أمام اليأس والتهميش والإبعاد
شباب الثورة :
أحلامنا ماتعرفش اليأس
كتبت :ايمان العمري
الشباب المصري يطمح ويتطلع ويحلم بأن تفتح له أبواب الحرية والعمل والتحقق والتفوق، يملك ما يؤهله لذلك، يملك أن يضع مصر في المقدمة، لكن آلة القمع والاستبداد التي أطاحت بها ثورة 25 يناير حالت لسنوات طويلة دون ذلك، وللأسف استمر الوضع علي ما هو عليه بعد الثورة، لكن الأحلام والطموحات مستمرة ومتفائلة تتقدم بإصرار وتأبي الاستسلام فمصر تستحق أن تكون عظيمة بشبابها الذين التقت بهم «حواء» فكان هذا الموضوع
«محمد أحمد» - طالب - يقول : كان لدى حلم بالتغيير لكن ما دفعنى للعودة للميدان هو استبعاد الشباب فى كافة المجالات السياسية رغم أنه لابد من وجودنا ، خاصة بالنسبة للوزارات المرتبطة بالشباب ، لكن ما حدث هو العكس وزاد الأمر سوءا ما شاهدناه من استمرار العنف، وسيادة الظلم، ويكفي مشهد المتظاهر الذى ألقى فى مقلب القمامة بعد استشهاده .
ويشاركه الرأى «إبراهيم عيد» - خريج جامعى - ويذكر أنه مثل باقى الشباب لا يسعى لمصلحة شخصية، فقط يريد أن تصبح البلاد آمنة وليست تحت سيطرة الدولة البوليسية للأبد ، أن يسير المواطن فى الشارع لا يتعرض لأى إهانة من ضابط شرطة، ولذا فالشباب لا يسعى لأى منصب ، ولا أن يشارك فى لعبة السياسة ولذا فمكانه هو الميدان الذى سيبقى فيه دائما حتى يحقق هدفه وينتهى الظلم البوليسى الذى لا مبرر له بأى شكل من الأشكال.
اكتمال الثورة أولا
وعن ابتعاد شباب الثورة عن المشاركة فى الأحزاب التى نشأت بعد الثورة وعدم اعترافهم بالعملية السياسية يقول «أحمد عيد» - طالب بكلية التجارة الخارجية : نحن لا نسعى لمناصب أو مكاسب، لكن دورنا الأساسى هو الميدان واستمرار الضغط الشعبى ، كانت لنا أحلام عريضة يوم أن اخترنا الدكتور عصام شرف، لكن ما حدث هو العكس، لذا فنحن مستمرون فى ثورتنا ومن يظن أن ما يحدث فى التحرير الآن هو ثورة جديدة فهو مخطئ لأن الثورة مستمرة منذ 25 يناير حتى اليوم وستستمر حتى تتحقق كل مطالبنا .. ولن نتوقف مهما كان حجم العقبات التى تواجهنا والعنف الذى يتم التعامل به معنا .. فأنا على سبيل المثال تعرضت لإصابات كثيرة لكننى باق فى الميدان .
ويشاركه فى الرأى «محمد على» - طالب ثانوى - ويذكر أنه معتصم فى الميدان، فثورة 25 يناير مازالت مستمرة، فلا يعنى القضاء على رأس النظام السابق ، أن الثورة قد حققت أهدافها ، فلم يتغير شىء ، فسيظل الشباب وقودا للثورة حتى تتحقق كل مطالبه.
استبعاد متعمد
«معتز عبدالله» ، و«عبدالرحمن محمد» - طالبان فى المرحلة الثانوية - يقومان بتأمين الميدان من اندساس البلطجية للسرقة أو لإحداث الشغب، يقولان : «الشباب له دائما أفكار غير تقليدية، وتختلف كثيرا عما تقوله وتفعله القوى السياسية المختلفة التى ترى الأحداث من منظورها الخاص ، لذا فنحن فى مرحلة ما تم استبعادنا المتعمد من العديد من الصور والمشاهد السياسية المتلاحقة بعد سقوط النظام، لكن هذا لا يعنينا ، فنحن نرى أننا مازلنا فى مرحلة الثورة حتى تتحقق كل أهدافها، وبعد أن يعم الاستقرار البلاد وقتها يمكن أن نفكر فى كيفية المشاركة فى الحياة السياسية وذلك عن طريق الانضمام للأحزاب والقوى السياسية التى تخرج من وسطنا من قلب الميدان ..
تركنا عبدالرحمن، ومعتز يستكملان مهمتهما فى تأمين الميدان وخرجنا لنرى مجموعة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية أسرعوا بالذهاب إلى ميدان التحرير بعد انتهاء يومهم الدراسى، فاتجهنا نحوهم لنتعرف على رؤيتهم فذكروا أنهم ذاهبون إلى الميدان كى يحصل كل مصرى على حقه كاملا ويعيش بحرية وكرامة مرفوع الرأس، لكن ما شاهدوه يحدث من أحداث عنف وظلم دفعهم رغم صغر سنهم للعمل والانشغال بالسياسة، واستمرار الفساد والظلم والتهميش سيبقى وقودا دائما للثورة التى ستعود للميدان بقوة حتى يختفى الظلم من الساحة، فالثورة لا تسعى إلى مناصب أو مكاسب، وإنما هدفها شىء واحد وهو أن يسير المصرى مرفوع الرأس ، وهذا لا يتحقق من وجهة نظر الثوار إلا بالبقاء فى الميدان، فلعبة السياسة والسياسيين مازالت بعيدة عنهم وهم بعيدون عنها أو بمعنى أدق مبعدون عنها.
أزمة ثقة
وعن ثقة الثوار فى قرارات المجلس العسكرى واختياراته يقول كمال الدين محمد من دمنهور : لقد إهتزت ثقتنا كثيراً فى قرارات المجلس العسكرى الذى أحمله المسئولية كاملة وراء أحداث محمد محمود وتحميل الثوار مسئولية هذه الأحداث وهو نفس النهج الذى كانت تسلكه قيادات النظام السابق الذى خرجت الناس من أجل إسقاطه لذا سأستمر فى المشاركة والإعتصام حتى يتم تشكيل مجلس مدنى له صلاحيات رئيس الجمهورية حتى نقضى على أزمة الثقة بين كل الأطراف .
غياب الأمن
ولائتلاف شباب الثورة رأى حول جدوى الاستمرار فى الإعتصام بالميدان ، وأمام مجلس الوزراء يقول نصر عبدالحميد : إن من أكثر الأسباب التى دفعتنى للتمسك بعدم إخلاء الميدان هو غياب الأمن ، وانتشار البلطجة فى البلاد والسؤال إذا لم يستطع المجلس العسكرى إقرار الأمن فمن سيستطيع ؟! لذلك أحمل المجلس مسئولية غياب الأمن الذى يعد السبب الرئيسى وراء هروب الاستثمارات وزيادة البطالة وليس الثورة والثوار لذلك سأستمر مطالباً بتحقيق مطالب الثورة والإعتصام فى الميدان
ساحة النقاش