أزمة كل بيت
المصروف والمرتب..
الشــــريك المخالف
كتبت :منار السيد
يعجز أمامها الخبراء وترفع الأفكار أمامها الراية البيضاء .. إنها ميزانية البيت ودخل الأسرة، حيث يبدو تحقق التوازن بينهما مستحيلاً لتمثل أزمة شهرية داخل البيت المصرى، فأمام دخل محدود وأسعار مشتعلة واحتياجات متزايدة، وظروف اقتصادية متدهورة تدخل الأسرة فى حسبة برمة، وتشتبك في محاولة للخروج.
«حواء» اقتربت من الأزمة، وسمعت لربات البيوت شكواهن ومحاولاتهن لحلها، ونقلت ذلك للمتخصصين لطرح رؤاهم
.تشتكى السيدة إيمان محمود «ربة منزل» من اتهام زوجها الدائم لها بعدم قدرتها على تدبير الأمور المنزلية والتوفير تقول: المشكلة تبدأ من منتصف الشهر مع إنتهاء مصروف البيت وطلب الدعم الزوجى لإستكمال الشهر ، ومن هنا تبدأ الخلافات بينى وبين زوجى الذى يؤكد لى أن دخله محدود ولا يستطيع توفير جميع المتطلبات مع الإنفاق المتزايد وإرتفاع الأسعار.
وتؤكد محمود على أن أسعار السلع المتضمنة اللحوم والخضراوات وغيرها من المواد الغذائية فى إرتفاع مستمر هذا بخلاف مصاريف الأبناء المتزايدة الدراسية والشخصية أو مصروفات الملابس ، فكل ذلك عبء على ميزانية البيت لذا غضب زوجى ولكنى لا أملك الحل وأحاول بقدر المستطاع توفير النفقات والإستغناء عن الكماليات فى مقابل توفير الأولويات ولكن الأمور لا تكون أبداً فى صالحى.
فلوس الدروس
وتوافقها فى الرأى «نادية عبد السلام» محاسبة بأحد البنوك حيث تقول: بدأت المعاناة مع بداية العام الدراسى حيث ارتفعت فيه أسعار المستلزمات الدراسية من أدوات مكتبية « أقلام - كراسات - كتب خارجية - ألوان - وغيره» وبلغت نسبة الزيادة 25% عن العام الماضى هذا بجانب المصروفات الدراسية التى زادت هي الأخرى.
ونأتى إلى المشكلة الرئيسية وهي «الدروس الخصوصية» مرتبى مضافاً إليه راتب زوجى لا يكفى كل هذه النفقات فثمن الحصة الواحدة يتجاوز 50 جنيهاً فكيف لنا فى ظل هذه الظروف التى نعانى منها حالياً توفير كل ذلك ...
أما «سوسن مصطفى»: فبالرغم من أنها مدرسة إلا أنها لا تستطيع مساعدة أبنائها على الإستذكار لتواجدها خارج البيت بحثاً عن الرزق وهو ما يؤدى إلى ضغط كبير على ميزانية البيت
وبعد استطلاعنا على آراء بعض الأسر المصرية وجدنا أن أغلب بنود الميزانية تذهب إلى الدروس الخصوصية وهناك حلول تلجأ إليها بعض الأسر المصرية لإيجاد بدائل للاستغناء عن الدروس الخصوصية..
جدول التفوق
وتضيف إلهام ميخائيل «موظفة» أنه يجب عمل جدول يومى للاستذكار يتم فيه تقسيم المواد فى شكل جدول ينظم للطالب استذكار مادة كل يوم وتؤكد قائلة: إن هذه الطريقة فى تنظيم اليوم كان لها دور كبير فى تفوق الطلاب فى الماضى قبل أن تتفشى ظاهرة الدروس الخصوصية وهو مهم الآن أيضاً السبب فى تفوق أبنائى الذين اتبعت معهم هذا الأسلوب والحمد لله أثمرت التجربة عن تفوقهم فبالمتابعة والنظام والقدرة على التخطيط يسهل جميع الأمور ويساعد على التوفير لميزانية البيت
التخطيط السليم
وتضع د.هالة سعيد الخبيرة الاقتصادية بالجهاز المركزى للمحاسبات روشتة للأسر على لعمل توازن للميزانية حيث تقول: إنه يجب على كل أسرة مصرية فى ظل الظروف الاقتصادية المريرة التى نعاني منها إتباع «التخطيط السليم» فى إدارة اقتصاد المنزل حيث أنه يجب على أى سيدة أن تضع ميزانية متوازنة لمنزلها من حيث التخطيط فى جميع النواحى والأمور المنزلية أى كل ما يخص واردات ومصروفات منزلها.
لذلك يجب أولاً أن تحصر جميع الموارد «الدخل» سواء تضمن ذلك راتب زوجها فقط أو راتبها وراتب زوجها وأى دخل آخر للمنزل وتضع ذلك المبلغ أمام نصب أعينها فى خطة الميزانية وتبدأ بعدها فى تفريغ المتطلبات والمصروفات فى ورقة أخرى تضع فيها جميع احتمالات أوجه الصرف شاملة «المصروفات الدراسية».
والسندوتشات اليومية، مصروف الأبناء، توفير الطعام، دفع الفواتير اللازمة والمشكلة الأكبر هى الدروس الخصوصية لذلك يجب دائماً إيجاد البدائل كأسلوب الإستذكار عن طريق الوسائل التعليمية الحديثة وهى تجربة شهد لها الكثير ممن حولنا بالنجاح بعد اعتقادى فى البداية أنها غير فعالة بعد أن إقترحت على إحدى صديقاتى الاستعانة بإسطوانات ناطقة تقوم بشرح واف للمناهج التعليمية فى جميع المراحل مع الأسئلة والأجوبة وأسلوب الإمتحانات ولكننى وجدت فى البداية صعوبة شديدة مع أبنائى لإقناعهم بالتخلى عن الدروس الخصوصية لتنجح التجربة في النهاية.
السلوكيات
وتقول الدكتورة ليلى البيلى عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية أن ميزانية الأسرة المصرية تحتاج لمراقبة شديدة خاصة إذا ارتبط الأمر بمصروفات خاصة لعام دراسى كامل
وأهم أوجه النفقات فى الدروس الخصوصية وما تحتاجه من ميزانية خاصة فلابد أن يعمل الآباء والأمهات على تعويد الأبناء على استذكار دروسهم بطريقة أفضل بعيداً عن الإعتماد على الدروس الخصوصية وبذلك ستوفر الأسرة الكثير من نفقات الميزانية.
وترجح الدكتورة ليلى أساسيات المصروفات والمدخرات لسلوكيات ربة المنزل وغالباً ما يكون إهتمام أى أسرة منصباً على التعلم كما أنه من الخطأ الإهتمام بميزانية المأكل والمشرب بشكل باهظ ومكلف ويمكننا إدخار نحو 10% على أقل تقدير من ميزانية الأسرة؟ وإذا كل أم بادرت بتلبية إحتياجات أبنائها فى المأكل بدلاً من الشراء من الخارج للإستفادة من عامل النظافة المنزلية ستوفر بشكل كبير في مصروفات الصحة والعلاج.
ساحة النقاش