بين مطالب النساء.. وأحلام العضوات..

قومى المرأة تحـــت الاختبار!

كتبت :مروة لطفي

منذ أيام صدر قرار بالتشكيل الجديد للمجلس القومي للمرأة.. ومعه تناثرت الأقاويل حول الدور الذي يمكن أن يلعبه في ظل الهجمة الشرسة التي تواجهها النساء، وأيضا بعد تصريحات الأخوات المسلمات الرافضات لتشكيله فهل ينجح المجلس في التصدي لقضايا المرأة وحقوقها؟!.. وما هي أبرز الأولويات التي يسعي الأعضاء الجدد لتبنيها وطرحها؟! والأهم.. ماذا تريد النساء من مجلسهن؟!

عن الدور الذى يجب أن يلعبه المجلس القومى للمرأة خلال تلك المرحلة الانتقالية الهامة فى تاريخ مصر التقينا بعدد من العضوات الجدد بالمجلس منهن االإعلامية والباحثة اللامعة د. درية شرف الدين التى قالت: «منذ أكثر من عام ومصر بلا مجلس قومى للمرأة رغم أن كافة بلدان العالم بها مجالس مخصصة للمرأة، لذا أرى أن وجوده أمر مهم وضرورى خاصة أن نساء مصر شاركن فى الثورة، وكان لهن دور بارز فى الكفاح من أجل إسقاط الاستبداد، ومن ثم كان من الأجدى أن يتواجدن فى كافة القطاعات الحيوية ليشاركن فى صنع القرار، لكن للأسف حرمت النساء من المشاركة الحقيقية سواء عن مجلس الشعب حيث قلت نسبة المشاركة النسائية عن 2% وهو ما لم ننتظره خاصة مع الحرص على الحفاظ على نسبة 50% من العمال والفلاحين دون الاهتمام بالحفاظ على كوته للنساء.. وأتوقع أن الوضع لن يختلف كثيراً فى مجلس الشوري.. كذلك اقتصرت المناصب العليا على عدد ضئيل جداً من النساء.. فلا تزال الحقائب الوزارية الهامة حكراً على الرجال فقط..

وازداد وضع المرأة سوءاً بانتشار بعض الأفكار الرجعية التى تعيدها إلى قرون مضت فضلاً عن ما تعانيه من مشاغبات فى الشارع المصرى لا تليق بالدين أو الأخلاق..

لذا أعتقد أن المجلس فى الفترة القادمة عليه التركيز لتصحيح جميع الأوضاع السابق ذكرها بالإضافة لضرورة الحفاظ على مكتسبات المرأة والتى حصلت عليها عبر تاريخ طويل من الكفاح من عهد قاسم أمين واستمرت حتى عام 2011؛ لهذا علينا أن نزيد من تلك المكتسبات ونبدأ من حيث انتهينا بدلاً من مناقشة بديهيات يراد بها إعادة نساء مصر إلى الوراء..

صحيح الدين

وتؤكد د. آمنة نصير -أستاذ الفلسفة الإسلامية- على ضرورة الاختلاف النفسى الذى صوب على إزالة المرأة لتقليص حقوقها فى كافة مناحى الحياة.. فهناك محاولة لاغتيال ما حققته النساء عبر السنوات السابقة بالصاق المكتسبات لزوجة المخلوع والهدف من ذلك أخذ كل النجاحات التى وصلت لها المرأة، لهذا سوف أطالب بعدل السماء كى تنال المرأة حقوقها التى منحها الله سبحانه وتعالي.. فإذا حصلت على هذه الحقوق ستعيش المرأة أعظم فترات حياتها كما تمتعت المرأة الصحابية بها فى العهد النبوى، والتي شاركت فى صنع صحيفة المدينة، الهجرة، الغزوات، التطبيب، العمل المجتمعي.. فكانت المرأة تعيش أحلى العصور فى فترة النبوة..

ويكفى أن التى حمت الدعوة هى السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها.

ولدينا نماذج عديدة لأدوار مشرفة لعبتها النساء فى العصور الأولى للدعوى، منها المرأة التى وصفها الشيخ الذهبى بأنها شيخة الأمة.. كذلك فى القرن السادس الهجرى وقال الإمام أبو فرج الجوزى عن واحدة من أمهات العلم فى العراق: «بموت شهدة بنت أحمد البغدادى نقص علم العراق والخط الجميل». هكذا كانت مكانة المرأة فى العصور الأولى من الدولة الإسلامية، ومع ذلك نسمع حالياً عن أفكار متطرفة تروج لثقافة السبايا وتحرم النساء من المشاركة السياسية..

وللأسف تخضع بعض النساء لهذه الأفكار ويرجع ذلك للأمية الدينية، لذا أتمنى أن ينجح المجلس فى تعليم المرأة فى محو أميتها الكتابية والدينية..

- وتتفق د. عزة هيكل على ضرورة الاهتمام بالتعليم ومحو أمية النساء . وتضيف أن ذلك يجب أن يتم من خلال وضع خطة زمنية تهدف لمحو أمية 70% من النساء فى فترة زمنية لا تزيد عن 5 سنوات.. فضلاً عن ضرورة مراجعة القوانين بما يتلائم مع الشرع ومراعاة البعد الاجتماعى والثقافى للمجتمع المصرى فى حالة إعادة صياغتها..

كذلك يجب تشكيل لجان فعالة للنهوض بالمرأة فى كافة المجالات..

شئون عائلية

أما النائبة مارجريت عازر- عضو مجلس الشعب والقومى للمرأة- فترى أن التركيز على المرأة المعيلة وقضايا الأحوال الشخصية خاصة الخلع لهما الأولوية فى اهتماماتها خلال مدة عضويتها للمجلس..

بينما تؤكد ابتسام أبو رحاب على ضرورة الاهتمام بالجانب الاقتصادى خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، وتحتاج تضافر الجهود من أجل سير عجلة الإنتاج.. ولأن المرأة تلعب دور رئيسى فى اقتصاد الأسرة فعلى المجلس توجيهها فى تلك الفترة للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل حتى ننهض باقتصاد بلدنا فى ظل هذه الفترة الحرجة..

قضايا فعلية

وإذا كانت الآراء السابقة تكشف عن أفكار بعض أعضاء المجلس القومى الجديد فماذا عن آراء النساء من خارج المجلس؟!.

- نقول د. حورية مجاهد -أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة ونائب رئيس الاتحاد النسائى الدولي-:

أتمنى أن يدرس المجلس الجديد قضايا المرأة الفعلية حتى يصبح لدينا تمثيل نسائى حقيقى فى المجالس المختلفة.. وإذا كانت كوتة النساء تم إلغاؤهه فيمكن استبدال ذلك بنظام التخصيص والذى يعتمد على تخصيص مقاعد نسائية للمرأة عن طريق القوائم الحزبية وهو أمر هام يحتاج لتنظيمه تشريعيا..

كذلك أطالب المجلس بالاهتمام بمشكلات المرأة المعيلة ومناقشة قوانين الأحوال الشخصية بما يضمن مصلحة الأطفال..

بالاضافة إلى ضرورة الاهتمام بتصحيح صورة المرأة على المستوى الدولى من خلال إعطاء النماذج النسائية المشرفة الفرصة لتمثيل مصر فى المحافل الدولية المختلفة وهى أولويات يجب أن يتبناها المجلس الجديد فى وجهة نظري.

بينما تطالب الكاتبة المتميزة/ وفية خيرى المجلس الجديد بالتصدى للهجمة الشرسة التى تتبناها بعض التيارات المتطرفة للهجوم على المرأة وسلب جميع الانجازات التى حققتها على مدار سنوات وذلك من خلال توقيع المفاهيم الدينية الصحيحة.

إزالة التميز

- ورغم أن الأستاذة سامية الزاهد -رئيسة لجنة المدارس بالهلال الأحمر- كانت تتمنى أن يضم التشكيل الجديد من المجلس عدد من الأعضاء الشباب وهو ما لم يحدث إلا أنها تطالب الأعضاء الجدد بالاهتمام بقضيتى التعليم والصحة.. لأن نهوض المرأة يعتمد على محو أميتها وتحسين صحتها لذا يجب أن يكون ذلك من أولويات المجلس.

- أما المحامية وفاء المصرى -مقرر لجنة المرأة للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان- فترى أن الطريقة التى يتم بها اختيار أعضاء المجلس أصبحت فى عداد النسيان بسقوط النظام السابق، لذا كانت تتمنى لو تم تشكيل المجلس من خلال المؤسسات الشعبية والرسمية والحزبية بالدولة وأن يكون هناك أهلية مستقلة.

أما دور أعضائه فينصب على إزالة كافة أشكال التميز ضد المرأة من خلال قوانين تجرم كل ما يتعارض مع نيل المرأة حقوق مساوية للرجل، سواء فى العمل أو غير من مجالات الحياة المختلفة حتى يكــون حقاً مجلس قومى للمرأة