كل عام وأقباط مصر بخير

كتبت :فاتن الهواري

مصر بلدنا بخير .. بشعبها .. وأولادها ونسائها ورجالها وشبابها وأطفالها طالما قلوبنا علي بعض هتفضل مصر بخير .. للغش لا .. للفساد لا .. للكره لا .. للحقد لا وألف لا 

اليوم عيد ميلا السيد المسيح كل عام وأقباط مصر والإخوة الأقباط فى العالم العربى بخير وسعادة أقولها لهم من كل قلبى وبأعلى صوتى.. أقولها لطبيب الأسنان الدكتور أمير سعد الذى يعالج أسنان أولادى، والكوافيرة فاتن التى تصفف شعر بناتى، ولمدرس الفرنساوى ومدرس الرياضايات الذى علم أولادى وإلى صديقتى ثريا القبطية الطيبة التى كانت نعم الصديقة فى سنوات الغربة والتى هاجرت مؤخرا إلى أمريكا ،وإلى زملينا الأستاذ عادل شاكر الذى هاجر إلى كندا منذ ستة شهور.. لماذا لا أعرف ؟! وإلى الزميلة الأستاذة ليلى أمين وإلى جيرانى الأقباط أقول لهم جميعاً كل عام وهم بخير ومن هاجر منهم يعود إلى مصر فمصر وطن يعيش فينا ويضمنا جميعاً من قبل الميلاد ومن قبل الأديان ومنذ أن خلق الله الحياة ..أنتم أخوة لنا هكذا عشنا وهكذا علمنا الإسلام والقرآن والحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم - الذى أوصانا بأقباط مصر خيراً وتزوج منهم السيدة ماريا القبطية أم ابنه إبراهيم والقاعدة التى نتفق جميعاً عليها والتى لاجدال فيها أن إخواتنا الأقباط لهم مالنا وعليهم ما علينا وكتاب الله يفرض علينا أن نحقق العدالة حيث كنا ، وأن ندعو إلى الإنصاف فى كل محفل لايبالى بقلة أو كثرة بصداقة أو عزوة بغنى أو فقير ،وعلمنا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من سبعين عاماً وكذلك قوله من ظلم معاهدا أو أنقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه «خصيمه» يوم القيامة هذه هى النصوص الثابته والسوابق المقررة فى صدرالإسلام والتى تنطق بما أفاد الدين على أهل الذمة من رعاية ووفاء ومرحمة، وموقف أخر نجده للخليفة عمر بن الخطاب، وكان عمر شديداً فى دين الله ولكن الشدة التى عرف بها لاتعنى التعصب الأعمى والضغينة القاسية على المخالفين للدين من أهل الكتاب عندما عامل عمر اليهودى الضرير برحمة وشفقة .. وعندما تدانى أجل عمر أوصى من بعده وهو على فراش الموت بقوله أوصى الخليفة من بعدى بأهل الذمه خيراً وأن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وإلايكلفهم فوق طاقتهم.. وفى الأخبار النصرانية شهادة تؤيد هذا القول وهى شهادة البطريرك «عيشوبابه» الذى تولى منصبه 647 - 657 إذا كتب يقول إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية بل يمتدحون ملتنا ويوقرون قديسينا وقسيسينا ويمدون يد المعونه إلى كنائسنا وأديرتنا وهذا يدل على روح التسامح الذى كان يسود بلاد الإسلام ،وبلغ من مرونه الظام الإسلامى أن اعتبر أهل الذمة جزءاً من الرعية الإسلامية مع احتفاظهم بعقيدتهم ومن ثم عقد المعاهدات الخارجية ممثلاً فيها المسلمين والذميين معاً كأمة متحدة..والواقع أن الإسلام ينظر إلى من عاهدهم من اليهود والنصارى على أنهم قد أصبحوا من الناحية السياسية أو الجنسية مسلمين ، فيما لهم من حقوق وماعليهم من واجبات وإن ظلوا من الناحية الشخصية على عقائدهم وعبادتهم وأحولهم الخاصة ومن ثم فهو يقيم نظمه الاجتماعية على أساس الاختلاط والمشاركة ولايرى حرجاً من أن يعمل مسلم عند أهل الكتاب أو يشتغل أهل الكتاب عند مسلم..ولما فتح المسلمون الأوائل أقطار الدنيا المعروفة يومئذ أبقوا الموظفين فى أعمالهم ولم يكرهوا أحداًَ منهم على الإسلام ولم يفصلوا رجلاً منهم عمله أويهينوه، وتعلمنا أن يتقبل المسلمون وجود أديان مغايرة لدينهم ويرفضون إكراه أحد على ترك ملته ويرضون أن يتآلف المجتمع من مسلمين وغير مسلمين ويشرعون نظماً عادلة لتطبق عليهم وعلى من فى ذمتهم من مسيحين أو يهود «لا إكراه فى الدين».

وما أبلغ وأجمل من قول الخالق العظيم الذى قال وقوله الحق «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصرى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لاسيتكبرون» صدق الله العظيم

كل عام وأقباط مصر بخير ومصر كلها مسلمين وأقباط بخير ولنبدأ عاماً جديد كله محبة وعمل وجهد.. شعارنا فيه الله محبة ومصر الجميلة وطن يضمنا يلمنا يظّلل علينا يحضننا، فلنعمل جميعاً من أجل أمنا الغالية.. مصر 

المصدر: مجلة حواء -فاتن الهواري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 451 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,462,552

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز