أحلامنا

لن تسرق:

ثائرات الميدان..

مستمرات فى الثورة

كتبت :سمر الدسوقي

يبدو أن إيمان ثوار التحرير بثورتهم وإخلاصهم لدماء الشهداء أكسبهم قوة إحتمال أصبحت كدرع يحميهم من تسلل اليأس وضربات الإحباط ليبدو تمسكهم باستمرار الثورة والتواجد فى الميدان أكثر قوة عن ذى قبل رغم أن البعض يوجه إليهم الإتهام بإعاقة مسيرة البلاد وتعطيل الحياة.

حواء استطلعت آراءهم ورؤآهم فيما يحدث من حولهم وكيف يرون مستقبل ثورتهم خلال القادم من الأيام llفى كل يوم وفى قلب الميدان ، ميدان الصمود تولد ِثائرة فما أن تلتفت عن يمينك أو يسارك ، إلا وتجدهن فى صفوف الثوار يقمن بواجبهن على أكمل وجه لخدمة هذا الوطن

طبيبات وطالبات الجامعة والإعلاميات والموظفات وحتى ربات المنازل فى الوقت الذى انشغلت فيه القوى السياسية بالمكاسب وتخلت أو تجاهلت مطالب وأهداف ثورة 25 يناير والمستمرة حتى الآن ، رأى ثوار التحرير ثورتهم تسرق لحساب هذه القوى

وفى السطور التالية نقرأ تفاصيل أفكارهم ورؤاهم وكيف ينظرون لمستقبل ثورتهم.

القوة والعنف

تقول «فادية عبود» صحفية ببوابة الوفد الإلكترونية إنها مستمرة فى دعم الثورة والتواجد فى الميدان رغم شعورها أن الثورة سرقت سواء من الثوار أو الثائرات ، "كانت أول مشاركة لى فى الثورة يوم 26 يناير الماضى وهو اليوم الذى بدأت فيه الممارسات الفعلية لاستخدام القوة والعنف والغازات المسيلة للدموع ضدد الثوار للقضاء على الثورة وإحباطها ، وقد تعرضت خلال هذه الأحداث للاختناق أن وغيرى من الفتيات اللاتى نزلن وشاركن وهدفهن مصلحة هذا البلد ، بل إن طبيبة زميلة لنا تعرضت للاعتداء والاعتقال خلال هذه الأحداث ، وتصاعد الأمر وتم احتجازنا جميعاً داخل مبنى نقابة الصحفيين ، لكننا كنا أصحاب مطالب ، وكانت أحلامنا بتوفير فرص عمل ودخل مادى مناسب لكل مواطن هو ما نحلم به ونتمناه للجميع ، بعد الالتحام والمشاركة مع غيرنا من الثوار أصبحنا نطالب بتطهير سياسى شامل يكون له انعكاساته المرضية على الوضع الاجتماعى والاقتصادى للمواطن ، ولم يكن لأى منا طموحات ذات طابع شخصى.

وعودتنا مرة أخرى للميدان لأن هذه المطالب لم تتحقق ، ولكننا صدمنا بأن ثورتنا قد سرقت فما كافحنا من أجله سرقته القوى السياسية التى لم يكن الكثير منها موجوداً أو مشاركاً أو متعرضاًِ للموت مثلنا فى الميدان.

وتضيف عبود: كانت هذه القوى ترتب للفوز بمقاعد البرلمان ، فى حين كنا نقتل أو يعتقل بعضنا ، وأذكر فى هذا على السبيل المثال جماعة الإخوان المسلمين تركونا كفتيات مع غيرنا من الثوار وأعلنوا أمامنا أن لديهم تحضيرات للانتخابات وأنهم خائفون من التعرض للإعتقال أو الموت ، وبالطبع ففى حين استمرار انجاح الثورة سيكونون هم على أبواب السلطة ، سينجحون وغيرهم فى الفوز بعدد كبير من مقاعد مجلس الشعب المقبل ، ليتجاهلوا أهداف الثورة ومطالبنا وأحلامنا كشعب ليحققوا مكاسب فردية أو جماعية لتنظيماتهم ، ولكننا مستمرون حتى تحقيق النجاح.

انتهازية سياسية

أما «داليا عبد الرحمن وهبة» طالبة بكلية الطب جامعة القاهرة ، فتروى تجربتها قائلة:شاركت مع بعض زميلاتى فى إسعاف ومساعدة الجرحى من اندلاع الثورة المصرية وحتى الآن من خلال المستشفيات الميدانية التى أقيمت بميدان التحرير ، مع غيرنا من الأطباء والاساتذة الذين شاركوا من قبل فى تأسيس جمعية أطباء التحرير، ورغم أننا لا ننتمى إليها ، إلا أننا حاولنا أن نقوم بدورنا فى الميدان من خلال إسعاف الثوار المصابين جراء الاشتباكات مع الشرطة لإيماننا بمطالبهم ومطالب الشعب المصرى ، والتى لم تتحقق على مدى الأشهر الماضية بل تحاول بعض القوى السياسية التى أصفها بالانتهازية السياسية فى هدمها أو الاستيلاء عليها لمصالحهم ، فكثير من هذه القوى غادرت ولم تعد تشارك وإن شاركت تشارك بشكل احتفالى لإثبات الوجود والدعاية لأهدافها وارتداء ثوب الثائر للوصول لأهداف أجندتها غير المعلنة فقد سعت إلى التفاوض بعضها البعض مع ذوى النفوذ لاقتسام الغنيمة والفوز بجزء من التورتة التى توزع فى مصر الآن ، أما مطالب عامة وغلابة الشعب التى نادى بها الشباب فقد ضاعت ولم تتحقق ، فأين الحرية والعدالة الاجتماعية؟

تهميش الثوار

وتؤكد «آسر ياسين» ناشطة سياسية لا تنتمى لأى حزب سياسى ، على استمرار الثائرات فى التواجد فى الميدان والمشاركة فى الضغط الشعبى رغم سرقة البعض لأحلامهن وأحلام الشعب المصرى ، تقول: لقد بدأت النزول والمشاركة فى الميدان وأحداثه منذ يوم 28 يناير وكانت تشاركنى أسرتى وأولادى لدرجة أننا كنا نقيم فى خيمة واحدة لمدة 18يوماً وحتى نجحت الثورة وتخلصنا من النظام البائد ، ولكننا وبعد أن تعرضنا للعديد من الأخطار بل شاهدنا وعايشنا بأنفسنا الكثير من حالات القتل العمد واستعداد الكثيرين للتضحية بأرواحهم فداء هذا الوطن ،لم نحقق أهدافنا كثوار فطوال أشهر عديدة لم تنفذ مطالب الثوار ، حتى أصحاب الثورة أنفسهم من الشباب والشابات أمثالنا ولا يأخذون بآرائهم فى أى شئ ويتعاملون معها على أنها آراء استشارية ومن باب إرضاء العامة ، على الرغم من أنهم أول من ضحوا بأرواحهم فى سبيل حرية هذا الوطن ، أما الأحزاب التى أراها على الساحة لا تهتم بمصلحة هذا البلد مثلنا ، فمصلحتها دائما فى المقدمة ، لدرجة دفعت شباب الأحزاب للمشاركة فى الثورة بشكل فردى وغير ممثلين لأحزابهم حيث تركتهم هذه الكيانات لخطر الاعتقال أو القتل وهرولت لتخطط للفوز بمقاعد البرلمان والآن لا يوجد أمامنا حل سوى الاستمرار فى الضغط الشعبى والنزول للميدان والتواجد حتى نحمى مصر ونحقق مطالبنا وأحلامنا.

نجوم الفضائيات

«هالة صبحى» مترجمة تقول: إن البعض حاول تهميش دور شابات وشباب الثورة بشكل أو بآخر فى صنع الحدث والقرار الحالى ، الأمر الذى دفع البعض لعدم تواجدهم كنوع من الإحباط واليأس أو الاكتفاء بالظهور على الشاشات الفضائية ، أما المستمرات والمستمرون حتى الآن فى التواجد فى ميدان التحرير فهم مجموعة أشخاص لا تهتم ولا تبحث عن الأضواء بقدر ما تحاول أن تجد لها مكاناً على الأرض وتحقق بعض الأحلام لبعض فئات الشعب المهمشة ، ومن هذا المنطلق فقد شاركت ومازلت أشارك فى كافة أحداث الثورة

وتصف صبحى سارِقى الثورة بمحبى الشهرة أو التواجد من أجل الظهور أو حتى البحث عن منصب ، أو من أعضاء الاحزاب والقوى السياسية المنشقة على نفسها ، لا تحتاج مصر أن تنتظرهم فمن اختفوا لأى من هذه الأسباب يوجد الآلاف غيرهم وهم مستمرون فى المسيرة حتى تتحقق مطالب الثورة.

ولو بالطعام

وأخيراً وليس آخراً وبين تجمع نسائى شبابى أخر ، ألمح داخل الميدان «نهى أحمد» طالبة جامعية وهى تقوم بإعداد بعض وجبات الطعام البسيطة لبعض المعتصمين بالميدان ، وعن مشاركتها بل ومشاعرها بإمكانية تحقيق مطالب الثورة وعدم الإستيلاء عليها تقول: هذه هى المرة الأولى التى أنزل فيها الميدان ، قد كانت قدوتى فى هذا الكثير من الفتيات اللاتى لم يبخلن بالتضحية بأرواحهن فى سبيل هذا الوطن، فقد فكرت وزميلاتى فى طريقة فعالة لمساعدة المعتصمين والمتظاهرين ، فكانت الطريقة أن نقدم لهم بعض الأطعمة البسيطة التى تساعدهم على الاستمرار.

وتضيف: مما آراه فى الميدان أستطيع القول إن الكثير قد تخلوا عن مصر وعنا لمصالحهم الشخصية ونسوا فى الأصل الأهداف التى قامت من أجلها الثورة ، ولكننا لم ننسى فسواء كان هؤلاء من أحزاب أو قوى سياسية أو مرشحين أو حتى شباب أصابهم الإحباط مما حدث فى الفترة الماضية فانسحبوا فهناك الآلاف والملايين من شباب وشابات مصر مستمرون ومستمرات فى أداء دورهم ومتواجدون ، حتى وإن نالوا شرف الشهادة ، أما هؤلاء فيكفيهم عار أنهم ضحوا بوطن كامل من أجل أهدافهم الشخصية.

الثوار

خارج نطاق الخدمة!

وأطرح التساؤل الذى أكدت عليه الثائرات على السياسى والكاتب «حسين عبد الرزاق» عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع ، هل سرقت الثورة بالفعل من الثائرات والثوار؟

فيقول: بشكل أو بآخر سرقت منهم بالفعل فحتى الآن لم يقم أو يلعب أى من هؤلاء الشباب دوراً حقيقياً فى مسيرة الحياة السياسية خلال الأشهر القليلة الماضية على عكس حركة التاريخ ففى ثورات شرق أوربا أو أمريكا الجنوبية تم الاستعانة بأصحاب هذه الثورات لقيادة بلادهم فيما بعد ، أما ما أراه الآن هو مشاركات ودعوات ضعيفة لهم لإرضائهم وإرضاء الشارع المصرى ، ولكن دون قرار فعّال، فبالفعل يتم الاتساع لآرائهم ويشاركون فى اجتماعات مع القوى السياسية ولكن دون الأخذ بما يقولون بشكل فعلى ، وما أتمناه بالفعل أن يكون للائتلافات الحزبية التى تمثلهم وتعبر عنهم ثقل كبير خلال الحياة النيابية المقبلة فهذا سيساعد فى أن يكون لهؤلاء الشباب دور فى الحياة السياسية خلال الحقبة

أما الكاتبة الصحفية والناشطة «سكينة فؤاد» فترى أن المشكلة تنقسم لشقين أحدهما متعلق بالأحزاب التى أسسها هؤلاء الشباب لتعبر عنهم وجاءت محدودة التواجد والتمثيل وليست بمثل ثقلهم وتواجدهم ومشاركتهم فى الحياة السياسية وربما أن هذا الوضع سيتغير مع مرور الوقت ومع استمرار تواجدهم ومشاركتهم من خلالها فى دعم وتمثيل الواقع السياسى ، أما الشق الثانى فيتعلق بوجود بعض الانقسامات فى صفوفهم أنفسهم وعدم تواجدهم فى كافة القضايا من خلال الائتلافات التى تمثلهم حول موقف واحد ، وهذا أيضاًِِ يضعف فى بعض الأحيان من موقفهم ، بل ويجعل بعض القوى السياسية ممن تسعى وراء مصالحها فى البداية والنهاية تسرق مواقفه وثورته ، بل وتحقق مطالبها على حساب ما يطالب به من مطالب

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 479 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,834,434

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز