اتحــاد نسائى

يتواجـد بـين المهمشـات!

كتبت :سمر الدسوقي

بعد مرور أكثر من مائة عام، على تأسيس أول اتحاد نسائى مصرى على يد الرائدة هدى شعراوى، واستكمالاً بل ودعماً لما بذلته المرأة المصرية من جهد وعرق ودم جنباً إلى جنب مع الرجل مع اندلاع ثورة الـ 25 من يناير، اجتمع عدد من الجمعيات الأهلية وبعض من الشخصيات العامة المعنية بشئون المرأة وقضاياها لتعلن عن إعادة تأسيس هذا الاتحاد مرة ثانية برئاسة رابطة المرأة العربية وعضوية 15 جمعية أهلية من مختلف محافظات مصر حتى الآن، ومع بدء هذا الاتحاد فى التحرك الفعلى أخيراً، كان لابد أن نقترب من المرأة المصرية لنعرف كيف تراه وماذا تأمل أن يقدمه لها؟

بل وكيف يعد معبراً عن طموحاتها؟

فى البداية تقول آسر ياسر - ناشطة سياسية - قبل أن نتحدث عما نأمله من هذا الاتحاد فى إطار دعمه ومساندته لكل نساء مصر فى كافة المجالات، فلابد وأن يكون هذا الاتحاد بكافة عضواته الممثلات فى كافة الجمعيات الأهلية المعنية بشئون المرأة، متواجداً معنا جنباً إلى جنب بالميدان، حتى نصل بثورتنا وبوطننا إلى ما نريده، ونحقق أهدافنا، وحتى يكون ممثلاً ومعبراً عنا بشكل حقيقى، وبحكم أن 60% من الشعب المصرى ممثل فى فئة الشباب، فهو لابد أن يعنى بوجود عناصر شبابية بين أعضائه، بل ويهتم بشكل دائم ومواكب لما عانته المرأة المصرية من تهميش فى أعقاب الثورة، بالرغم من مشاركتها بها فى كافة مراحلها وحتى الآن، وأن يصدر بيانات يناهض فيها هذا التهميش ويتم نشر هذه البيانات بوسائل الإعلام المصرية، حتى يشكل نوعاً من الضغط والتعبير الحقيقى عن قضايا المرأة، وبجانب هذا كله لابد أن يكون له دور فى دعم قضيتى تعليم الإناث ومواجهة الأمية بل وعلاج قضايا المهمشات، لأننا لو اهتممنا بتثقيف النساء وتعليمهن لنعكس هذا على تواجدهن ومشاركتهن السياسية.

توعية قانونية

وتضيف جمهورية عبد الرحيم - مديرة تنفيذية بإحدى الجمعيات الأهلية: سمعت بالفعل عن تشكيل هذا الاتحاد وإن كان قلة قليلة يعرفون به، بحكم عدم الإعلان عنه بشكل كافٍ، وما أتمناه منه حقاً خلال المرحلة المقبلة أن يكون له دور فى دعم النساء، خاصة على المستوى السياسى، سواء كن مرشحات أم ناخبات فى أى من الانتخابات، فالمرأة تعرضت لضغوط عديدة خلال الانتخابات الأخيرة، ولم تكن تجد حزباً أو جمعية تدعمها بشكل حقيقى، سواء معنوياً أو مادياً، وهو ما تسبب فى قلة تمثيل النساء فى المجالس المنتخبة، كما أن هذا الاتحاد لابد أن يكون له دور توعوى فى تعريف النساء بحقوقهن وواجباتهن، وما يكفله لهن القانون، فلابد وأن يقوم بطباعة وإعداد كافة قوانين الأحوال الشخصية، قوانين التأمينات الاجتماعية المعنية بالمرأة، وإتاحتها للنساء إما بصورة إلكترونية أو يدوية، حتى يكنّ على علم ودراية بما يحدث ويستطعن معرفة مالهن وما عليهن، فالمشكلة أن الكثير من النساء ليست لديهن الخلفية المعرفية التى تمكنهن من الدفاع عن حقوقهن، وبجانب هذا كله فنحن نأمل بأن نجده بيننا على أرض الواقع، ينزل للنساء المهمشات ويعبر عن قضاياهن، قبل أن يهتم بالصفوة.

أصل المشكلة

وفي نفس السياق تطالب مريم على سالم - استشارية وخبيرة تنمية -بأن يكون أكثر فاعلية، بل ويعبرعنا، وتضيف: أريد أن يصل لجذور أى مشكلة ويبدأ منها ويعالجها، فإذا كانت المرأة المصرية لم تمثل بشكل كاف، ومعبر عنها، فى البرلمان، فلابد أن يصل لجذور هذا والتى تعود إلى الموروثات والعادات والتقاليد وعدم دراية النساء أو وجود معلومات كافية لديهن، وبالتالى عليه أن يعالج هذا كله، ويصل للنساء فى القرى والنجوع ويتواصل معهن ويستمع لمشكلاتهن، فلابد وأن يبعد عن المناصب والكراسى البراقة ويهتم بهؤلاء النساء، وأن تشغله قضية تعليمهن وتثقيفهن بالدرجة الأولى، ولكى يحدث هذا فلابد أن ينضممن لعضويته - سواء من خلال الجمعيات الأهلية أم بعيداً عنها - كافة النساء من كافة الأعمار والفئات، حتى يعد معبراً عن المرأة المصرية{

 

وعضوات الاتحاد:

دأ العمل وهذه أهدافنا

وسط تعتيم إعلامى جعل الكثيرين لا يعرفون به ولايلمسون خطواته على أرض الواقع، تشكل الاتحاد النسائى المصرى للمرة الثانية، ومع بعض عضواته حاولنا أن نعرف هل كان للاتحاد دور على الساحة السياسية فى الفترة الماضية وسط هذا التهميش الحاد الذى طال المرأة المصرية على كافة المحاور فى أعقاب ثورة الـ 25 من يناير، أم أن هذا التهميش قد طاله هو أيضا، والأهم من هذا وذاك، هو ماذا يخطط هذا الاتحاد ليقدمه للمرأة فى المرحلة المقبلة؟ >>

تقول ليلى الألفى - جمعية هدى شعراوى- والسكرتيرة العامة للاتحاد النسائى: أن البداية كانت من محاولتنا إحياء فكرة الاتحاد النسائى الذى تشكل منذ أكثر من مائة عام على يد الرائدة هدى شعراوى، ولم يستمر لفترة طويلة، بعدها كان لمتابعتنا للتهميش الحاد الذى تعرضت له المرأة المصرية والمتمثل فى إبعادها عن التمثيل والمشاركة واتخاذ القرارات، فى أعقاب ثورة الـ 25من يناير، أثر فى اتجاهنا إلى تشكيل اتحاد نسائى يضم الجمعيات الأهلية وبعض الشخصيات العامة المعنية بشئون المرأة وكانت أولى خطواته، تركيزه خلال الانتخابات الماضية لمجلسى الشعب والشورى على تحريك النساء وتوعيتهن وحثهن على المشاركة فيها، حيث استهدف تحريك 5 ملايين سيدة للإدلاء بأصواتهن فى هذه الانتخابات، فنظم اجتماعات عامة بالمحافظات المختلفة لتوعية النساء، كما عمل على مراجعة برامج الأحزاب للتأكد من توجهاتها نحو قضايا المرأة، وعلى الساحة الفعلية كانت لها مشاركة ايجابية فى مظاهرة كبيرة بميدان التحرير فى أعقاب الاعتداء على إحدى الفتيات الثائرات والمشاركة فى المظاهرات مؤخراً.

بيان شجب ورفض

وتضيف -ماجدة الخواجة- جمعية منتدي المرأة العربية بالغربية نائبة رئيس الاتحاد النسائى استكمالاً لما كان له من أدوار، قمنا بإصدار بيان عما تعرضت له بعض الفتيات من اعتداءات فى ميدان التحرير، وتولت د. هدى بدران تقديمه للجهات المختصة ونحن فى انتظار النظر فيه، كما شكلنا لجنة لمقابلة رئيس الحكومة الانتقالية لبحث دور ومشاركة المرأة فى كافة مناحى الحياة فى المرحلة الراهنة، والعمل على عدم تهميشها، ومع تشكيلنا للجنة استشارية للاتحاد من عدد من الشخصيات العامة المعنية بقضايا المرأة شددنا على دورنا فى المرحلة المقبلة كمتحدثين بل ومراقبين وداعمين لحقوق المرأة المصرية، كما أكدنا على قيامنا بإصدار تقرير كل ثلاثة أشهر حول الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة المصرية; هذا بجانب تقرير سنوى يصدر نهاية كل عام.

وتتطرق ليلى البنان -جمعية أمان- أمينة الصندوق بالاتحاد النسائى إلى ناحية أخرى من اهتمامات الاتحاد قائلة: حتى نستطيع أن ندعم المرأة فى المرحلة الراهنة ونساند وجودها على الساحة، تشغلنا قضية التعامل مع جذور مشكلات المرأة الحالية، وأقصد بها قضيتى الأمية والفقر، هذا بجانب النزول للنساء فى القرى والنجوع والتعرف على مشكلاتهن وتوعيتهن، ولدينا متخصصات فى اللجنة الاستشارية بدأن منذ الآن العمل على إعداد دراسات وأوراق عمل نحدد من خلالها وضع المرأة علي الأرض.

وأخيراً وليس آخراً تشير عواطف والى عضوة اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائى ورئيسة جمعية أصدقاء الشعب: إلى أنه بجانب دور الاتحاد فى دعم وتوعية النساء خلال المرحلة الماضية، نعمل فى المرحلة المقبلة على المشاركة فى تناول وعلاج كافة مشكلاتنا القومية كالأمية وانخفاض الوعى الصحى

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 622 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,573

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز