تحذير واجب

قبل العيد

ألعاب الأطفال النارية خطر!

كتبت :أسماء صقر

هل تعلمين أن الألعاب النارية كالبمب والصواريخ والمفرقعات يمكن أن تتسبب في حروق وتشوهات لصغارك؟ وهل تدركين أن مسدسات الصوت قد تضر بطبلة الأذن؟.. تظنين أن هذه الألعاب تشكل فرحة العيد لصغارك، لكنها للأسف خطرة، والمشكلة أن الأسواق في الأعياد تمتليء بها وبأنواع مختلفة من الألعاب رديئة الصنع التي يتشبث بها الصغار دون أن يدركوا كم المخاطر الصحية الناجمة عنها.. ولأن صحة طفلك بشكل عام وفي العيد خاصة هي هدفنا.. كان هذا التحقيق

 يقول د. سامح عبدالنبى أستاذ طب الأطفال بطب عين شمس:

تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة فى مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها مازال منتشراً بلا رقابة، حيث يقوم البائعون بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فى شرائها خاصة مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك.

 ويضيف : للألعاب النارية مخاطر على الصحة، فقد تؤدى إلى احتمال إصابة الطفل بالحروق والتشوهات فى مناطق الجسم المختلفة، ويشير إلى أن العين والأذن من أكثر أعضاء الجسم تأثراً لدرجة قد تصل إلى فقدان حاستى السمع والبصر والتأثير على وظائف المخ، كما أنها تسبب الشعور بالقلق والفزع، وأيضاً تؤثر على الصلات والروابط الاجتماعية كالنزاع والمشاجرات بين الجيران بعضهم البعض.

 ومن الناحية البيئية نجد أن الضوضاء تسبب تلوث الهواء ببخارها الناتج من انفجار المواد الضارة المصنوعة منها وفى حالة تكثيف هذه الألعاب، فإنها بلا شك تسبب كوارث محققة بهذا المكان من إحراق وتلوث.

 يعتقد علماء النفس بأنه ربما تؤدى هذه الألعاب إلى انعكاسات نفسية على الطفل منها اكتساب السلوك العدوانى على الرغم من شعور الطفل بالبهجة والسرور.

ويتعرض الأطفال إلى حوادث الحرائق وتشكل الأدخنة والروائح المنبعثة من تلك المفرقعات جزءاً من التلوث الكيميائي، فضلاً على أن بعض الأطفال لديهم أعراض للحساسية تظهر على الجلد أو على هيئة ضيق فى التنفس كأزمات الربو، بالإضافة إلى أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات عامل ضار للعين سواء بالجزء الأمامى للعين أو بالتأثير المباشر على قاع العين والشبكية، فالكثير من حالات إصابة القرنية نتجت عن تلك المفرقعات ويعتبر الرماد الناتج عن عملية الاحتراق عاملاً ضاراً للجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر إذ تصاب العين بحروق فى الجفن والملتحمة، وقد يحدث تمزق فى الجفن أو قد يؤدى اللعب بهذه الألعاب النارية إلى دخول أجسام غريبة فى العين، مما يتسبب فى انفصال فى الشبكية وربما يؤدى الأمر إلى فقدان كلى للبصر.

الأطفال النائمون

ويؤكد الدكتور أحمد حجازى أستاذ طب الأطفال بطب المنوفية : أن الألعاب النارية تسبب أيضاً فقدان السوائل وعناصر مهمة فى الجسم، وذلك عند حدوث الصدمة ثم هبوط مفاجيء فى الضغط والدورة الدموية نتيجة الخوف ولإصابة الطفل بالحروق والنزف، كما تؤدى هذه الألعاب إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التى تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج، وبالتالى تترك آثاراً نفسية سيئة عليهم وأيضا الحروق أحياناً تترك آثاراً على الجلد أو ندبة على الجلد مما يسبب ضيقاً نفسياً للطفل، وهذه المواد الموجودة بداخل المفرقعات والألعاب لا تشكل خطراً على الطفل فقط بل على المقربين والمحيطين به أيضاً لما تسببه أحياناً من حروق وتشوهات مختلفة تؤثر عليهم نفسياً.

عدم التوعية

 وعن دور الأسرة فى ترشيد الطفل تشير الدكتورة عزة صيام أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث الإنسانية بجامعة بنها إلى عدم وعى بعض الآباء عند شرائهم للألعاب النارية والمفرقعات بأبنائهم بل قد يحدث أن يشعل الأب فتيلها بنفسه، لذا لابد من بث التوعية الاجتماعية فى الأسرة بمخاطر الألعاب النارية، وتوضيح ذلك لهم وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها ويقع على الأسرة دور متابعة الأبناء وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية انفاق النقود والعيدية التى تعطى لهم.

وتضيف: من المهم جداً المراقبة الدائمة على مشتريات الطفل فى الأعياد والمناسبات الخاصة، حيث تعتبر ظاهرة استخدام المفرقعات والألعاب النارية من الظواهر السلبية، وذلك لحماية الطفل من أضرارها الجسيمة.

 وترى د. عزة أن لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة دوراً فى بث التوعية الاجتماعية داخل الأسرة، وذلك من خلال عمل فقرة أو مادة إرشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب، كما تلعب أيضاً وزارة التربية والتعليم دوراً مهماً ورئيسياً فى توعية الطلاب وأولياء أمورهم بمخاطر هذه الألعاب، وذلك من خلال تدريس المواد التربوية التى تسلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة.

 وأخيراً.. لابد من تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص، وأصحاب المحلات التجارية التى تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزاءهم.

 

المصدر: مجلة حواء -اسماء صقر
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 2249 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,537

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز