فوبيا الرفض

كتبت :مروة لطفي

فى المدرج الجامعى التقت العيون لأول مرة .. ورغم اختلاف البيئة الاجتماعية لكل منا حيث أنتمى لأسرة راقية تؤمن بالحرية والانفتاح على العالم بينما تربى هو فى احدى المدن الساحلية المنغلقة إلا أن ذلك لم يكن عائقاً فى ارتباطنا .. فكثيراً ما أكد أننى حلم حياته الذى ظل يبحث عنه طويلاً لكنه لم يخفى قلقه من عدم قدرتى على التأقلم مع بيئته بعد الزواج خاصة أنه ينوى العودة للاقامة بمدينته بعد إنهاء دراسته الجامعية .. ولأننى تمسكت به لابعد مدى فكنت اؤكد دائما على موافقتى للعيش معه فى أى مكان يختاره...

فقد استمرت علاقتنا على أكمل وجه طوال المرحلة الجامعية حتى عاد لمدينته بعد الدراسه ليأتى بوالده لخطبتى .. وطلب منى تحديد موعد مع أسرتى لإتمام اللقاء العائلى ..وفى اليوم المرتقب جلست فى انتظاره مع كافة افراد الأسرة لكنه لم يأت أو يتصل.. الأمر الذى أصابنى بالقلق الشديد عليه لذا أسرعت لمكالمته كي أطمئن عليه .. وهنا كانت الطامة الكبرى التى أصابتنى بالانهيار العصبى .. فقد أعتذر ببرود متعللاً بتغير مشاعره تجاهى ورفضه الزواج منى..

ورغم مرور خمسة أعوام على هذه التجربة الأليمة إلا أنني مازلت أعانى مضاعفاتها حيث أخشى الارتباط بأى شخص حتى لا أعرض نفسى للرفض ثانية .. فهل أصبت بفوبيا الرفض؟!... د.ع «الجيزة»

لاشك أن للمشاعر الإنسانية قدسية خاصة .. فالعبث بها قد يؤدى لاحتراقها لتصبح لهيب مشتعل يقضى على ثقة الشخص فى نفسه وفى من حوله وهو ما مررت به، فظهر ذلك فى صورة هروب من خوض تجربة جديدة تكونين فيها عرضة للفشل.

لذا عليك عدم الاستسلام لتلك الأحاسيس السلبية وتحويل تجربتك إلى ذكرى تكسبك القوة والصلابة خاصة أن الفروق الفكرية بينكما كانت واضحة منذ اليوم الأول لارتباطكما.. وتذكرى أن الحياة ستظل دائماً تخفى لنا مفاجآت قد تكون خارج نطاق حساباتنا..

وإذا كان من أحببته رفض مشاعرك فهذا لا يعنى الوقوع فى فوبيا الرفض، لأنك بالقطع رفضت أنت الأخرى أحدهم سواء بشكل مباشر أم غير مباشر..

ونظراً لعدم وجود وثيقة تضم بنوداً ثابتة للتأمين على المشاعر وحمايتها من الرفض، فعلينا أن نتعلم كيفية صيانتها واعطاء الفرصة لأنفسنا لدراسة من يطرق على أبواب قلوبنا والتأكد من نواياه .. فإذا وجدناه يستحقها .. فهنا يجب اقتناص فرصتنا فى السعادة وإخراج مشاعرنا المجمدة من الديب فريزر لننعم بالحب والاستقرار مع الشخص الذى يستحقها..

 

طعنة العشاق

ما أن يأتى الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام حتى أسرع لغلق النوافذ والأبواب هرباً من غارة الذكريات التى تنطلق فى عيد العشاق لتسرد تفاصيل حكايتى مع الإنسان الوحيد الذى أحببته ذات يوم . فأسكنته عقلى وكيانى وكان رضاه كل ما أتمناه فى حياتى .. وبدلاً من تقديره لمشاعرى دأب على التلاعب بها .. ويوماً بعد يوم حلت اللعبة فى عينه حتى انتهت محطتى الأخيرة معه بالبعاد..

ولأننى سئمت الندم على اختيار خاطئ دمر نفسيتى وسرق أجمل سنوات عمرى فلا أجد سوى هذا العيد كى ألومه وأحمله مسئولية معاناتى .. هكذا تحول يوم الحب إلى ليلة كره بفعل طعنة الفراق والتى كثيراً ما حلمت بإيجاد «كوريكتور» يشطبها من تاريخ ذاكرتى كما تمحى الأخطاء الكتابية على الورق.. فهل من سبيل يخلصنى منها ليدق الحب على أبواب قلبى وأفرح مع العشاق بعيدهم من جديد؟!...

 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 773 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,823,963

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز