يارجال ونساء مصر اتحدوا.. الانتخابات تدق الأبواب
كتبت :ايمان حمزة
تأتى الانتخابات البرلمانية هذا العام بشكل مختلف .. فالكل يضع آماله وأحلامه عليها فى أن تكون انتخابات حقيقية ونزيهة ينتخب الشعب فيها من يمثلونه فى مجلس الشعب وبعدها الشورى .. دون تزوير لإرادته واختياراته .. مثلما كان يحدث من قبل والتى كانت من الأسباب القوية التى دفعت بالغضب والانفجار الشعبى فى وجه النظام السابق الذى حول مجلس الشعب إلى مجلس لحزب واحد استحوذ على أكثر من 80% من المجلس الذى كان من المفترض أن يمثل كل طوائف الشعب وأحزابه .. وليصبح تعبيراً عن القوى السياسية المختلفة لاقتراح ووضع القوانين التى تصل بمجتمعنا إلى بر الأمان فى مواجهة المشاكل والقضايا الحقيقية من أجل مواجهة الفقر والبطالة وإدارة دفة التنمية والرخاء .. ومن خلال مراقبة حقيقية لأداء الحكومة وتقييمها من خلال ممثلى البرلمان الذين تدفعهم المصلحة العامة فقط وليس تحقيق مصالحهم الشخصية أولا وأخيراً.
رغم أننا نضع جميعا أيدينا على قلوبنا من الظروف التى تمر بنا وسط هذا العنف والبلطجة التى تجتاح حياتنا مع موسم الانتخابات فى السنوات الأخيرة والتى يضيع فيها الأمان.. فما بالنا وكل هذا العنف المدبر والمخطط من أعداء الشعب والثورة ومن يريدون إفساد كل شئ انتقاما منا وهم رءوس النظام وأتباعه وبقاياه .. وهو أمر خطير علينا جميعا أن نكون أكثر وعياً لنوحد جهودنا لنحبطها ونتصدى لها بكل جهدنا وطاقاتنا حتى نحقق أحد أهداف ثورة 25 من يناير من إرساء الديمقراطية والحرية والعدالة .. وهى أمور تحتاج منا إلى تضافر كل الجهود سواء من أفراد المجتمع مع القوى السياسية ورجال الدين ووسائل الإعلام المستنير الواعى والمجتمع المدنى مع جهود الدولة ومؤسساتها لحفظ الأمن الحقيقى والتصدى لأعمال العنف والإرهاب والبلطجة وهو ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة ونتمنى أن يتحقق فالكل متخوّف من هذه الأمور الجسام رغم تفاؤلنا وإصرارنا على ممارسة حقنا فى الاختيار والديمقراطية وبالانتخابات البرلمانية .. فالاختيار الحر سواء على المقاعد الحزبية أو الفردية .. للإنسان الكفء هو المعيار الحقيقى والتأكيد على مبدأ المساواة وعدم التمييز .. فكلنا مواطنون مصريون لا فرق بيننا الأهم اختيار من يقدم الخدمة العامة للمجتمع ويقدر عليها ويثبت جدارته بها سواء خلال انضمامه للحزب الذى يختاره أو من خلال تقدمه على المقاعد الفردية كعضو مستقل.
المرأة والبرلمان إلي أين؟
ورغم أن المرأة المصرية شاركت فى الحياة السياسية لمصر على مر العصور بشكل قوى .. والكل يعلن أنها مارست هذا الحق بشرف وجدارة رغم شراسة الانتخابات إلا أنها كانت بوجه عام تبتعد عن نتائج انتخاباتها عن الوسائل غير الشرعية من الضغط والبلطجة والتزوير .. ولكن يحدث العكس وتواجه مزيدا من التحديات والصعوبات فى مواجهة كل هذه الشراسة التى تمارس فى الانتخابات والتى تصل إلى التهديد بالقتل أو الخطف وهو ما كان يحدث بالفعل للمرشحين أو مؤيديهم فيما سبق .. وهو ما كان يجعل البعض يخاف ويحجم عن هذه العملية من أساسها .. رغم ثقة الناس به وأولهم المرأة .. وإن كانت هذه التجربة الماضية أصقلت خبراتها فقد تقدمت أكثر من ألف سيدة وفتاة للترشيح مما ساهم فى زيادة الوعى السياسى بين المرأة والمجتمع والذى نتمنى أن تحققه فى انتخابات هذا العام .. ولا تأتى عكس الواقع الملموس لتواجد وقيمة المرأة المصرية فى مجتمعها .. فللأسف لا نجد هذا الكم الكبير لتواجد المرأة على خريطة مصر بعد الثورة سواء فى المواقع المهمة من الوزراء أو المحافظين أو مواقع صنع القرار فى محاولة لتجاهلها رغم كل ما قامت به وكان آخرها مشاركتها الأساسية فى ثورة البلاد وإسقاط النظام .. ومن قبل فى قيمة ما تقدمه فى كل مجالات الحياة ابتداء من الفلاحة التى تزرع الأرض والعاملة التى تدير حركة المصنع إلى المدرسة والمهندسة والطبيبة والأستاذة الجامعية والعميدة ورئيسة الجامعة - والسفيرة والقاضية بل أصبحت نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والنيابة الإدارية .. والوزيرة .. وغيرهن الكثيرات اللاتى أدرن كثيرا من المجالات الإعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية .. وكمأذونة ، وعمدة ورئيس حى ورئيس مجلس مدينة - وبرلمانيات أثبتن جدارتهن على مر التاريخ منذ فتحت المرأة المصرية أبواب المجالس البرلمانية أمام كل نساء العرب عندما نجحت باكتساح فى الانتخابات الحرة عام 1957 من خلال مصريتين لأول مرة وبعد ثورة 1952 وهما الفدائية راوية عطية عن الجيزة والمحامية أمينة شكرى عن الإسكندرية لتنطلق المرأة العربية للمشاركة فى الحياة السياسية فى كل البلدان العربية شاكرة للمرأة المصرية خطوتها الجريئة وريادتها.. ولتصل فى بعض البلدان العربية إلى نسبة 20% من النساء المشاركات فى وضع سياسة بلادهن.. وأصبحنا نحن رغم كل هذه السنوات ومازلنا نحارب ضد الموروثات الثقافية الاجتماعية التى تقف حائلا دائما ضد المرأة ليس فقط بين طبقات الشعب بل بين الصفوة والمثقفين .
مجتمع أفضل
ولكن أما آن لنا أن نعطيها الفرصة لتقدم جهودها ورؤيتها حتى تكتمل كل جهود وطاقات المجتمع .. لماذا لا نلقى الضوء ونعيد عرض هذه الأدوار المهمة التى قدمتها لمجتمعها فى كل مكان؟! .. وأيضا من خلال برلمانيات بذلن كل الجهد وأفنين العمر من أجل خدمة المجتمع ومن أجل رؤية حقيقية لمواجهة مشاكل الفقر والبطالة ومعاناة الشباب والأسرة المصرية ولمواجهة مشاكل التعليم رغم أنه الاستثمار الحقيقى لثروات الإنسان البشرية التى تمتلك مصر منها الكثير .. من أجل توجيهها للتنمية والخروج من هذا العنق الضيق للزجاجة لتنفرج حياتنا بحل مشاكلنا من خلال التنمية الزراعية والصناعية والعلمية والاقتصادية .. ومن خلال التنمية فى استثمار مواردنا الغنية من الطاقة المتجددة وليس فقط البترول والغاز فلدينا الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء.. لماذا لا نستغل عقول الشباب والمفكرين والعلماء الذين يقدمون اكتشافاتهم العلمية والفكرية ولا يجدون من يمد لهم يد العون ونحن أحوج ما نكون إلى هذه الأفكار الخلاقّة لمصلحة بلدنا؟!.. ليحيلوا تراب البلد إلى ذهب وهواءها وشمسها ونباتاتها لموارد للطاقة تنقذنا وتنقذ اقتصادنا وتحل مشاكل البوتاجاز والغاز الذى سينفد والبنزين .. وغيرها الكثير من أفكار وابتكارات حقيقية تحل كثيراً من مشاكلنا من المياه والبناء والزراعة وتوفير الغذاء وفرص العمل وتطوير التعليم .. والخروج من مشاكلنا الاقتصادية .. فمصر بلدنا بلد غنى بموارده البشرية ومواردها الطبيعية ونيله وموقعه الاستراتيجى وقناة السويس وآثاره والكثير والكثير الذى لدينا ويعلنه العالم وللأسف نضيعه على أنفسنا .. لا يبقى إلا أن نبحث بأنفسنا وبيننا عن الإنسان المصرى الذى يريد أن يقدم لبلده ومجتمعه بحب كل طاقاته وإبداعاته وقدراته لنضعه فى مكانه الصحيح لنستفيد منه من أجل صالحنا جميعا ولنضع أيدينا فى وجه كل من يريد أن يستغلنا ويقبع على مكان لا يستحقه ليحقق مزيداً من منفعته الشخصية أو منفعة قلة قليلة على حساب الشعب فقط نريد المساواة بين المواطنين فى تحقيق أولى درجات الحياة الديمقراطية بعد الثورة لنصعد إلى اختيار حر نزيه لأعضاء مجلسى الشعب والشورى ..
الأحزاب والمرأة
وهنا على المرأة المصرية والتى تشكّل الجزء الأكبر من المقبلين على الانتخابات كأصوات للناخبين وهو ما نراه ملموساً فى القرى والنجوع والواحات وفى الصعيد ووجه بحرى أكثر من المدن الكبرى .. والتى يشكو مرشحوها من عدم الإقبال الحقيقى على صناديق الانتخابات .. وإن كان هذه المرة الكل يتفاءل بأن الصورة مختلفة.. فقط نريد الأمان وتوفير الأمن للناخبين والناخبات والمرشحين والمرشحات.
بقى أن نتساءل: ماذا قدمت الأحزاب السياسية للمرأة كجزء أساسى فى مجتمعها.. وماذا قدمت الجمعيات الأهلية .. وماذا قدمت المرأة لنفسها بعد كل هذا المشوار الطويل من المشاركة السياسية على مستوى النقابات والمجالس المحلية ومشاركتها من خلال مجلسى الشعب والشورى والتى اتسمت بالنزاهة إلى حد كبير بشهادة المجتمع .. فلماذا أيضاً لا تسأل نفسها المرأة: ماذا ستقدم لنفسها ولمجتمعها فى الفترة القادمة وتعلن عن ذلك بكل قوة ومن خلال واقع وما قامت به وستقوم به ولنتكاتف جميعاً معها لنظهر هذه المرأة المصرية فى كل مكان من خلال الإعلام المستنير ولنتكاتف معها بكل الجهود وأيضاً مع كل إنسان مصرى شريف ليصل للموقع الذى يفيد به بلده بإمكانياته وطاقاته .. لا نقول إننا نريد تمييزا بل نريد فقط عدالة وإنصافا ومساواة واختيارا حرا حقيقيا للإنسان الأكثر كفاءة.. رجلا أو امرأة شابا أو كبيرا مسيحيا أو مسلما .. أو يتبع قوة حزبية سياسية تفيد مصلحة بلدها .. ولنطلقها دعوة من مجلة حواء.. دعوة من قلب كل مصرى ومصرية.. يارجال ونساء مصر اتحدوا من أجل انتخابات حرة نزيهة لبناء مجلس برلمانى حقيقى يمثل المصريين ومصالحهم جميعا..
ساحة النقاش