طـفـــــلك..
وأمراض المدارس
كتبت :أسماء صقر
مع قدوم العام الدارسي تشكو الأمهات من إصابة أطفالهن بالأمراض الفيروسية والبكتيرية بداية من نزلات البرد والإنفلونزا وانتهاء بالصفراء والأمراض الجلدية المختلفة .. فما هى الأمراض الأكثر إنتشاراً هذا العام؟.. وكيف نحمى أطفالنا منها؟!
تعتبر الأمراض الفيروسية هى الأكثر انتشاراً ويرجع ذلك لانتقالها عن طريق العدوى من خلال التنفس وهو ما يؤكده الدكتور خالد عبده أستاذ طب الأطفال بطب بنها قائلاً:- هناك فيروسات عديدة تنتشر خلال الفصل الدراسى مثل الحصبة وهو مرض فيروسى أعراضه ارتفاع فى درجة الحرارة وظهور بقع بيضاء داخل الخد تسمى كوبليك مع طفح جلدى أحمر يبدأ بالوجه ويستمر لمدة ثلاثة أيام مع الشعور بسعال وسيلان فى الأنف والتهاب ملتحمة العين نتيجة السعال والعطس الشديدين.
ويشير إلى أن فترة حضانة المرض 10 أيام والأطفال الذين لديهم استعداد للإصابة يكونون غير محصنين ضد هذا المرض من خلال التطعيمات والإصابة تترك مناعة دائمة ضد المرض والطفل الذى يولد من أم مصابة سابقاً لديه مناعة من 6-9 أشهر بعد الولادة .. وتتم المعالجة من خلال إعطاء الطفل مخفضات للحرارة ومسكنات مع اللقاح المخصص لمرض الحصبة.
ويضيف الدكتور نادر محمد صوله - باطنى أطفال بطب المنوفية، أن إلتهاب الكبد الفيروسى (A) ينتشر بين طلاب المدارس حيث إن التهاب الكبد الفيروسى (A) يبدأ بشكل مفاجئ وأهم أعراضه الحمى وغثيان وفقدان للشهية واصفرار فى الوجه والعينين ويستمر المرض لعدة أسابيع، والعدوى تنتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق تلوث الطعام أو الماء، وحضانة المرض من 15-50 يوماً، والإصابة أيضاً تترك مناعة دائمة ضد المرض، والعلاج يكون عن طريق أخذ اللقاح المضاد للإصابة بالمرض والابتعاد عن الأطعمة الدسمة والملوثة.
عدوى بكتيرية
ومن الأمراض الفيروسية إلى الأمراض البكتيرية والعدوى واحدة وهو ما يحدثنا عنه الدكتور هشام محفوظ أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب المنوفية قائلاً: هناك أمراض بكتيرية تصيب الجهاز التنفسى وتنتشر بين طلبة المدارس منها السعال الديكى الذى تبدأ أعراضه بنزلة برد تصيب الأنف والبلعوم وتستمر لمدة شهرين وتكون نوبات السعال عنيفة ومتكررة لا يقطعها الشهيق وتنتهى بشهقة ذات نغمة عالية أو بقئ وهذا المرض شديد العدوى من خلال اللمس المباشر لمفرزات الأنف والبلعوم للمصاب ويمكن أن يصل المرض إلى أفراد الأسرة وحضانة المرض من 7-21 يوماً.
والعلاج يكون بالمضادات الحيوية فى المرحلة المبكرة من الإصابة ،واللقاح للوقاية والعلاج من هذا المرض.
وجدير بالذكر أن الطفل فى المدرسة يحتاج لرعاية صحية دائمة لتجنب الأمراض المعدية وهناك أمراض يتعرض لها الطفل أثناء مخالطته بزملائه كالجدرى المائى وهو مرض فيروسى معدِ ينتقل عن طريق السعال أو تناول الطعام والسوائل مع المصاب فى إناء واحد.
والإنفلونزا مرض معدِ ينتقل عن طريق الرذاذ لسعال أو عطس شخص مصاب بالفيروس.
والتهابات الحلق والحنجرة واللوزتين كثيراً ما يصاب بها الأطفال فى المدرسة وذلك نتيجة لبعض العادات الخاطئة مثل تناول المشروبات الساخنة أو الباردة بدرجة عالية وارتداء الملابس غير المناسبة لدرجة الحرارة كارتداء ملابس ثقيلة ثم التعرض بشكل مفاجئ للهواء عند خلع الطفل لملابسه ، والنكاف هو مرض فيروسى أيضاً يصيب الغدد اللعابية فتنتفخ بشكل كبير ومدة حضانة المرض من 14-21 يوماً والعلاج من خلال إعطاء الطفل اللقاح المضاد لهذا المرض ويعطى لقاح النكاف فى الشهر الثانى عشر من عمر الطفل عن طريق الحقن العضلى وتعطى جرعة منشطة قبل دخول المدرسة.
ورغم أن البعض يجهل أن مرض التيتانوس المعروف طبياً بالكزاز من الأمراض المنتشرة بين الطلبة فى المرحلة الابتدائية نتيجة تعرضهم للجروح أثناء اللعب إلا أنه من الأمراض التى يمكن تجنبها بأخذ الحقنة الواقية .. وجدير بالذكر أن أعراض التيتانوس تبدأ بتشنجات وتقلصات عضلية مؤلمة ويؤدى إهمالها إلى الموت حيث إن حضانة المرض من 4-21 يوماً ويمكن تجنب المرض من خلال اللقاح حيث تعطى حقنة للأطفال فى شهرهم الثانى والرابع والسادس والثامن عشر كما تعطى جرعة منشطة قبل دخول المدرسة ثم فى سن العاشرة.
النظافة الشخصية
وإذا كانت الأمراض الفيروسية والبكتيرية تهدد صحة أطفال المدارس فإهمال النظافة الشخصية يعد أكثر خطورة وهو ما تشير إليه الدكتورة أسماء الرفاعى أستاذ الأمراض الجلدية بطب القاهرة قائلة: كثيراً ما تنتشر حشرات الرأس كالقمل بين الطلبة وهى عبارة عن حشرات صغيرة جداً تنتقل بسهولة بين شعر الرأس ويتحول بيض القمل إلى حشرة فى 5-11 يوماً وتصبح بالغة بعد ذلك بمدة أسبوعين تقريباً، وهو مرض جلدى تنتقل العدوى فيه من خلال استخدام الأدوات الشخصية للمصاب كالملابس والمناشف والأمشاط وتزداد الإصابة بهذا المرض بسبب إطالة الشعر مع عدم الاعتناء بنظافته والعلاج يكون بواسطة الأدوية الخاصة فى قتل الطفيليات وعلاج قشرة الشعر، وللوقاية من هذا المرض، ينصح بالحرص على نظافة الشعر وقصه واستخدام الشامبو المناسب للشعر وعدم إستخدام الأدوات الشخصية للغير.
ولأن الوقاية دائماً خير من العلاج تؤكد د. أسماء الرفاعى أن المدرسة تلعب دوراً فى وقاية الطفل من الإصابة بالأمراض المعدية وذلك من خلال التركيز على تذكير التلاميذ بالإجراءات الصحية بشكل متكرر ودورى وتشمل نظافة الملابس ونظافة الأدوات والإهتمام بتغذية الطفل تغذية صحية وسليمة وذلك لرفع كفاءة الجهاز المناعى .
وفى حالة الإصابة بمرض معدِ لابد من إعلام الوالدين والعاملين فى المدرسة بذلك وتعليق ملصقات تشمل اسم المرض والعامل المسبب له وطرق الوقاية ومدى خطورته والتعليمات التى يجب على الطفل إتباعها.
ويجب تثقيف الأطفال حول ضرورة غسل اليدين بشكل مستمر والتركيز على قص الأظافر وتقليمها وأيضاً الأهتمام بنظافة المدرسة بتنظيف يومى لأسطح المقاعد والمكاتب ودورات المياه والصنابير والتفريغ اليومى للقمامة والتشديد على القواعد الصحية فى تحضير الطعام للأطفال.
ساحة النقاش