«حرية ، عدالة اجتماعية»

ماذا تحقق من مطالب الثورة ؟

كتبت :ايمان عبدالرحمن

اسماء صقر

اميرة اسماعيل

عندما خرج الشباب منذ عام تقريبا مطالبين بـ «عيش ، حرية وعدالة اجتماعية» لم تكن هذه المطالب صعبة التحقيق بعد ما شاهدناه من نهب لثروات وخير البلاد . كان من السهل جدا أن يتحقق للمواطن البسيط حلمه فى أن يجد لقمة عيش ، ويعلن عن رأيه فى أى شىء دون خوف وأن ينال القدر العادل من الأجر فى وقت يحصل فيه الكثيرون على ملايين الجنيهات كرواتب ثابتة دون حق .. الصرخات التى تعالت لشهور طويلة قربت من العام ومازال يتردد صداها فى الشارع المصرى ، لأن الثورة لم تحقق بعد ما خرجت من أجله للأسرة المصرية . لهذا توجهنا بسؤالنا إلى ثوار الشخصيات العامة والقيادات العامة الحزبية لنتعرف على أسباب التأخير فى تحقيق المطالب مع الوضع فى الاعتبار الوضع الاقتصادى المتردى الذى تعيشه البلاد .. فماذا قالوا ؟

مجدى حسين : استقرار الحكم

يتساءل مجدى حسين رئيس حزب العمل عن كيفية تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وسط كل هذه الفوضى ، ويقول :

لقد نال الشعب المصرى جزءاً من حريته التى مازالت منقوصة بالإبقاء على حالة الطوارىء ، بل والتوسع فيها وفى ظل إعلام مازال تابعاً للدولة .

ويؤكد حسين كيف تتحقق العدالة الاجتماعية ، وليس لدينا حكومة مستقرة تضع خططاً للتنمية ، ومازلت مصراً على أن المجتمع لن يتحرك إلا بعد تسليم السلطة فى البلاد إلى المدنيين .

أيمن نور :

تخبط فى المسار

أيمن نور مؤسس حزب الغد الثورة يقول :

مازلنا على طريق الحرية ، ولم نحقق بعد الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية نتيجة للتخبط فى المسار الإصلاحى بدءاً من الدستور أولاً ومروراً بالانتخابات، لذا أرى أن الطريق غير ممهد لخلق عدالة اجتماعية وحرية ومطلوب إرادة سياسية وقرار لدعم هذا التوجه الذى أراه غائباً ، فالأحداث الأخيرة وسقوط ضحايا يؤكد أن الثورة لم تستطع أن تحقق أبسط أهدافها وهو حق التظاهر السلمى والتعبير عن الرأى الذى مازال محفوفاً بالمخاطر فى بلدنا .

فريدة النقاش : الحرية والإسلاميون

نتائج الثورة مازالت غامضة .. هكذا تقول فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى وعضو حزب التجمع وتضيف :

من أهداف الثورة الحرية صعود الإسلاميين بهذا الشكل سيستهدف حريات المرأة والمجتمع والأقباط ، وما قالوه عن نجيب محفوظ وتحريم التماثيل مازال حاضراً فى أذهاننا وهذا كله تهديد مباشر للحريات وهى أحد أهداف الثورة المؤجلة .

وأدعو الشعب المصرى : إلى ممارسة حرياته والتمسك بها فى إطار القانون حتى تتحقق العدالة الاجتماعية التى مازالت مجرد شعار وأولى أولويات هذه المرحلة مقاومة الفقر وإعادة تعويم الاقتصاد الغارق .

أحمد بهاء الدين : انهيار الاقتصاد

أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسس الحزب الاشتراكى المصرى يرى أن الاقتصاد وانهياره يعود إلى مسألة مهمة يقول :

إن تراجع الاقتصاد بعد الثورة بسبب سيطرة نفس رجال الأعمال الذين كانوا مسيطرين أيام مبارك ، والدليل إعادة تكليف الجنزورى وأن ذلك لن يحقق العدالة الاجتماعية إلا بعد إقرار مبادىء توضع حد أدنى وأقصى للأجور .

وقياساً بما طلبه الثوار وبما تحقق على أرض الواقع فلم يتحقق شىء ولاتزال المحاكمات العسكرية وقانون الطوارىء سارية بالإضافة إلى التعامل العنيف مع الثوار لذلك فالثورة مستمرة .

إسماعيل يوسف : الأجور والعزل السياسى

ومن حركة 9 مارس أكد أ.د. إسماعيل يوسف أستاذ علم النفس بجامعة قناة السويس أن أحد مطالب الثورة الأساسية الهامة والتى لم تتحقق ، وضع حد أدنى وأقصى للأجور الذى لم يدخل حيز التنفيذ إلى الآن ، ومازالت الفروق شاسعة بين الأجور فى البلاد ، وبالتالى لم تتحقق العدالة الاجتماعية المنشودة .

أيضاً طالبت الثورة بالعزل السياسى إلى أن أنشأ أعضاء الحزب الوطنى أحزاباً مستقلة ليصدر القانون بعد إغلاق باب الترشح لانتخابات مجلس الشعب الجارية ليتطلب الأمر جهداً مضاعفاً عبر المحاكم لتطبيقه وهذه المشكلة وراء استمرار الشباب بالميدان لشعورهم بالفشل فى تحقيق أهدافهم .

حسن مسلم :

الأموال المهربة

حسن محمد مسلم - مهندس - وعضو حركة «سلميين» الممثلة لتكتل شباب بورسعيد يرى أن البعض يأخذون الثورة بعيداً عن مسارها ، ويضيف :

أتيت من بورسعيد للإعتصام والتظاهر السلمى لأن أموراً ، وأهدافاً رئيسية مازالت معلقة فمازال ملف الأموال المنهوبة والمهربة إلى خارج البلاد مجمداً وزاد الطين بلة تجاهل مطالب الثورة بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى تكون برئاسة شخصية ثورية تعيد الثورة إلى مسارها لذلك أرى أن الثورة لم تصل إلى أهدافها ومازالت مستمرة .

محمد سامى :

قلة الخبرة السياسية

محمد سامى رئيس حزب الكرامة يرى أن ماتم إنجازة من مطالب الثورة ليس كافياً بعد مرور عشرة أشهر على الثورة ، والمجلس العسكرى مسئول عن تأخر تنفيذ هذه المطالب ، مما تسبب فى الإحتقان وخاصة فى معاملة أهالى الشهداء والمصابين، ويرجع رئيس حزب الكرامة تباطؤ المجلس فى قراراته إلى قلة خبرته السياسية .

أما فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية فيقول : «العدالة تتعلق بشقين الأول قضية الأجور وتحديد الحد الأدنى والأقصى ولكن الحديث طال عن ذلك ، والشق الثانى تطبيق بعض السياسات المتعلقة التى تعالج العشوائيات والبطالة وتقديم الخدمات فى المناطق المحرومة ، وأخيرا ما يتعلق بالمجتمع الضريبى فنحتاج إعادة النظر فى النسب المفروضة على الدخل .

ويختم محمد سامى حديثه بقوله :

إن الحديث عما حققته الثورة سابق لأوانه ، لأن المكاسب كلها فى سلة واحدة ولا يمكننا عزل مطلب عن الباقى - على حد قوله، ويضيف :

أعتقد أن الإنجاز وهو إنجاز جدير بالإحترام هو خلع الرئيس وإنتهاء كابوس التوريث ، أما مايتعلق بما نادت إليه الثورة فعلينا أن نستكمل مرحلة انتقال السلطة التى بدأت الأمر يحتاج منا إلى صبر حتى يكتمل تسليم باقى السلطات التشريعية ومؤسسات الدولة ، ويأتى بعدها مرحلة إعداد دستور للبلاد وانتخاب رئيس مدنى .

زكريا عبدالعزيز : تشويه الثورة

المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادى القضاة الأسبق يؤكد أن كثيراً من الأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير لم يتحقق ويلفت النظر إلى أمر يراه السبب وراء ذلك يقول :

إن أخطر ما واجهته الثورة غياب القائد الذى انعكس فى غياب الثوار عن إدارة شئون البلاد ومازالت كل أجهزة الدولة مليئة بكوادر النظام السابق الذى سقط رأسه فقط ولابد من تمكين الثورة ومشاركتها فى حكم البلاد بدلاً من العمل على تشويهها بأنها ستكون سبب انهيار البلاد الاقتصادى .

زهرة سعيد :

الثورة تتراجع

زهرة سعيد شقيقة خالد سعيد أحد أسباب ودواعى قيام الثورة تقول بالنسبة لما تحقق من شعار الثورة ترى :

أنه لم يتحقق أى شىء حتى الآن ؟ بالعكس الأمور تتدهور إلى الأسوأ ، بداية من حرية الإعلام ، وحرية التظاهر ، إنتهاء بالانتخابات ، فأنا غير مقتنعة بها كما أوضحت ، وتضيف ، كان على المرشحين أن يضعوا فى برامجهم الانتخابية خططاً لكيفية النهوض وتحقيق العدالة الاجتماعية ولكن للأسف كل المرشحين كانوا يعبرون عن توجهاتهم السياسية من ليبرالية إلى دينية دون الاهتمام بما نادت به الثورة .

وتلقى زهرة باللوم على المجلس العسكرى فى عدم تحقيق أى من مطالب الثورة ، وأنهت حديثها إننا نرجع إلى الخلف .

يسر السيوى :

تحرير الإعلام

تشير الكاتبة يسر السيوى إلى عدم تحقق أحد مطالب الثورة وهو تحرير الإعلام المصرى من سيطرة الحكام ليكون معبراً عن الناس وأحلامهم ، وتقول :

رغم كل مايقال بأن الثورة تموت إلا أننى متفائلة فالثورات لاتموت ، والدليل على ذلك الثورة الفرنسية التى لم تحقق أهدافها إلا بعد سنوات ، لذلك علينا بالصبر ، فالثورة مستمرة ، ولن يتراجع الشعب المصرى عن تحقيق الحرية التى خرج الملايين من أجل المطالبة بها .

وترى السيوى أن المطالب الفئوية ماهى إلا تعبير عن مدى التجاهل الذى تعاملت به الأنظمة المختلفة مع رغبات الناس ، لذلك ترى أن مهاجمتها استمرار لظلم دام سنوات .

سلوي شعراوي:

سلاح ذو حدين

ماذا نفعل أمام سيطرة الصوت العالى؟ هكذا تتساءل د.سلوى شعراوى أستاذ السياسات العامة بالاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وتضيف: نحن فى مرحلة يصعب تقييمها فحرية الاعتصام والتظاهر لها ايجابيات وسلبيات فمن الايجابى التعبير عن الرأى، وتمثل الفوضى ونشر الفتن الجانب السلبى. لذا أطالب كل من يرفض شيئاً أن يقدم البديل المتاح والممكن له وأرى أننا فى أمس الحاجة للاستقرار.

الحزب الناصري: إعادة البناء

يقول أحمد حسين أمين - الحزب الناصرى: إن هناك عوائق كثيرة أمام تحقيق أهم مطالب الثورة وهى العدالة الاجتماعية وأهم هذه العقبات الفوضى التى يعتبرها البعض حرية ومادامت الفوضى مستمرة فلا تنمية أوصناعة وبالتالى تتوقف حركة المجتمع وتشل قدرات الناس على الإبداع والعطاء لذلك مازال الغضب يملأ قلوب الثوار الذين تبدو أن ثورتهم مستمرة

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن -اسماء صقر -اميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 623 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,739,655

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز