تكون الأسرة سعيدة متفاهمة بعيدة عن التوترات والمشاجرات ويسودها الحب والتفاهم والدفء والحنان الأسرى.
كما يجب على الآباء أن يعودوا أبناءهم على الحرية وإتخاذ القرار والتدخل فى الوقت المناسب حتى ينشأ الطفل معتمداً على نفسه.
ويجب معاملة الطفل العصبى بالرفق والهدوء والصبر وعدم ضربه أو القسوة عليه وتأنيبه كى لايشعر بالعداوة والكراهية وتزداد عصبيته.
ويوضح الدكتور/ تامر عبد الرحمن أستاذ الطب النفسى بطب القاهرة أن هناك أمراضاً عضوية تؤدى إلي العصبية لدى الطفل كاضطراب الغدد مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية وأيضاً الإصابة بسوء الهضم وإلتهاب اللوزتين والديدان ومرض الصرع لذلك فإنه من الضرورى عند معالجة حالات الإضطراب والقلق والعصبية لدى الطفل الانتباه إلى خلو الطفل من الأمراض العضوية التى تؤثر على صحته العامة.
ولأن عصبية الكبار تنتقل لاارادياً للصغار فينصح بأتباع الوالدين الآتى للتخفيف من حدة عصبيتهما .
- فقاومى الأرق بالموز والزبادى ونحسن المزاج بشرب الماء وللتغلب على الخمول والإحباط يمكن تناول الأسماك والأكثار من بتناول عسل النحل فقد ثبت أن له دوراً فعالاً فى تهدئة الأعصاب.
وعن عصبية الأبناء فى مرحلة المراهقة يشير د. تامر إلى أنها إذا زادت عن حدها الطبيعى فلابد من التعامل معها على أنها ليست ظاهرة طبيعية على الإطلاق بل ظاهرة تحتاج إلى تعامل خاص يتيح للشباب العصبى الإقلاع عن تلك العصبية أو تحجيمها على الأقل والشاب العصبى المزاج يكون حاد الطباع وعنيداً ويريد أن يحقق مطالبه بقوة وعنف زائدين وهذه العصبية تنتج عن التكوين الموروث فى الشخصية من الوالدين والنشأة في جو أسرى مشحون بالغضب والعصبية والتوتر لذلك على الوالدين معاملة الشاب العصبى بهدوء وصبر وإعطاؤه الحنان والإبتعاد عن معاملته بعدوانية وعن كل مايثير غضبه وعصبيته.
ساحة النقاش