المحلات فى أزمة:
رغم العيد والتخفيضات.. لا بيع ولا شراء
كتبت :سمر عيد
اقترب عيد الفطر المبارك ومازال شبح ركود البضائع يخيم علي المحلات، ولا يزال الكثير من أصحاب المحلات يخفضون في أسعار بضائعهم، وخاصة الملابس لعلها تجد سوقها ولكن هيهات، فكل التنزيلات والخصومات والتخفيضات لا تلقي صدي ومن ثم إقبالاً، ما السر وراء ذلك ........
التقينا برفعت أبوحمدى صاحب محلات مفروشات وبياضات الذى حدثنا قائلاً: أغلبية محلاتنا تعمل على السائحين العرب فهم أكثر زبائننا، وفى هذا العام ذهب السائحون العرب لقضاء عطلتهم الصيفية فى تركيا وقبرص واليونان متجنبين بذلك نزول مصر بسبب الأحداث الجارية والانفلات الأمنى وكثرة الاعتصامات والمظاهرات، وبالتالى كسدت البضائع لدينا، وهذا هو دور الإعلام هو أن يشعر الناس بالطمأنينة وأن البلاد مستقرة حتى ينزل السائحون العرب مرة أخرى إلى مصر.
وبالنسبة للمولات فهى مؤمنة لأن فيها رجال أمن، أما المحلات التى فى الشارع فلا أمن عليها، وعلى الداخلية أن تفعل دورها وأن تتواجد فى الشارع والميادين حتى يشعر من يسير فى شوارع مصر بالأمن والأمان والاستقرار .والطمأنينة، ويشعر السائح العربى أو الأجنبى أنه محمى بموجب القانون والشرطة المصرية، فكيف أزور بلداً وأنا أشعر أن نقودى يمكن أن تسرق منى فى أية لحظة؟!!
وأملنا الوحيد الآن هو خريجو كلية الشرطة الجدد الذين لا علاقة لهم بالأحداث الماضية، وأشعر أنهم هم من يستطيعون إنقاذ البلاد مما هى فيه.
أوكازيون 50%
وحدثنا محمد فايز صاحب محل ملابس أطفال قائلاً: على الرغم من أن أول ما يفكر فيه الإنسان المصرى هو ابنه أو ابنته، وعلى الرغم أننا قمنا بعمل خصم 50% على كل ملابس الأطفال، إلا أن الإقبال على الشراء ضعيفاً وأى حدث فى مصر يؤثر على السياحة، وبالتالى يؤثر على الدخل ولكن وبغض النظر عن السائحين العرب والأجانب، فإن المصريين أنفسهم كانوا يقبلون على الشراء بكثافة فى نفس الوقت من كل عام، وطبعاً الأمور فى رمضان أحسن من قبله ولكن لا يزال سوق البيع والشراء راكداً كما نقول، وملابس الأطفال عادة ما تلقى رواجاً خاصة مع اقتراب العيد ونأمل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها وأنا أوجه كلمة للشباب الذين يعتصمون فى ميدان التحرير وفى بقية ميادين القاهرة والإسكندرية وأقول لهم رأفة بالاقتصاد المصرى، رأفة بأصحاب المحلات وبرؤوس الأموال فى مصر التى أوشكت أن تفلس.
القرش الأبيض ينفع بعد الثورة
ويقول عبدالله محمد عبدالله مدير محل ملابس: المصريون هم من أذكى الشعوب، ولقد أدرك المصريون إنه فى أى يوم من الأيام قد تتعثر الحكومة، ولا تجد رواتب للموظفين وتحسباً لزيادة الأسعار فى السلع الأساسية مثل الأرز والسكر واللحوم وهم يؤمنون بالمثل القائل «القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود»، وعلى الرغم من أننا قمنا بعمل تخفيضات قد تصل إلى 70% إلا أننا لا نجد إقبالاً على الشراء، وأعتقد أن رواج سلع كثيرة وعلى رأسها الملابس مرتبط أيضاً بسعر البنزين، فكلما زاد سعر البنزين زادت بقية السلع الأساسية لأنها تنقل بواسطة السيارات التى تستخدم البنزين فى النقل.
الاقتصاد والمليونيا
وتعلق ليلى مختار البيلى عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة على هذا الوضع قائلة:
«الناس نفسها تهدأ» لأن أكثر ما يهم ويشغل بال المصريين الآن هو ما الذى سيحدث غداً .. وماذا تخبىء لنا هذه الثورة؟ وهل ستستقر الأمور بعد ذلك أم لا؟ وأكثر المصريين لا يسرفون فى شراء الملابس نظراً لأن الطعام والشراب فى رمضان قد أخذ جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة وكذلك الحلويات والياميش. وهم يوفرون النقود لمصاريف أولادهم فى المدارس، وطبعاً كل جمعة توجد مليونية هذه المليونية تجعل كل المصانع توقف خط الإنتاج، والناس غير متفرغة للعمل والإنتاج، وهناك بعض التجار يريدون أن يتخلصون من الملابس لديهم لذا يعرضونها بأى سعر حتى لا تتكدس لديهم، الناس عموماً منشغلين بما يحدث فى البلد من أحداث ولا وقت لديهم (للشوبنج) أو التسوق.
ساحة النقاش