«حواء» تكشف عن معاناتهن..أمهات بلا عـــــــائل!!

كتبت : سمر عيد

عادت من عملها مسرعة ومنهكة لأخذ صغيرتها من الحضانة ودفع كل ما تتقاضاه من راتب لسداد التكاليف الباهظة الملقاة على كاهلها من مصاريف منزل وخلافه..

فهى تتحمل أعباء تفوق طاقتها بعد طلاقها وإبراء ذمة زوجها من كل ما يتحلمه من نفقة وخلافه لكن يبدو ان هذا الإبراء من وجهة نظره امتد لمصاريف صغيرته لتجد نفسها وحيدة مسئولة عن طفلة وبيت بلا عائل أو مساعدة..

فماذا تفعل أمام تلك المتطلبات التى تفوق مقدرتها؟! وإلى أى مدى يؤثر هذا الوضع على نفسيتها وصغيرتها؟!.

تقول سميرة محمد موظفة بأحد البنوك: كنت أتمنى لو لم أتزوج من الأساس لأن أعباء أطفالى الثلاثة كلها تثقل عاتقى ولا أستطيع سدادها كلها والالتزام بها جميعاً.

منذ طلقت من زوجى لم تحكم لى المحكمة إلا بنفقة 170 جنيهاً شهرياً على ثلاثة أبناء لكل منهم متطباته والتزاماته ودروسه الخصوصية ومأكله ومشربه فأية عدالة هذه هى التى تقضى بهذا المبلغ الصغير فى الشهر نفقة لثلاثة أبناء؟!!

أرملة ناجحة

على الرغم من أننى أرملة وتوفى زوجى وأنا لدىّ طفل صغير إلا أننى كافحت من أجل تربيته.. هكذا بدأت حديثها نورا محمد مهندسة ديكور، توفى زوجى فى حادث سيارة وتركنى أنا وابنه نحيا وحدنا ولكن لم أشعر هذا الطفل ولو للحظة واحدة أنه ينقصه شىء لقد لعبت دور الأب والأم معاً كنت له السند والحماية، ومصدر الدخل والحنان والحب والرعاية كنت بمثابة الشمعة التى تحترق كى تضىء له الطريق ولقد أشار علىّ أعمامه كى اتزوج إلا أننى رفضت كما رفضت الإقامة مع أخى حتى لا أسبب له الازعاج.. هكذا مضت بى الحياة حتى كبر ابنى لكن ظلت المشكلة فى نظر المجتمع الذى ينظر إلى تربية المرأة على أنها تربية ناقصة وغير ناجحة ولا يثق بها إذا ما ربت طفلاً وحدها على الرغم من أن الأب أحياناً حتى ولو كان يحيا وسط أولاده إلا أنه قد لا يعرف عنهم شيئاً والتى تربى هى الأم.. لهذا أتمنى لو أعاد المجتمع النظر فى تربية الأم الأرملة أو المطلقة فكثيرا ما تكون أفضل من تربية أم غير متفرغة وأب مشغول تحت سقف واحد.

المجتمع هو السبب

وتقول الدكتورة سامية على محمد - مدرسة التربية النوعية بجامعة القاهرة: إن الأم الوحيدة هى الأرملة والمطلقة والتى يسافر زوجها وهذه المرأة تواجه المجتمع ، ومعها طفلها والمجتمع المصرى مع الأسف مجتمع ذكورى ينظر إلى تربية المرأة على أنها تربية ضعيفة وغير مسئولة والأم الوحيدة تكون عادة خائفة من المجهول ولكن على الأم الوحيدة أن تكون قوية وأن تكون مثل الشجرة التى تقف وسط الأعاصير كى تعبر بأبنائها نحو برالأمان وحتى الأبناء الذين يربون وسط أم وأب تكون الأم هى المسئولة عنهم وعلى الأم الوحيدة أن تربى أبناءها على الصدق والصراحة والحب وعليها ألا تلجأ إلى الحب الزيادة أو التدليل المبالغ فيه لأن ذلك يفسد الأبناء، المجتمع مع الأسف لا يرحم الأم الوحيدة لأنه على الرغم من الأعباء الملقاه على عاتقها يحاول الكثير من الرجال التحرش بها ومضايقتها من آن لآخر ولا يتركونها فى حالها لأن لدينا اعتقاداً فى الشرق أنه لا توجد امرأة تستطيع الحياة دون رجل وهذا اعتقاد خاطئ والمفترض أن يحيط بها أهلها سواء أماً أو أباً أو أخوة حتى تحصل على دعم نفسى ومعنوى ولكن إن لم يوجد ذلك فعليها بالعمل لأن العمل سوف يحقق لها دخلا ماديا وفى نفس الوقت سوف يجعل لها كيانا وشعورا يحقق لها مكاسب معنوية تحتاجها.

ضغوط اجتماعية

ويضيف الدكتور عماد شكرى سليمان أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة إذن الأم الوحيدة تجد دعماً نفسياً ومادياً ومعنوياً فى الدولة الغربية وبخاصة فى الولايات المتحدة فهذه الفئة من الأمهات تواجه صعوبات مع أبنائها قد لا تستطيع علاجها وحدها والضغوط النفسية على الأم الوحيدة كثيرة منها ضغوط اجتماعية ومنها ضغوط تشعر بها الأم بداخلها حيث تجد نفسها إنسانة وحيدة ومسئولة عن طفل صغير وعليها رعايته والاهتمام به والإنفاق عليه وتحمل مسئوليته كاملة، وعلاج الأم الوحيدة مع الأسف لا يستخدمه الأطباء النفسيون فى مجتمعنا وهو عبارة عن ورش عمل لمن يعانى من مشاكل متشابهة وتبدأ كل واحدة فى سرد مشكلتها على أن يبدآن فى مناقشة مشاكلهن سوياً.

تجاهل إعلامي

وترى الدكتورة نجوان كامل أستاذة الإعلام جامعة القاهرة أن مسألة الأم الوحيدة مختلفة عندنا عن أوروبا وتقول الأم الوحيدة فى أوروبا وأمريكا هى التى أنجبت طفلاً من علاقة غير شرعية.. أما الأم الوحيدة لدينا فى مصر فهى الأرملة والمطلقة والتى سافر زوجها ومن المؤسف أن الإعلام عندنا قد تجاهل هذه الفئة من الأمهات ولم يقدم لهن برامج خاصة وإذا كانت الدراما التليفزيونية قد أظهرت الأرملة فى صورة مشرفة فى بعض الأحيان إلا أنها قد أساءت إلى المرأة المطلقة والبيئة والمجتمع يتحديان الأم الوحيدة بدلاً من أن يقدما لها الدعم وكان من اللازم تقديم دعم صحى ومعنوى ونفسى ومادى للأم الوحيدة لأن هذه المرأة كان بإمكانها أن تترك هؤلاء الأطفال لزوجها إذا كانت مطلقة أو لأهل زوجها إذا كانت أرملة وتذهب وتتزوج وتترك هؤلاء الأطفال ولكنها قد فضلت التضحية والعيش مع هؤلاء الأبناء وتربيتهم وأنا أوجه نداء لوسائل الإعلام أن تنظر لهذه الفئة وتقدم لها برامج منيرة تساعدهن فى كل شىء. وعليها أن تمد لهن يد العون.

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 785 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,875,250

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز