نحن بين الاستعداد للدراسة.. والانتخابات

كتبت :ايمان حمزة

أهم ما يشغل اهتمامنا بكل البيوت المصرية الآن هو الاستعداد لبدء العام الدراسى لأبنائنا.. فكلنا أمل أن يكون عاماً جديداً مختلفاً كنظام تعليمى أفضل نتجاوز به كل ما يواجهنا من التحديات والمعوقات فى جميع مدارسنا وجامعاتنا أيضا .. من أجل تطوير العملية التعليمية وجودة التعليم .. ومن أجل أن يتخرج كل ابن من الأبناء ولديه المهارات العلمية إلى جانب القدرات الرياضية أو الفنية مع الثقافية ليصبح شابا وفتاة نافعين لنفسهما ولمجتمعهما ..

عاجل إلى وزير التعليم

ولهذا مع بداية الاستعداد للعام الدراسى الجديد نتوجه مع مطلب كل الآباء والأمهات ومن قبلهم الأبناء وننادى بعودة الأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية والتربية الزراعية وحصة المكتبة وغيرها من الأنشطة التي تنمى القدرات والمواهب وتدعو إلى التنافس الشريف بين التلاميذ والطلبة ومزيد من التواصل بين المدرسة والأبناء .. والالتزام بوضع كل هذه الأنشطة بين حصص الجدول الدراسى اليومى .. ولن يكون ذلك إلا بإعادة النظر فى المناهج بعيدا عن الحشو والمبالغات حتى تتلائم مع ساعات الدراسة والفصل الزمنى المحدد لها .. فلا تلتهم معها حصص الأنشطة كما يحدث كل عام .. وأيضا الاهتمام بوجود الملاعب التى تستوعب طاقات التلاميذ والطلاب ولندعم المهارات والبطولات الرياضية .. فالعقل السليم فى الجسم السليم.

وحتى نقوِّم أيضا ونحد من سلوك العنف الذى انتشر بين جنبات المدرسة .. وأيضا عملية تطوير المدارس الأمر الأساسى لاحتياجاتنا مع تطوير التعليم فمع تطوير المبانى يجب تطوير الخدمات المقدمة للتلاميذ من الرعاية الصحية والكشف الطبى .. من الاهتمام بالنظافة المحيطة بهذه المدارس والطرق وأمانها ليس فقط داخل القاهرة والمدن الكبرى ولكن أيضا وبشكل أساسى بالمناطق الأكثر احتياجا فى محافظات مصر المختلفة وبالقرى والمناطق الشعبية .

ولنستعد برفع مستوى المدرسين من الناحية التعليمية والتربوية وكيفية التعامل الصحيح مع التلاميذ والطلبة .. والإشراف على هذه الدورات التدريبية والاستفادة مما انتهى إليه الآخرون فى بلدان العالم ممن حققوا طفرة فى التعليم .. وهنا نطرح أيضا مخاوف الطلبة والأهالى من عدم توفر الكتاب المدرسى مع بداية الدراسة وتعطل طباعته كما حدث فى العام الماضى .

كما أن الأهالى والأبناء يناشدون الوزير والوزارة لوضع حد لمبالغات المدارس الخصوصية فى مصاريف الدراسة والزى المدرسى ، وهى أعباء تفوق حمل كل أسرة فالإشراف الجاد من الوزارة سيمنع هذه المبالغات .. وخاصة أن الكثير من المصريين قد تأثروا بهذه المرحلة الإنتقالية التى توقف فيها بعض الناس عن أعمالهم وخاصة من السياحة أو من توقف الاستثمارات فأثرت على المصانع أو المشروعات .. ومع خروجنا جميعا من ميزانية رمضان والعيد .. فرفقا بالأهالى من أصحاب المدارس الخاصة.. والمدرسين الخصوصيين الذين تناسوا الشرح بالمدارس بحجة كثافة التلاميذ فى الفصول .. نظرة سريعة على أعداد الطلبة بمراكز الدروس الخصوصية نجد أنها أضعاف مضاعفة عما داخل الفصول .. فلنتقى الله فى أبنائنا ولا نتناسى أننا أمهات وآباء أولا وأخيرا .. ولنعيد النظر فى رواتب المدرسين لنمكنهم جميعا من حياة كريمة و..ومازال للحديث بقية ومازال التواصل ممتدا فالتعليم هو أفضل استثمار لثرواتنا البشرية وهى الثروة الحقيقية التى نحتاج إليها لتصبح نافعة لمصر وكل المصريين.

المرأة والانتخابات

أما القضية الأخرى المهمة التى تشغل بال المصريين هى الانتخابات البرلمانية لاختيار حر حقيقى لمن نريد أن يمثلنا من أعضاء مجلس الشعب والشورى بعيدا عن كل ما كان يمارس من مغالطات .

وتزوير النتيجة فى اختيار أعضاء لا يفيدون المجتمع بل يؤيدون مصالحهم الخاصة ويضرون بمصالح المجتمع والشعب .. وهو سبب رئيسى ساهم فى تفجير غضب الشعب على النظام السابق .. وقيام ثورة 25 يناير بكل أطياف الشعب المصرى وجيشه .. اعتراضا على تزوير الانتخابات بشكل مبالغ فيه من أجل الاستعداد للتوريث فى الحكم وكأننا لم نكافح ونضحى كل هذه السنوات الماضية بعد أن ثار الشعب وأطاح بالملكية وأصبحت مصر جمهورية يحكم الشعب نفسه بنفسه .. وكأنهم لم يكفهم كل هذه النواة من الفساد والثروات والأراضى التى نهبت لتحرم الشعب من حقه .. وليستولى عليها قله قليلة وضعت فى يدها السلطة وكل مقدرات البلاد .

من أجل ذلك أصبح المصريون حريصين على الانتخابات البرلمانية القادمة فهى أملهم فى الحاضر والمستقبل .. ولن يكون ذلك إلا بتحقيق عدالة اجتماعية فى تمثيل الشعب ليشارك فى وضع قرارات بلاده التى تطرح وتعالج قضاياه الحقيقية من أجل معالجة الفقر ومحاربة البطالة وتحقيق حياة كريمة لكل المصريين وتوفير الخدمات الصحية وتطوير التعليم ومن أجل التنمية والاستثمار الذى يعود على البلد والشعب ومن أجل قوانين الأحوال الشخصية وغيرها من أمور حقيقية تغير حال مصر والمصريين للأفضل .. المصريون كلهم إصرار على اختيار نواب برلمان يكونون رقباء على الحكومة وعلى سياستها وأدائها الحقيقى من أجل الشعب وليس كما كان يحدث من قبل .

ولأن المرأة المصرية هى جزء أساسى فى مجتمعها شاركت بكفاحها وعملها فى بناء هذا المجتمع على مر التاريخ معاً لا فرق بين مصرى ومصرية فلاحة أم عاملة مدرسة أم مهندسة أم طبيبة عالمة ووزيرة وسفيرة وقاضية وأخيراً مأذونه ورئيس جامعة ورئيس مجلس مدينة وبقى أن نقف معها لتكتمل العدالة بتمثيلها ومشاركتها فى صنع القرارات الخاصة بمجتمعها ومراقبة أداء الحكومة مع باقى أعضاء البرلمان الشرفاء .. فلا يجوز أن تكون المرأة المصرية بعد كل هذه السنين من المشاركة السياسية فى مجتمعها منذ عهد الفراعنة .. وبعد أن شاركت فى تفجير ثورة 1919 ونصر أكتوبر وثورة يناير 2011 بل كانت من أسسها وألهبت حماس الشباب والمصريين للتوحد معها والقيام بها وتغيير النظام والحكم ككل ..

وبعد أن كانت المرأة المصرية هى أول من دخلت البرلمان كامرأة عربية عام 1957 وبنجاح كبير بالانتخاب الحر .. وهما الفدائية راوية عطية عن الجيزة والمحامية أمنية شكرى عن الإسكندرية .. فلا يصح بعد كل ذلك وبعد أنوأصبحت المرأة العربية تمثل مالا يقل عن 20 % فى برلمان بلادها بل وصلت إلى رئيس البرلمان فى بعض البلاد الإسلامية والعالمية .. أن نجد تمثيل المرأة المصرية يتراجع بسبب الموروثات الثقافية والاجتماعية التى تقف حجر عثرة أمامها .. نحن لا نريد سوى تمثيل حقيقى للمرأة الأكثر كفاءة التى لا تقل عن الرجل فى قدراتها.. ولدينا من المصريات من لديهن من الخبرات والطاقات لخدمة مجتمعهن وقد حققن الكثير .. فلماذا لا نمد لها يد العون من خلال الأحزاب ونمثلها بشكل يليق بالمرأة المصرية ولماذا لا ندعمها كمجتمع ونعطيها الفرصة الحقيقية كإنسان مصرى دون تمييز وأن نحكم عليها من خلال أدائها.. ولنعطى الفرصة أيضاً للشباب المتحمس الذى لديه القدرات الحقيقية.. ندرب كل هؤلاء ليناقشوا ويحاسبوا ويراقبو أداء الحكومة وقراراتها ويقدموا مقترحاتهم من أجل قرارات حقيقية تدعم كيان مجتمعنا ومصرنا ومن أجل الخروج من هذه الأزمة الإقتصادية والإنفلات الأمنى وعودة الإستقرار لكل الأمور والرضا مع توفير الغذاء والمسكن والعمل الجاد..

هل ندعم المرأة مع الشباب الكفء ونقف خلفهم جميعاً كوسائل إعلام ورجال دين مستنيرين وجمعيات أهلية تقوم بدورها فى تدريب هذه الكوادر مع مؤسسات الدولة وكل أفراد الشعب.. فصوتك أمانة يجب ألا يذهب إلا لمن يستحقه ويعلى مصلحة الجميع على مصالحه الشخصية..

مازالت هذه القضية أيضا من أهم ما يشغل بال كل المصريين من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية من خلال تأكيد الديمقراطية والحرية والعدالة والاختيار الجيد لرئيس قادر على إدارة مصلحة البلاد فهذه أهم الأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25يناير وضحى من أجلها الشعب المصرى بدماء وأرواح أغلى أبنائه من الشهداء .. ومازال الحديث من أجلها ممتداً ..

 

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 581 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,744,425

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز