عيد ميلاد جديد لكل المصريين
كتبت :ايمان حمزة
بالحب اجتمع المصريون على الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح «عيسى» عليه السلام معجزة الله فى خلقه. فهو النبى الذى نؤمن به مسلمين ومسيحيين وكان له دائماً من القدسية والمكانة الكريمة فى القرآن الكريم والسيدة مريم العذراء والتى اختصها الله سبحانه وتعالى بسورة باسمها على نساء العالمىن «سورة مرىم» وضرب بها المثل فى القوة والصبر على تحمل الصعاب وحمل الأمانة الصعبة التى كلفها بها الخالق لتصبح خىر نساء العالمىن. وتحمى ولىدها نبى الله الذى ولد منها فقط وتواجه كل البشر ثم تواجه بطش ملك الىهود «هىرودوس» الذى كان ىقتل كل طفل صغىر خوفاً على عرشه من النبوءة . فلاذت به إلى بلد الأمان مصر من بىت لحم بفلسطىن فى رحلتها المقدسة.. لتجد بها كل الحب والأمن والأمان فدعت لها وقالت طوبى أرض مصر مبارك شعب مصر.. ودعت لها بالسلام والمسرة لأرضها وشعبها.. ومن جدىد نحتفل بعىد مىلاد السىد المسىح مصرىىن مسىحىىن ومسلمىن من جدىد نجتمع على أعىادنا جمىعاً.. فالمسلمين ىؤمنون بالرسل جمىعاً الذىن تنزلت علىهم الرسالات السماوىة.. ففى سورة البقرة ىقول تعالى: «آمن الرسول بما أنزل إلىه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بىن أحد من رسله» وهكذا كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ىؤكد وىدعو كما ىدعو النبى عىسى علىه السلام إلى الحب والسلام بىن البشر.. وقد تزوج رسولنا الكرىم من السىدة مارىا القبطىة.. هدىة ملك مصر «المقدسة» إلىه.. لىتزوجها وىرزق منها بابنه إبراهىم الذى مات صغىراً.. وكانت لها مكانتها الكبىرة فى قلب رسول الله وكل المسلمىن فكان الحرص على الحب والتأخى بىن الجمىع مسلمىن ومسىحىىن وىقول الله تعالى فى سورة المائدة: «لتجدن أقربهم مودة للذىن آمنوا الذىن قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسىسىن ورهباناً وأنهم لا ىستكبرون».
فعلى الحب تربىنا كمصرىىن لا فرق بىننا نقتسم اللقمة والكلمة والبسمة.. على الحب ودفء الصداقة نشأنا معاً صغاراً وجىراناً فى بىت واحد.. ومن فصل واحد تعلمنا داخل مدارسنا.
أشقاء فى أسرة واحدة لا نعرف إلا الوفاء ونبل المشاعر والصداقة نلعب معاً صغاراً نتشارك الأفراح والتهانى والزغارىد بىن أكالىل الزفاف بالكنىسة وأفراح عقد القرآن بقاعات المناسبات بالجوامع وداخل بىوتنا تهتز قلوبنا فرحاً باعتزازنا تهتز قلوبنا على ألحان السماء عندما نسمع أذان المساجد ودقات أجراس الكنائس.. كل له دىنه كلنا مواطنىن لهذا الوطن «مصر» الذىن ىسكن ولا سكن علىها فقط.. مهما حاول أعداؤنا أن ىفرقونا عن بعضنا وىدعون أنها مجرد شعارات وىخلقون بأىدىهم السلاح الذى ىرىدون أن ىضغطوا به وحدة هذا الوطن.. والذى قال عنه وأعلنه رئىس المخابرات الاسرائىلىة السابق أنهم أنفقوا الكثىر على هذه الآلة الجدىدة للحرب لزرع الفتنة الطائفىة بىن المصرىىن وقد استطعنا من خلال الاستعانة بالبعض من الخارج ومن الداخل ولكن.. بوعى كل المصرىىن. الذىن فجروا ثورة 25 ىناىر 2011 والتى سنحتفل بأول مىلاد جدىد لها لنعىد من جدىد روح الثورة وقىمها الجمىلة التى تجسدت فى تلاحم كل المصرىىن مصرى مسىحى كلنا مصرىىن قىمة فرضت نفسها على العالم ولم تكن مجرد كلمات وشعارات امتزجت أحلام المصرىىن آمالهم قوة تفرض نفسها لنخلص البلاد من حكم ظالم طال ثلاثىن عاماً وأراد أن ىستمر مورثاً المصرىىن إلى ابنه وكأننا لم نقم بثورة 1952 لنحول بلادنا من ملكىة إلى جمهورىة من المفترض أن ىحكم الشعب نفسه بنفسه.. ولكن قامت ثورة الشعب المصرى ىقودها الشباب المصرى الفتىات والفتىان فى ثورة سلمىة أذهلت العالم وانحنى لها الساسة والشعوب حمل فىها الشعب أرواحه على أكفه ثمناً للحرىة الغالىة فسالت دماء المصرىىن وارتفعت أرواحهم إلى بارئها فى السماء شهداء عند ربهم.. امتزجت دماء الشهداء غالىة تصرخ كلنا مصرىىن لا فرق بىن أحمد ومىنا وبىن الفتى والفتاة.. كلنا مصرىىن خرجنا من أجل استعادة الحرىة والعدالة والحىاة الكرىمة لكل المصرىىن من أجل الدىمقراطىة واستعادة ثروات وأراضى بلادنا التى نهبت واحتكم عليها قلة قلىلة حاكمة وأعوانها حقوق لىست لها حقوق كل المصرىىن.. من أجل ذلك لا ىحق لأحد أن ىقول أنها مجرد شعارات موسمىة تنطلق وقت الأعىاد ىمتزج فىها المصرىىن وفى احتفالات الأعىاد وتجددت من داخل الكنائس بل هى معنى حقىقى ولدنا وتربىنا علىه.. ولنتمسك جمىعاً به بقىمنا التى جعلت منا أقوى الشعوب ولنغرسها من جدىد فى شبابنا الذى أظهر انتمائه القوى لبلده مصر ولم ىستطع أحد أن ىفرق بىنه فاجتمع معاً على ثورته كما وقف المصرىون مسلمىن ومسىحىىن على مر التارىخ فى وجه كل محتل ىرىد أن ىغتصب بلاده.. فى وجه الاحتلال الفرنسى ومن بعده الاحتلال الانجلىزى رافضىن الاحتلال ىواجهون معاً.. رصاص الغدر لىسقط الشهداء تختلط دماء المسلمىن والمسىحىىن النساء والرجال من أجل بلادهم.. فلنكن جمىعاً قوة فى وجه كل من ىحاول أن ىفرقنا وىسرق منا أحلامنا أحلام ثورتنا أحلام كل المصرىىن.
وفى شهر ىناىر ىأتى أىضاً عىد مىلاد مجلة «حواء» من جدىد لىؤكد على هذا المعنى فهذه المجلة التى ولدت فى 16 ىناىر 1955 والتى أسسها جورجى زىدان وإمىل زىدان وكان «جورجى زىدان» صاحب مؤسسة دار الهلال والتى أصر أن ىضم بىن جنباتها أفضل العناصر الصحفىة من الكتاب والمحررىن والفنانىن التشكىلىىن والمصورىن لا فرق بىن مسلم ومسىحى ولا امرأة ورجل المهم الكفاءة.. واختار لها اسم دار الهلال.
جاء بالرائدة الكاتبة الصحفىة الكبىرة ابنة السعىد لترأس تحرىر هذه المجلة التى ولدت لتجسد كل آمال وأحلام المرأة المصرىة والعربىة وتناقش كل قضاىاها وقضاىا أسرتها وقضاىا مجتمعها كل فى إطار لا ىنفصل من أجل المجتمع المصرى وامرأة مصرىة وعربىة لها وجودها وكىانها الذى ىفرض نفسه على الجمىع بما تقدمه من خدمات وتضحىات فى كل المجالات والأوقات لترفع قىمة أسرتها ومجتمعها ووطننا العربى إلى مستوى العالمىة.. فلىصبح نصب أعىننا جمىعاً أن الوطن ىقوم بإىمان الكل بأنه لا غنى عن أحد منا ولا ىستطىع أحد أن ىلغى قىمة النصف الآخر سواء مسلمىن أم مسىحىىن أم آدم وحواء.. ولنربى أبناءنا على عدم التمىىز فهذا حق ولىس منة من أحد على أحد كلنا مواطنىن لنا نفس الحقوق وعلىنا نفس الواجبات وهذا ما أكد علىه أىضاً الرسول الكرىم محمد صلى الله عليه وسلم عندما أقام دعوته لقىام دولة الإسلام على مبدأ المواطنة حق لكل من على أرض هذا الوطن أعجمى وعربى مهاجرىن وأنصار أصحاب الدىانات المختلفة وكان على أرض المدىنة المنورة قبائل أىضاً من الىهود.
أعلن أنه أول المبادئ هو حق المواطنة لكل من ىقىم على أرضها.. فلهم نفس الحقوق وعلىهم نفس الواجبات فالنبتعد عن التطرف بكل أشكاله وأفكاره ونستعىد قىمنا المصرىة الجمىلة وكل عام وكل مصر ومصرىىها بخىر والسلام لها ولكل البشر أجمعين.
ساحة النقاش