كرامة زوجتى.. هل هى

أزمة مجتمع أم مسئولية زوج؟!

كتبت :نجلاء ابوزيد

يحرجني زوجي كثيراً بانتقاداته الدائمة لكل ما أفعله أمام الناس وترديد عبارات مثل «أنت لا تفهمين»، «ليس لك رأي».. «صعب تستوعبيني». وعندما أعاتبه يتهمني بالمبالغة وأن الأمر عادي والمجتمع كله لا يشعر أن هناك مشكلة لكن «في الحقيقة كرامتي مجروحة والسبب زوجي» .

كانت هذه شكوي إحدي القارئات توجهت بها لـ «حواء» كي نجد لها حلاً .

وفي محاولة منا لبحث المشكلة طرحناهـــــا علي العــــــــديد مـن الأزواج والزوجات والمتخصصين

 

البداية كانت مع السيدة سوزان عادل - موظفة - حيث قالت : للأسف الشديد المجتمع أحيانا يهين المرأة ويعتبر الأمر عادياً لأنهم يعتقدون أن عبارات مثل «المرأة لا تفهم أو لا تستطيع أن تدير .. أو ذكاؤها محدود» أمورا عادية وأن الشتائم فقط هى ما قد يجرحها وعلى نفس النهج يسير معظم الأزواج وبصراحة توقفت عن الغضب من مثل هذه الأمور لأنها تحدث بشكل يومى حتى لا تكبر المشكلة فأصمت ليمر الموقف لكنى أجرح من داخلى خاصة عندما يقولها فى حضور أهلى .

عبارات جارحة

ترفض ماسبق عالية عبدالفتاح - ليسانس آداب قائلة : المرأة عندما تصمت على أبسط العبارات التى تجرحها تفتح الباب للآخرين لقول المزيد وأنا شخصيا فسخت خطبتى بسبب ترديد خطيبى لعبارة «ذكاؤك محدود» خاصة أمام أصدقائنا وكان يضحك وكأنه يقول شيئا عاديا وعاتبته أكثر من مرة وفوجئت برأيه فى أن مثل هذه التعليقات عادية وأننى حساسة وأن كل السيدات لا يفهمن واعترض أهلى على فسخ الخطبة لهذا السبب وأخبرونى أن الأزواج يقولون أكثر من ذلك ، لكنها مسألة كرامة وأى رجل يسخر من زوجته أمام الناس هو لا يحترمها ولا تستقيم الحياة معه .

 «تكبير الدماغ أفضل حل للكرامة» هكذا بدأت السيدة هدى سمير حديثها وقالت : المرأة تتحمل الكثير من الناس وزوجها وأولادها، والتجربة علمتنى أن ألتمس العذر لزوجى لأنه أفضل من غيره فهو يلبى كل احتياجاتنا ويتحمل الكثىر من أجل الأسرة لكن عيبه الأساسى أنه عندما ينفعل ينسى نفسه وينسى أنه أمام الناس وأحيانا يقول لى عبارات جارحة تجعلنى أغضب وأعاتبه فيعتذر ثم يخطىء وعندما وجدت أن ما يحدث معى يحدث مع الكثيرات اعتبرته أمراً عاديا «وكبرت دماغى حتى لا أخرب بيتى» .

باب المشاكل

وإذا كانت هذه تجارب الزوجات فكيف يرى الأزواج الأمر ؟..

 عبدالباسط محمد مدرس قال: كرامة أى زوجة من كرامة زوجها وبالتالى فهو لا يحب إهانتها أمام الناس لكن أحيانا تستفزه بعض التصرفات فيغضب ويرتفع صوته ثم يعتذر . والمرأة الذكية لا يجب أن تحكم على تصرفات زوجها وقت الغضب كذلك يجب أن تسامح ولا تعامله بالمثل لأن ذلك يفتح أبواباً للمشاكل الزوجية .

 يتفق معه فاروق عبدالله - موظف قائلا : بصراحة هناك سيدات يبحثن عن المشاكل ويضخمن كل شىء .. فأنا لا أرى أن هناك مشكلة إذا قلت لزوجتى أنك لا تفهميننى أو أن رأيك خطأ سواء ذلك فى البيت أو أمام الناس فهذه العبارات عادية ويمكن قولها لأى شخص إذا أساء التصرف فى موقف ما، لكن بعض السيدات يتقمصن دور الدفاع عن حقوق المرأة وينشرن أفكارا غريبة تفسد العلاقة بين الزوجات وأزواجهن !!

صاحب السيادة

وإذا كان الرجال لايقدرون أزمة السيدات .. فما هو الحل ؟!

- د .مديحة الصفتى أستاذة علم الاجتماع تحدثت قائلة : المجتمع العربى هو مجتمع ذكورى بطبعه ومن هنا فإنه يتيح للرجل العديد من الأمور لا يتيحها بالمثل للمرأة بل يعتبر مجرد تلميح المرأة بإمكانية قيامها بها جريمة لا تغتفر وإذا طبقنا هذا الوضع على مسألة كرامة النساء وتعرضهن لإهانات لفظية من الأزواج سنجد أن المجتمع يعتبر مثل هذه الاهانات اللفظية مجرد عبارات عادية جدا تذكر المرأة بكونها من ضلع أعوج وأن الرجل هو صاحب السيادة ولا ينظر للأمر على أنه جرح كرامة وبسبب هذا المفهوم المجتمعى أصبح بعض الرجال يرددون مثل هذه العبارات أمام الناس دون شعور بالندم أو الخطأ. ولكن حتى نكون منصفين يجب لفت الانتباه إلى أن هذا الأمر يختلف من مجتمع لآخر حسب القيم والمبادىء السائدة فى هذا المجتمع . وكما أن الضرب الذى يمارسه الزوج تجاه زوجته قد يكون عادياً فى بعض المجتمعات ويعتبر جريمة تستحق العقاب فى مجتمعات أخرى فإن نفس الأمر ينطبق على العبارات التى تهين كرامة المرأة ففى بعض الأوساط تعتبر النساء هذه العبارات عادية وتعبر عن ضيق الرجل وله عذره وفى أوساط أخرى تكون مرفوضة تماما وقد يصل الأمر إلى إنهاء علاقة الزواج بسببها لذا فإن إنهاء هذه الأزمة بين الزوجات والأزواج يكون بداية بالتكافؤ الثقافى والاجتماعى بين الطرفين عند بداية الزواج لأن هذا التكافؤ سيجعل كلاهما يدرك مستوى الحوار اللائق مع الطرف الآخر كذلك على الزوجة التى تعانى من إهانة لكرامتها أن تلفت نظر زوجها بشكل مهذب وأن توضح له ما يحدثه هذا الأمر فى نفسيتها وألا تصمت على شىء يجرحها لأن الكبت يولد الانفجار كما أن الصمت على الاهانات البسيطة يجعله كثيرا ما يتمادى فى أمور أكثر خطورة تصل للاهانات والشتائم المباشرة أمام الناس ، وختمت حديثها مؤكدة على ضرورة استيعاب كلا الزوجين للآية الكريمة «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» فإذا أستوعبا هذه الآية سيحافظ كل طرف على مشاعر وكرامة وأحاسيس الطرف الثانى.

 

المصدر: مجلة حواء -نجلاء ابوزيد
  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 1112 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,866,310

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز