الهجر العاطفى نار تحرق القلب
حبيبى: صعبان علي جفاك
كتبت :سمر عيد
حبيبي.. أين أنت اشتقت إلي صوتك الحاني يهمس فى أذني. أخبرني أن أنوثتي مازالت علي قيد الحياة أعرف أنك مشغول لكن لاتنشغل عني. هل تتذكر كلماتك الجميلة وأنت تراقصني، كانت وقتها الدنيا بين يدي، لكن غيابك عني الآن أشعرني أن الأرض توقفت عن الدوران، وبدأ ضجيج الحياة يؤلمني.
إن هذه الكلمات نسجها انقطاع حبل الوصال العاطفي بين زوجة انصرف زوجها عنها وانشغل بنجاحاته وعمله ليتركها وحيدة تتألم من نار الاغتراب .. فإلي أي مدي يبقي الحب بين الأزواج، وهل يشعر الرجال بتأثير غياب التعبير عنه علي مستقبل أسرهم. هذا ماحاولنا معرفته خلال الموضوع التالي..
دخلت من عملها وهى مرهقة ومتعبة للغاية ليخاطبها زوجها بلهجة حادة قائلاً: أنت جالسة هنا وأنا أدور الكرة الأرضية وتركت لى الأولاد اليوم لكى أجلبهم من المدرسة ، هل طبخت يا هانم ؟! فقالت: لا طبعاً وأنا لسه داخله البيت قبلك بدقائق ، فقال لها : أنت زوجة فاشلة ، ابتلعت الإهانة وقالت فى نفسها: لو كان يحبنى لقدر ظروفى. تقول "جيهان محمد" مدرسة: فى نظرى الحب هو الشعور بالجميل والإحساس الحقيقى بالمرأة والمشاركة بين الزوج والزوجة فى كل شىء، فى العمل وفى تربية الأولاد ، وإلا لماذا لقبوا الزوج بشريك الحياة ، ولكن الواقع مختلف تماماً فالرجل أنانى فى حبه يريد كل شىء ولايريد أن يعطى أى شىء ، فهو يريد الزوجة أما رائعة وموظفة ناجحة وربة منزل متميزة، وفوق كل هذا امرأة تفوح معها رائحة الأنوثة ، أما هو فالمطلوب منه أن يعمل خارج المنزل فقط .
وتؤكد "شيماء محمد" ربـة منزل : الرجل يشعر أن المرأة خادمة له وليست زوجته، وتقول: فهو يريدها دائماً تلبى طلباته واحتياجاته دون أن ينظر إليها ماذا تريد هى، إننى أحلم أن أعيش لحظة حب مع زوجى مثل التى أشاهدها فى المسلسلات التركية أو الأفلام .
التعبير عن الحب
وترى "أم محمد": أن المرأة لاتشعر بحب الرجل إلا إذا عبر لها عن حبه ، وتضيف: كل النساء بدون استثناء يعشقن الهدايا، ولا أقول أن المرأة مخلوق مادى، ولكنها تعشق من يعبر لها عن حبه، ومهما كانت الهدية بسيطة إلا أنها تقول للزوجة أن زوجها لايزال يحبها وأنه يعترف بجميلها وبدورها فى حياته.
وتعتقد "س . ل" باحثة ماجستير: أن زوجها لايحبها قائلة: ببساطة زوجى لايساعدنى كى أحصل على الماجستي ، لو كان يحبنى لساعدنى على النجاح، فالرجل الذى يحب زوجته يريدها ناجحة ويساعدها على تحقيق طموحاتها .
عشق ورومانسية
وتعلق الكاتبة "فتحية العسال" على مفهوم الحب عند المرأة قائلة: الحب عند المرأة فيه أمومة وعشق ورومانسية ، لقد جعل الله المرأة هى مصدر الحب فى هذه الحياة ، ولكن مع الأسف تظلم المرأة بسبب الموروثات الشعبية التى تجعلها تحيا فى ظل الرجل ولا تطالب بأى حقوق لها ، والخجل أحياناً قد يمنع الرجل من التعبير عن حبه للمرأة والعكس صحيح ، وهناك مشكلة أخرى تواجه النساء فى مصر وخاصة نساء الريف ألا وهى مشكلة الختان التى تمنع المرأة من الاستمتاع بزوجها وبالتالى تضطرب العلاقة بينهما .
وتؤكد "العسال" وطغت متطلبات الحياة والشكوى من المعاناة لتصبح هى اللغة الدارجة بين الأزواج لتختفى تماماً لغة الحب والرومانسية والتفكير فى إرضاء الطرف الآخر.
العلاقة الحميمة
وتعلق "ل . م" ربة منزل - قائلة: الحب يبدأ بالكلمة الحلوة وينتهى بعلاقتنا الحميمية وأكثر ما أتمناه أن يراعى زوجى شعورى أثناء هذه اللحظات الحميمية، لأنه يبحث عما يشعره بالنشوة دون النظر لشريكه، ويعتبر زوجى التحدث فى هذا «عيب» لايجوز التحدث عنه على الرغم من أننا زوجان، إن المرأة إن لم تشعر بالحب والحنان أثناء العلاقة الحميمية فإنها تفقد إحساسها بهذه العلاقة .
الحب في التليفزيون
أما الكاتبة الكبيرة "كوثر هيكل" ترى أن تقليد رومانسية المسلسلات نوع من القصور فى التفكير وتقول: الدراما التليفزيونية المصرية قد أظهرت الحب بكل أنواعه وناقشته حسب الشخصية والثقافة والبيئة والنشأة، والدراما المصرية لم تقدم امرأة واحدة بل قدمت نساء متعددات، أما الدراما الأجنبية خاصة التركية فهى تقدم نوعاً من الخيال فلا يوجد رجل يمكن أن يكون رومانتيكياً إلى هذه الدرجة.
وأكثر ما يؤلم المرأة فى الحب هو التجاهل فعلى الرجل أن يعبر لها من حين لآخر عن حبه بتصرفاته وأفعاله بحنانه الشديد وسؤاله عنها، بأن يعطيها من وقته مهما كان مشغولاً .
جوع عاطفي
وتعلق الكاتبة الكبيرة "فوزية مهران" على هذا الموضوع قائلة: المرأة المصرية تنضج قبل الرجل لذا فهى تحتاج إلى الحب أكثر من الرجل ومع الأسف لقد اختفت الكلمة الطيبة من على ألسنة الأزواج، إن المرأة لاتريد إلا الكلمة الطيبة ولكن حتى هذه لاتجدها لذا نجد أن أغلبية النساء فى مصر لديهن جوع عاطفى فالمرأة المجهدة من عملها ومن أولادها ومن بيتها تتوق فى آخر اليوم إلى كلمة أحبك، أو حتى كلمة شكراً ياحبيبتى .
سيكولوجية المرأة
ويؤكد د."علاء كفافى" أخصائى الأمراض النفسية أن سيكولوجية المرأة تختلف عن سيكولوجية الرجل فى الحب، فالمرأة التى تحب رجلاً خاصة إذا كان زوجها تعتبره كل حياتها، الرجل الذى يحب امرأة يعتبرها جزءاً من حياته، وفى إطار الزواج يكون محور اهتمام المرأة هو الزوج وكيفية إرضائه، بينما يكون الزوج محور حياته هو عمله وتحقيق نجاحه فى هذا العمل، هذا الأمر يفسر لنا لماذا تشعر المرأة بالحرمان العاطفى باستمرار
صعبان علي جفاك
ساحة النقاش