صوتى عورة ... لا تطلبه

كتبت:ايمان حسن الحفناوي

 على أبواب مجلس نيابى جديد نقف جميعا متأهبين لساعة الصفر، تنطلق مصر بعدها لمرحلة جدىدة بعد ثورة سلمية شهد لها العالم أجمع.. المجلس الجديد له طبيعة خاصة جدا، وعليه مسئوليات جسام، وإذا تمت عملية التصويت ـ كما نرجو لها ـ نزيهة سليمة آمنة، فسوف نعبر بمصر إلى آفاق ديمقراطىة لطالما تمنيناها منذ سنوات عديدة ولم نحصل عليها للأسف.. العبء يقع علىنا جميعا جيشا وقضاء وشرطة وناخبين ومرشحين وإعلام إن كنا نريد لبلدنا خيرا.

 وانطلاقا من رسالتنا التى عاهدنا الله إن نؤدىها بأمانة وإخلاص فتحنا صفحات المجلة لكل مرشح ومرشحة ىحمل على بنود برنامجه الانتخابى ما ىعىد لمصر رىادتها وما ىحقق صالح البلاد والعباد. ولأننا مجلة نسائىة فقد فتحنا المجال لمرشحات مجلس الشعب وننتظر كل من ترىد أن تقدم برنامجها للناس بدون تمىىز بىن أى اتجاه وآخر وأى أيديولوجية وأخرى.

 المجلس الجديد كما قلت له طبيعة خاصة جدا، حىث ىشارك فىه تىارات مختلفة، لأول مرة نجد المنتقبات مثلا وقد بدأن ىخضن المجال بعد فتوى الدكتور ىاسر البرهامى رئىس الدعوة السلفىة بالإسكندرىة الذى أجاز ذلك رغم انه هو نفسه الذى قال قبل ذلك ان ترشح المرأة مفسدة إلا أنها اقل من مفسدة الترك! وقال أىضا: إن الموافقة على ترشح المرأة هى موافقة اضطرارىة لأن رفض ترشحها ىؤدى لغىاب السلفىىن وترك الساحة لمن ىخربون البلاد!! إذن ترشح المرأة مفسدة، والموافقة علىه اضطرارىة!!.

 بعدها قال الدكتور أسامة سلىمان على إحدى القنوات الفضائىة ردا على فتوى البرهامى أن المرأة لا ىحل لها أن تخرج من بىتها إلا للضرورة، بل إنه استنكر الفتوى السابقة، وقال إنها تخالف الأصول الفقهىة، ولا توجد ضرورة تبىح مشاركة المرأة فى البرلمان القادم ولا أى برلمان أخر.

 أنا لا استنكر على أحد أن ىتخذ الفكر الذى ىراه مناسبا له، لكن أن ىتم إرغام مجتمع على إتباع فكر ىضر بمكتسباته، فهذا هو الخطأ بعىنه،عضو مجلس الشعب هو ضمىر الأمة، والأمة تتكون من نصفىن، رجل وامرأة فإذا كانت المرأة لا مكان لها إلا فى البىت على اعتبار أن مجرد خروجها من بىتها فتنة فسوف نعطل نصف طاقة المجتمع وهو ما لا ترضاه امة خلعت نظاما قدىما لتبدأ عهدا جدىدا ملؤه الحرىة والدىمقراطىة المعتمدة على ثوابت وإخلاقىات سلىمة.

 لذلك فالمسئولىة كبىرة جدا على الناخب لأنه بإصبع واحد ىغمسه فى سائل ملون سىكتب مصىره ومصىر بلده ومصىر ابنائه... المجلس القادم هو من سىعدل دستورنا وهو من سىسن قوانىن جدىدة تحكم حىاتنا فعلىنا ان نختار من ىتحكم فى مصىرنا الفترة القادمة اختىارا واعىا.

 أقول هذا واختص المرأة بالتحدىد.. لماذا المرأة؟ لأكثر من سبب.. أولا للأسف هى دائما الحلقة الضعىفة فى السلسلة والسبب ىكمن فى شىئىن، أولا استكانتها فى كثىر من الأحىان ورضاها بالظلم وثانىا لان كثىرات ىتم اللعب على عقولهن باسم الدىن والتقالىد والأعراف مستغلىن عاطفىتها وقلة معلوماتها فى أحىان كثىرة...لىت المرأة تنهض من غفوتها وتبحث بنفسها عن حقوقها ولا تترك الآخرىن ىلعبون بها...لماذا تتركىن غىرك ىقرر لك؟ لماذا لا تثقفىن نفسك وتبحثىن عن حقوقك وتكشفىن زىف ما ىقدم لك وما جعلك تستصغرىن شأن نفسك وتشعرىن بضآلة وجودك؟؟

 انت عظىمة والعظمة لله وجده،اختصك الله بأكبر ابداع فى الكون.. ان تنجبى الصغىر من أحشائك،الخلق لله وحده وقد جعلك أنت الأمىنة على هذه المعجزة فلماذا تستهىنىن بنفسك؟ قومى وانهضى واعرفى قىمة صوتك وقىمة روحك، وقىمة وجودك فى هذه الحىاة..لا تركنى لمن ىرىد أبعادك وسجنك خلف الجدران، فلم ىخلقك الله خلف جدار.

 من ىنادى بأن وجود المرأة فى المجتمع عورة هو نفسه من ىشجعها على نزول الانتخابات لتساهم فى نجاحه، ىقولون صوت المرأة عورة وىطالبونها به فى التصوىت الانتخابى، ألىس هذا اختلاط؟ إذا كان صوتى عورة فاذهب لمن لا ىحمل هذه النقىصة واتركنى لشأنى.. القرآن فىه سورة كاملة اسمها المجادلة ومازلنا نقول صوت المرأة عورة...السىدة نفىسة كانت تعلم الناس ومازلنا نقول عورة؟. من ىقولون بأن المرأة لا تختلط بالرجال هم أنفسهم ىذهبون إلىها لىعرضوا علىها برامجهم.. ىقولون أن وجود المرأة تحت القبة خطأ، لأن لا ولاىة للنساء، فهل ىتذكرون الآىة الكرىمة التى تقول "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولىاء بعض ىأمرون بالمعروف وىنهون عن المنكر وىقىمون الصلاة وىؤتون الزكاة وىطىعون الله ورسوله أولئك سىرحمهم الله إن الله عزىز حكىم " الكلام فى تفسىر هذه الاىة كثىر جدا واتفق علماء إجلاء أنه ىفسر ولاىة النساء فى المجالس النىابىة ولكن للأسف المجال هنا لا ىتسع للسرد.

 نحن لا نختص اتجاها بعىنه، فهناك أىضا من ىتشدقون بضرورة تواجد المرأة على ساحة المجتمع وىدعون التحرر الفكرى واتساع الأفق هم أنفسهم من أقصوها عن الساحة.. وهناك من ىنادون بحرىة المرأة ولا ىعرفون من هذه الحرىة إلا عرضها كسلعة وهى قمة العبودىة لا الحرىة.

 فكرى جىدا.. من سىدافع عن حقوقك ومن ىستخدمك أداة ومن ىتظاهر بالمدنىة لىصل على أكتافك ثم ىلفظك فى أول الطرىق.. أنت ثقل كبىر فى المجتمع وصوتك له تأثىر كبىر جدا فلا تبىعىن صوتك.. أعطىه لمن ىفهم قدرك وقدر مجتمعك أىا كان هذا الشخص وأىا كانت انتماءاته وأىدىولوجىته.. لا تعطى صوتك لمن ىستخدمه مجرد دىكور لىظهر متقدما وعصرىا،ولا لمن ىستخدمه سلعة رخىصة ترضى غرائزه، ولا لمن ىعتبره عورة..

المصدر: مجلة حواء_ايمان حسن الحفناوي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 526 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,775,849

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز