هوس البنات

أمـــــام الفـــــاترينــات

كتبت :سمر عيد

تبدو البنات أمام واجهات المحلات كالبوصلة التي يفقدها المجال المغناطيسي رشدها، لتندفع البنات ويقبلن علي الشراء الذي قد يكون لغير احتياج فقد تشتري البنات بدافع التقليد، ومسايرة الموضة، وقد يكون بغرض لفت أنظار من حولها إليها أو إعجاباً بما ظهرت عليه إحدي الفنانات ليتحول الإقبال علي الشراء إلي مرض يعرِّفه الأطباء بهوس الشراء فما هي طبيعة هذا المرض وما هي أسبابه وكيف نتجنبه هذا ما سنعرفه في السطور المقبلة

خرجت ضحي مع أمها وأخيها كي يتسوقوا ورصدت الأم مبلغ ألف جنيه لتشتري لضحي «بادي وبنطلون» ولأخيها قميصاً وبنطلون لكن ما إن دخلت ضحي إلي المحل وبدأت تقيس البديهات والجواكت والبنطلونات، لتجبر أمها علي شراء جاكيت وبنطالين وباديهين لتنفق الأم الألف جنيه علي ضحي وحدها، وهنا صرخ أخوها: كيف سأشتري أنا ما أحتاجه، امتعضت الأم وقالت: هذه هي ضحي دائماً لاتحسب حساباً لأحد، وتفقد السيطرة علي نفسها أمام الملابس والأحذية والشنط وهي عادة ما تستهلك كل مصاريف الأسرة في شراء مستلزماتها وما يعجبها.

هذا المشهد وغيره مشابه له يحدث تقريباً كل يوم فما سببه وما عوامله وكيف نتصرف معه؟!

التقينا بنهي محمود - طالبة في الصف الثاني الثانوي - والتي حدثتنا قائلة: لا أستطيع أن أتحكم في رغباتي أمام «الطرح» فكل واحدة لها الطقم الذي يناسبها كما أنني كلما رأيت طرحة لها موديل مختلف وألوان زاهية أقدم علي شرائها فوراً دون تردد حتي أصبح لدي في دولابي حوالي 50 طرحة وبألوان وأشكال مختلفة حتي أنني أنسي بعضها أحياناً وأشتري طرحة جديدة علي الرغم من أنه قد يكون لدي نفس لون الطرحة ولكنني لم أجدها بعد أن بحثت عنها في الدولاب.

أحب الأحذية

وتري سها محمود - طالبة بكلية التجارة جامعة عين شمس - أن كل إنسان يحب شراء شيء معين ويفرط في شراء هذا الشيء تقول: أنا شخصياً أقبل علي شراء الأحذية بكثرة فلدي حوالي 30 حذاء بألوان وأشكال مختلفة ولكن هذا لا يمنعني أن أشتري «سابو» من حين لآخر فكل حذاء له لبس معين «فالبوت» مثلاً يلبس علي البنطلون الضيق وعلي الجيبات القصيرة و«السابو» يلبس علي البنطلون الجينز وعلي الجيبات الطويلة وهكذا لكل زي حذاء معين.

كل شيء بـ 5.2

وتقول مها ممدوح - طالبة بالصف الأول الثانوي: تبهرني المحلات التي تبيع كل شيء بـ 5.2 لأنها رخيصة فأستطيع شراء أي شيء بـ 5.2 وأنا شخصياً أذهب إلي هذه المحلات في نهاية كل أسبوع فأقوم بشراء «توك» للشعر ومانيكير ومكياجات وكريمات وإكسسوارات وشرابات وتكون النهاية أنني أنفق من 100 إلي 200 جنيه في أشياء قد لا أستخدمها كثيراً وأمي تصرخ من هذه النفقات وتقول لي «لمي إيدك شوية» وأنا أحاول فعلاً ذلك ولكنني أفشل في كل مرة.

أما نورا محمد - طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة فتقول لا أحب النزول إلي الشارع أو اللف بالمولات وأفضل التسوق بالتليفون وهذا قد يدفعني لشراء أشياء لا أحتاج إليها في بعض الأحيان وأقوم بإهدائها للصديقات.

مواكبة الموضة

وتري نور محمود - طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة - أن الفتاة لابد وأن تواكب الموضة وتقول: أشتري تقريباً كل شهرين «طقم» جديداً وطبعاً يلزم شراء طرحة وحذاء وشنطة تتناسب مع الطقم الجديد، ولكني أقدر ظروف العائلة فإذا أخبرتني أمي أن الميزانية في شهر من الشهور لا تسمح بالتسوق فأنا أقدر ذلك تماماً وألتمس لها العذر وأؤجل ما أريده للشهر الذي يليه.

هوس الشراء

وتري الدكتورة نورا رشدي أستاذة الخدمة الاجتماعية أن هوس الشراء له أسباب كثيرة يأتي علي رأسها أن الفتاة قد لا تستطيع أخذ أي قرار إلا في الشراء وهو دليل علي إثبات الشخصية، تقول: معظم الفتيات لا يشعرن أنهن جميلات إلا بالشراء، وهوس التسوق مرض في علم النفس الاجتماعي تصاب به الفتاة في سن المراهقة حيث تشعر أن كل الناس تنظر إليها ولكن لا ينبغي أن نضع كل اللوم علي الفتاة لأن هناك عوامل أخري تتعرض لها الفتاة تجبرها علي الشراء، من أهمها الإعلانات التي تعتمد علي سياسة الإبهار وخاصة في مجالات التكنولوجيا والموبايل واللاب توب، كذلك في مجال المكياج والبرفانات وغيرها كل هذه الإعلانات تلعب دوراً هاماً في تبزير الفتيات، وثاني هذه العوامل هي الغيرة والتقليد فالفتيات عادة ينظرن إلي بعضهن ويقلدن بعضهن فإذا ما اشترت فتاة «طقم» جديداً فإن صديقتها تجبر أهلها علي شراء طقم جديد لها، كذلك الفنانات اللائي يرتدين ملابس معينة ويستخدمن ماركات مكياج معينة فالفتاة تقلد الفنانة التي تعجب بها في كل شيء، ولا ينبغي أن نغفل دور النت حيث يشتري بعض الفتيات ملفاً من علي الإنترنت ويدفعن «بالكريديت كارد» الخاص بأبيها أو أمها، والعامل الثالث هو انتشار المولات الكبيرة والضخمة والتي تعرض سلعاً تكميلية بشكل مغرٍ فتقبل الفتيات علي الشراء وأري أن علاج هوس الشراء بيد الأهل حيث يمكن أن يجعل الفتاة أكثر أهمية ويركز في تربيتها علي الجوهر، كذلك ممارسة الرياضة تلهي الفتيات عن التسوق الذي يكون المتنفَّس الوحيد لهن

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1161 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,901,643

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز