أرملة الشهيد عماد عفت :

فتوى «الفلول» قتلت زوجى

كتبت :سماح موسي

 لم يعرف السياسة قبل 25يناير وكان رمزاً لوسطية الأزهر التي ينشدها الجميع، كان أكثر كلامه الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم.. وآمن برسالة الثورة وشارك فيها من أول يوم..

دفع حياته ثمناً غالياً لفتواه بتحريم التصويت لأعضاء الوطني المنحل.. إنه شهيد الفتوي الشيخ عماد عفت الذي لقي ربه رافعاً مشعل الحرية.

التقت حواء بأرمتة نشوي عبد التواب بمؤسسة الأهرام ويكلي لتتحدث عن ظروف وملابسات مقتل زوجها الذي شيعته مصر بمزيد من الحزن والأسي..

صباح الجمعة 16/12/2011م استيقظت «نشوى» على إحساس غريب لم تفهم معناه إلا بعد أذان مغرب نفس اليوم، عندما اتصلت بمجهول زوجها للاطمئنان عليه حيث كانت تعلم بذهابه إلى شارع مجلس الوزارء للمشاركة فى المظاهرات فلم يرد، بعدها جاءتها مكالمة من إحدى تلميذاته تخبرها بإصابته، ثم اتصال من هاتفه الشخصى ليخبرها المتحدث، «البقاء لله» فردت بثبات، شكرا ثم سجدت لله حامده استشاده لانه كان دائما يتمنى الشهادة وآخر مرة طلبها كان على جبل عرفة منذ شهر تقريبا فى «الحج» ،الغريب أنها حلمت قبل سفرها للحج، بأنها تصلى خلفه وعندما سجدا قامت هى وظل هو على الأرض، وعندما اقتربت لترفعه امتلئت يداها بالدم الذى يتدفق من صورة.

 بداية هل كنت تتوقعين استشهاد الشيخ عماد وبأيد مصرية ؟

- أولاً من قام بقتل عماد لا أعتبره مسلماً ولا مصرياً، وعماد تم قتله عمداً لفتراة بشأن تحريم التصويت لأعضاء الوطنى المنحل الذين أطلق عليهم الناس (الفلول) ليقينه أنهم ساهموا فى انتشار الفساد وإهدار الحقوق، وكما تعلم فإن ورء المفاسد واجب شرعى قدمه الفقهاء على جلب المصالح.

ماذا لو قيدت قضية مقتل ضد مجهول ؟

- عندى يقين أن الله سيساندنا ويظهر الحقيقة فعشرتى مع عماد أكدت لى أنه عبد صالح يعتبر كل عمل يؤديه عبادة ويسير على منهاج رسولنا الكريم وأوجه الاتهام للمسئول عن الأمن بالبلد ولن أتخاذل فى الحصول على حق زوجى الشهيد.

 زوجك شارك فى الثورة (رحمه الله) منذ اليوم الأول؛ كيف كان يرى الثورة وما الأسباب من وجهة نظره التى دفعت بالشباب للنزول مرة أخرى ؟

- شارك عماد فى ثورة 25 يناير منذ أول يوم لإصداره على النزول لميدان التحرير وتغيب عن حضور عقيقة ابنه إبراهيم الذى مازال لم يبلغ عامه الأول التى كانت يوم (28يناير) وعماد كان يرى أن نجاح الثورة معجزة من عند الله والأمل لابد أن يكون موجوداً بصرف النظر عن أن مكتسبات الثورة لم تتحقق بعد وكان الشيخ رحمه الله مؤمناًِ بوجود ثورة مضادة تحاول أن تتقضى على ثورة 25يناير.

 هل شاركت فى أحداث الثورة أم لا وهل كانت لك ميول سياسية ؟

- شاركت أربع مرات لكن متأخراً وبالتحديد مارس 2011م لظروف الحمل والولادة فقد أنجبت ابنى يوم 5يناير ولم تكن لى ميول للمشاركة فى السياسية وأحداثها.

 وهل كان لشيخنا (رحمة الله) ميول سياسية ؟

- لا.. إطلاقاً لم يكن لديه ميول سياسية على الرغم من أنه ابن فضيلة «د.على جمعة» المدلل إلا أنه كان ينتقده فى النزول للميدان ويرفض أن يتحدث «عماد» فى السياسة وقال له أبعد المؤسسة الدينية عن السياسة.

 أنت صحفية والشهيد عماد يعمل بالافتاء كيف التقيتما لتصبحا زوجين ؟

- لأن لدى ميولاً ونزعة دينية لاستكمال الدراسات الإسلامية اخترت الدكتور على جمعة مصدراً لتلقى العلم وطلبت أن أكون تلميذته، لكن الرسالة وصلت لفضيلته على أننى أطلب ترشيح أحد تلاميذه لمساعدتى فى دراستى ورشح لى ثلاثة، استخرت فرأيت رؤيا تحمل اسم (عماد) فاتصلت بمكتب المفتى على أسأل عن هذا الاسم فأكدوا لى أن الدكتور على جمعه رشح لى شخصيات من بينهما الشيخ عماد عفت وفوجئت بعد شهرين من معرفته بى أنه يطلبنى للزواج ولكننى ترددت فى البداية فى لأننى أكن أفكر وقتها فى الزواج وظل لمدة عامين يكرر طلبه وأرفض إلى أن شعرت بالراحة كلما أفكر فى الزواج منه فوافقت بعد عامين من طلبه الزواج منى ورزقنا الله بإبراهيم الذى لم يكمل بعد عامه الأول وهو أصغر أبناء (عماد) فلديه محمد ، خديجة، وسمية.

 ما هو أهم ما كان يتميز به الشيخ عماد عفت من صفات رحمه الله ؟

- كان من أهم طباعه الصدق والأمانة والدقة فى الكلام وكان شخصية ثورية وكان ضد الإخوان المسلمين (وسطى أزهرى) وكان أكثر ما يردده الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

 ماهى خطواتك المقبلة فيما يتعلق بحقوق الشهيد ؟

- ننتظر تقرير الطب الشرعى أولاً، والذى علمنا أنه سيصدر خلال أسبوعين من تاريخ الوفاة ،وتقدمت ببلاغ للنائب العام حول ظروف «مقتل زوجى»، وإذا حدث وسارت التحقيقات فى غير اتجاهاتها سخرك دعاوى قضائية بكل درجات التقاضى فدم «عماد» لن يضيع هدراً

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1638 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,366

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز