فى ندوة حواء
شباب الثورة يصنعون برلمانهم
أعد ورقة الحوار: سمر الدسوقى
كتبت الندوة : منار السيد
فتحت ثورة 25 يناير أبواب الأمل أمام صانعيها من شباب مصر .. الشباب الذي رفض أن يكون لأحلامه سقف يحدها وقرر أن يشارك في صنع مستقبل بلاده .
وأمام هذا الطموح وبعد شهور من إندلاع الثورة يشعر الشباب أنهم يقفون بمفردهم أمام عقبات قد تحبط أحلامهم في أن يكون لهم تمثيل فعال تحت قبة برلمان الثورة .. فما بين تمويل غير متوافر وأحزاب غير مبالية وغياب دعم حكومة الثورة لهم قد تضيع الفرصة في أن يري حلم الشباب بالتمثيل في البرلمان النور .
حواء فتحت أبوابها لأحلامهم لتعقد ندوة دار فيها حوار مفتوح .. طموحاتهم وأحلامهم .. فكانت هذه السطور
بدأت الندوة بالحديث مع الشباب عن بداية مشاركتهم السياسية وتفكيرهم فى التقدم للترشيح فى الإنتخابات ، ودور الأحزاب فى مساعدة الشباب .
قال أحمد زكريا الباسوسى (ماجستير فى العلوم السياسية) مرشح لعضوية مجلس الشعب - فئات - مستقل عن الدائرة الرابعة (مصر الجديدة ، النزهة ، الشروق ، بدر) ، أنه لم يكن هناك دور للشباب للمشاركة فى الحياة السياسية قبل اندلاع الثورة بل أن مشاركتهم فى النواحى الخدمية والاجتماعية كانت مقتصرة على شباب الحزب الوطنى لاستكمال الصورة التجميلية ، أما عنا كشباب لم نكن أعضاء فى هذا الحزب فكلما نبع من داخلنا نية للمشاركة لم نجد سوى القهر والقضاء عليها ، لذلك اقتصرت مشاركتى فى الحياة السياسية داخل الجامعة أثناء دراستى ولم أفقد الأمل فى تغيير الأوضاع التى كانت مفروضة علينا ، وبالفعل بدأت ملامح التغيير فى الظهور من خلال الحركات الشبابية والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية حتى إندلعت الثورة البيضاء وبدأ الحلم باكتمال ملامحه .
ورغم أننى عضو فى حزب الكرامة إلا أننى رفضت الإنضمام لقائمته فى الانتخابات وقررت أن أخوض التجربة بمفردى ، وأرشح نفسى مستقلاً، لأننى رأيت أن الأحزاب اختارت الشباب ليكونوا «تكملة للقائمة» وكنوع من أنواع إضفاء الشرعية على قائمتهم .
عكس ما كان متوقعاً
ووافقه فى الرأى د. وليد صادق - أستاذ مساعد الاقتصاد حيث قال : إن الأحزاب تخلت بشكل واضح عن الشباب عكس ما كان متوقعاً ، وأصبحت استعانة الأحزاب بالشباب فى القوائم مجرد «صورة تجميلية» وشرعية لتمكنهم من الوصول لهدفهم وهو الفوز بقائمتهم فى الإنتخابات .
وتأخـذ مـنـه طـرف الحـديـث د . مرفت سيد أحمد - خبيرة استراتيجية بالمجلس القومى للشباب - حيث تؤكد أن الأحزاب أدارت مؤامرة فى حق الشباب وحاولوا إثبات كينونتهم على الساحة السياسية من خلال شرعية الشباب المفجر للثورة .
وتطرح شريهان سيد أحمد - مدرسة - مرشحة «حزب الإصلاح والتنمية» عن الدائرة الثانية - جيزة رؤية أخرى حيث تذكر إن بداية اشتراكها فى الإنتخابات كانت عن طريق الصدف من خلال الحزب ، ولكنها فوجئت أنهم قد وضعوها فى ذيل القائمة، ولم ترض بالأمر بالرغم من محاولاتهم تهميشها فى المشاركة فاستخدمت أسلوب «الضغط» لتصعد إلى رقم «4» فى القائمة حتى لاتسمح لأحد بإهدار حقها كشابة فى خوض هذه التجربة الإيجابية .
واستخدم نفس الأسلوب حمدى محمد عطية عز - الأمين العام للنقابة العامة للسياحيين وعضو اللجنة التأسيسية لاتحاد النقابات المستقلة والمرشح من إتحاد عمال مصر المستقلة حيث أنه اكتشف بعد ترشحه وضعه فى ذيل القائمة ، ولكنه بأسلوب الضغط صعد إلى أوائل القائمة . وأكد على حديثه أشرف على عثمان - منسق إئتلاف شباب مصر لإنقاذ بيوت الشباب حيث قال : إن كثرة عدد المرشحين واستخدامهم للوسائل الدعائية التى أعتدنا عليها جعل الشباب فريسة سهلة للتلاعب بهم خلال هذه الانتخابات ، وبدأت المعوقات أمام الشباب بعد اكتشافهم وضعهم فى ذيل القوائم مروراً بأوراق التقديم للترشيح والتمويل لحملاتهم الإنتخابية .
التمويل .. والتطفيش
وبعد عقبة الترشيح ماذا واجه الشباب من عقبات أخرى ؟! - تقول شريهان إن المعوقات بدأت منذ أول يوم تقديم حيث «إننا لم نجد من يعرفنا على الأوراق المطلوبة للتقدم حتى أنه لم يكن هناك ورقة تشير إلى ماهو مطلوب مما أحدث نوعاً من البلبلة وكلما جمعنا أوراقنا يطالبوننا بأوراق أخرى ، وتأكد منذ تلك اللحظة فمايحدث هو نوع من أنواع التعجيز ليشعر المتقدم بملل ويتراجع عن فكرة الترشح .
- حمدى عز أيضا أكد ذلك بقوله إنه واجه صعوبات عديدة عندما فكر فى تقديم أوراقه وذلك بسبب تجاهل اللجنة العليا للانتخابات بوضع إرشادات حول الأوراق المطلوبة .
- وتطرق أحمد زكريا للحديث عن مبلغ التقديم «1000» جنيه حيث قال : إن هناك نوعاً من أنواع التضليل نعيشها فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أن المرشح الذى يقل عمره عن 40 عاماً لن يدفع مبلغ التقديم ، ولكننا فوجئنا عند التقديم أن هذا مجرد كلام وأضاف إن الموظفين الذين كانوا يتلقون الأوراق لم تكن لديهم أية فكرة عن هذا الأمر ولم يتم إخطارهم بذلك ، وأضاف أن الخدعة لم تكن فى مبلغ التقديم فقط بل ما أعلنه المجلس حول تدعيم الشباب بالملصقات الخاصة لحملتهم الانتخابية والمساعدات المالية التى وعدهم بها ، ولكن كل هذه الوعود لم يتم تنفيذها لذلك اعتمدنا على المساعدات الفردية والتبرعات الشبابية .
ونفس الأمر عانت ومازالت تعانى منه شريهان حيث تقول إن التمويل المادى لحملتها الإنتخابية معدوم لذلك ركزت على الجهود الذاتية حتى المؤتمر التى أرادت أن تقيمه لجأت إلى الجهات الرسمية للمطالبة بتأمينه وكان الرد واضحاً «أمنى المؤتمر بنفسك» لذلك فهى ترى أن الشباب تم إهدار حقه فى هذه الانتخابات والأمل الآن لدينا فى الشعبية التى يتمتع بها كل مرشح بين الشباب .
حمدى عز يرى أن الحل الوحيد الذى يلجأ إليه الشباب هو المقابلات الشخصية والتوعية الذاتية لأن سقف ميزانية الحملة الانتخابية كما تم تحديدها ليس فى إمكانية أى شاب وهذا يعتبر تعجيزاً ، فالملصقات التى يضعونها يتم تمزيقها من قبل المنافسين من المرشحين ، خاصة لإمتلاكهم إمكانيات الإنفاق على حملاتهم .
ويضيف أن هناك آليات أخرى لحملتنا الانتخابية مثل الإعتماد على وسائل الاتصال الحديثة وأبرزها «الفيس بوك» : فنحاول من خلال صفحة أنشأناها تحت اسم «إمسك فلول» لمحاولة تعريف الناس أعضاء الحزب الوطنى المرشحين للانتخابات حتى لايقع الناس فريسة للخداع .
أحمد زكريا يخالف هذا الرأى ويقول إن رسائل الاتصال الحديثة أثبتت فشلها الذريع أثناء «استفتاء التعديلات الدستورية» فمن كان يطلع على الفيس بوك يتأكد من رفض أغلبية المشاركين لهذه التعديلات ولكن ماحدث العكس ففوجئنا بأن النتيجة «نعم» .
مابين المراقبة والتوعية
بعد هذه العقبات ماهو دور الشباب أثناء الانتخابات فى التنظيم والمراقبة بالإضافة إلى التوعية السياسية وماذا عن دور المؤسسات المعنية لمساندة الشباب والمتمثلة فى «المجلس القومى للشباب» ؟
عمر عبدالفتاح «رئيس نادى الشباب المصرى» يتصور إن كلاً من القوى السياسية والتيارات الإسلامية ترى الثورة من منظورها ومن منظور المكسب والخسارة لها مما يصعب الأمور وخاصة فى الانتخابات الحالية ، ويتخلى الجميع عن الشباب ليصبح الشباب فى مأزق حقيقى، وللأسف حتى المؤسسة التى كانت من المفترض أن تكون بجوارهم فى هذه الفترة وهى «المجلس القومى للشباب» لم تكن سوى مسمى فقط ، حتى عندما حاولنا إقامة الندوات تم محاصرتنا من جانب المجلس القومى للشباب لأن الأماكن التى كانت مفترض أن تكون مجانا للشباب أصبح يتم تأجيرها بأموال باهظة من جانب المجلس !!!
وأكد على الحديث د.عفيفى بالمجلس القومى للشباب حيث قال : إن المجلس القومى للشباب فقد دوره الذى أسس من أجله وهو مساندة الشباب ودعمهم فمنذ عام 2005 تم توجيه الميزانية الخاصة بالمجلس وتوجيه السياسات والاستراتيجيات لفرض أفكار بعينها على عقول الشباب ، لذلك أصبح المجلس القومى «وسيلة لطرد الشباب وليس لجذبهم» وهذا يجعلنا نخاف من أن الثورة لم تنزع سوى شخص ولكن هيمنة وسيطرة النظام السابق مازال متواجداً من خلال بعض الشخصيات الذين مازالوا مستمرين فى أماكنهم .
الدكتورة مرفت تؤكد أيضا أن المجلس لو كان يؤدى دوره بالشكل المنوط لوفر الكثير على الشباب المرشح فهذا الشباب لايريد سوى مكان متواضع خاصة مع ضيق الوقت وتوسع الدائرة لتشمل العديد من الأقسام والمراكز .. أليس كل ذلك طرق لتعجيز الشباب المرشح!
ويروى إسلام الكتاتنى مؤسس حركة «إحنا بنحب البلد دى» عن تجربته الشخصية مع المجلس حيث يقول :
ذهبت إلى الدكتور رئيس المجلس القومى للشباب قبل أسابيع لأعرض عليه برنامجاً متكاملا عن التوعية السياسية ووافق عليه ، وبعدها بفترة وجدته يعلن عن البرنامج دون اللجوء لى، لذلك فإننى أشفق على الشباب المرشح فى هذه الإنتخابات حيث أصبحوا وحدهم فى معركة شرسة .
وأضاف أحمد زكريا إن المجلس القومى للشباب يمتلك 4480 مركز شباب لوسمح لكل شاب إقامة دورة توعية متكاملة فى كل مركز حول المشاركة الإنتخابية وكيفية التنظيم والمراقبة وتوعية الناخب بشكل ورقة الإنتخاب حتى لايكون فريسة فى أيدى المرشحين ذى السلطة والنفوذ لسهل علينا الأمر كثيراً ولكن للأسف المجلس كان ومازال تابعاً للنظام البائد .
برامج .. برامج
فى النهاية ماذا عن برامج المرشحين من الشباب ؟
شريهان سيد أحمد جاء برنامجها موجهاً للشباب الذى أصبح يعانى من ويلات البطالة وكابوس «الواسطة» لذلك فأهم مايشغلها هو كيفية تأهيل الشباب مهنياً وإدارياً لإمكانية توفير فرص لهم لمنحهم إدارة مشروعات صغيرة كما أنها مهتمة أيضا بمبادرة «محو الأمية» فى جميع النواحى - (التعليمية -الثقافية - السياسية).
أما أحمد زكريا فينبه الناخبين ليفهموا إن الترشيح لمجلس الشعب ليس للعمل الخدمى حيث دور المجلس هو «تشريعى .. رقابى» ، فالدور الرقابى على الحكومة يساعد على البحث فى أصول المشكلة ومن خلال الدور التشريعى يجب تفعيل القوانين التى تمنح الفرصة لعمل المشروعات الصغيرة لفتح مجالات وفرص عمل جديدة للشباب ، والأهم من كل ذلك البداية الصحيحة والمتمثلة فى الدستور الذى يؤكد مدنية الدولة والذى سيقوم على مبدأ المواطنة ويضمن نظاماً ديمقراطياً حقيقياً .
حمدى عز .. إلغاء الحصانة بحيث تقتصر فقط وجودها على العضو داخل المجلس ولكن بمجرد خروجه من تحت قبة البرلمان يجب أن ترفع الحصانة عنه وهذا يعتبر نوعاً من أنواع التطهير للمرشحين الطامعين فى السلطة والحصانة ليتم إختيار أعضاء البرلمان على أسس ومبادىء سليمة .
بين أحلام الشباب فى المشاركة السياسية وتخوفهم من بقايا النظام البائد والتيارات والقوى السياسية ، وصمت المسئولين عنهم ... مازلنا نراقب معا ما سيحدث فى الساعات القادمة .
إحنا بنحب البلد دي
يتحدث إسلام الكتاتنى مؤسس حركة «إحنا بنحب البلد دى» عن مبادرته حيث يقول : إن هذه المبادرة لا تنتمى لأى قوى سياسية أو تيار إسلامى ولكنها حركة مستقلة تابعة لمؤسسة «إنسان» للبناء والتغيير - تحت التأسيس ، وكانت البداية قبل عامين وتعتمد أيدلوجية المبادرة على ثقافة أدب الحوار مع تجميع وتوحيد الصفوف والوقوف على مسافة متساوية من جميع الأطراف .
ويضيف أن الهدف من المبادرة هو إعادة صياغة وهيكلة وبناء الشخصية المصرية والعربية من جديد لإعادة إظهار معدنها الأصيل الذى يميزها ، وفى هذا الإطار يتم العمل على خمسة مشروعات لتحقيق هذا الهدف وهم :
1 - مشروع سلوك : ويعتمد على الجانب الروحى للإنسان ويعمل على إعادة غرس القيم الأصيلة التى غابت من مجتمعاتنا العربية .
2 - مشروع توعية : ويعتمد على الجانب العقلى وتشمل التوعية النواحى الثقافية والسياسية والعمل على محو أمية الإنسان المصرى فى جميع المجالات .
3 - مشروع تدريب : يعتمد على الجانب المهنى والهدف منه اطلاع الإنسان المصرى فى كل مجال على مايحدث من مستجدات فى إطار مجال العمل الذى يشغله .
4 - مشروع صحة : يعتمد على الجانب الجسدى والهدف منه توفير الرعاية الصحية للإنسان المصرى .
5 - مشروع فرصة : يعتمد على الجانب المادى من أجل فتح فرص عمل جديدة للشباب .
أما عن المشكلات الاجتماعية فهناك محاولة لإيجاد حلول علمية ومبتكرة لكافة المشكلات الاجتماعية أياً كان نوعها وذلك من الجذور مثل مشكلات (العشوائيات - أطفال الشوارع - النظام - التعليم - الصحة - محو الأمية) ويؤكد أن هناك وسـائـل يـتـم اللجـوء لـهـا لتحقيق هـذا الهدف مـن خلال اللجوء لـ (الجهات الرسمية التنفيذية - مؤسسات المجتمع المدنى - رجال الأعمال الشرفاء بدون دعاية سياسية لهم بجانب الشباب المتطوعين){
ساحة النقاش