تحرش التلامذة.. اختلاط أم أزمة أخلاق؟!
كتبت :سمر عيد
الاختلاط فى المدارس، دار حوله جدل واسع حيث يراه البعض آفة ينبغي مقاومتها ،ويعتبره البعض الآخر ظاهرة صحية وعاملاً من عوامل التنشئة السوية للجنسين.
لكن أين هي الحقيقة؟ وكيف نحكم علي المسألة حكماً صحيحاً؟ فالدراسات تؤكد أن البنات أكثر تفوقاً فى المدرارس غير المختلطة وأن العنف بين الأولاد أقل في ظل الاختلاط، ما هي الضوابط والمعايير التي يجب أن تتوافر في اختلاط الطلاب في سن المراهقة.. هذا ما حاولنا معرفته خلال السطور التالية >>
البداية تحكي إحدى الأمهات موقف تقبيل ابنتها من جانب زميل لها: دخلت عليّ ابنتى من المدرسة وهى سعيدة فسألتها كيف كان حال يومك الدراسى؟ فقالت الحمد لله ياماما، ولكن «محمود» زميلى فى الفصل قد قّبلنى وضربته المعلمة، فقلت لها: وكيف سمحت له بذلك ألم أعلمك ألا تسمحى لأى ولد أن يقبّلك أو يلمسك؟ فقالت: «والله ياماما عمل كده على غفلة وإحنا قاعدين فى الفصل» .
عزة محمود - مدرسة فى إحدى المدارس المختلطة الابتدائية تقول : أكثر ظاهرة تقلق البنات فى المدارس المختلطة هى ظاهرة العنف، فالولد يمزح مع زميلته الفتاة مثلما يمزح مع زميله الولد، وهذا يعرض البنات للعنف فى أحيان كثيرة، وأنا أرى أن الفصل بين الأولاد والبنات فى المدارس أفضل.
وتضيف ناهد عبد الفتاح - موظفة : الفصل بين الأولاد والبنات أفضل لأن المجتمع كله أصبح يحرض على الفساد، وإذا سمحنا بالاختلاط فى المدارس الابتدائية فلا ينبغى أن نسمح به فى المدارس الإعدادية والثانوية، لأن الأولاد والبنات يكونون فى مرحلة مراهقة، وهذه السن الخطرة ينبغى أن نبعد فيها الأولاد عن البنات حتى لا يفكروا فى الانحراف.
أزمة أخلاق
ويقول سمير الشربينى - مدير بإدارة وسط القاهرة التعليمية - أولاً نحن نشكر «حواء» على طرحها لهذا الموضوع فهو شائك جداً، وهناك أولياء أمور كثيرون يعانون من الاختلاط فى المدارس وفى الحقيقة الأزمة ليست أزمة الاختلاط ولكن الأزمة الحقيقية هى أزمة أخلاق أولاً، فلقد ضاعت الأخلاق وسط أغانى الفيديو كليب والأفلام الإباحية التى باتت يشاهدها الأطفال، والطفل عادة يسعى إلى التقليد ومع الأسف نحن لا نقلد إلا السلبيات، إننا نطالب بفصل الأولاد عن البنات فى جميع المراحل التعليمية وحتى فى الجامعات، حتى نحد من ظواهر كثيرة اخترقت المجتمع المصرى مثل الزواج العرفى وزواج المسيار والعلاقات المحرمة التى تنشأ بين الشباب والفتيات فى المدارس الثانوية وفى الجامعة.
الاختلاط أفضل
فاطمة قبيسى أحمد - ربة منزل - تخالف الرأى السابق وتقول : الاختلاط بين الأولاد والبنات فى المدارس أفضل بكثير لأننا لو فصلناهم فى التعليم لن نستطيع أن نفصلهم على الإنترنت والفيس بوك وسوف يصلون إلى بعضهم البعض عن طريق الموبايل و SMS.
وتضيف، ولكن المهم فعلاً هو التربية فلو ربينا الأولاد والبنات على الاحترام والأخلاق فلا خوف ولا ضرر مطلقاً .
وعلينا أن نربى الفتاة كيف تحافظ على نفسها وكرامتها، ونربى الفتى على الأخلاق والذوق وكيفية معاملة الفتيات.
معايير وضوابط
نفس الرأى يؤكده الدكتور إبراهيم عز الدين- أستاذ الخدمة الاجتماعية - : الاختلاط مهم بين الأولاد والبنات كى يجعلهم أكثر جرأة يستطيعون التفاعل مع المجتمع.
لكن لابد من وضع ضوابط ومعايير أخلاقية داخل كل مدرسة فعلى المشرف الاجتماعى فى كل مدرسة أن يلاحظ علاقة الطلاب بالطالبات، وأن يمنع أى وضع مخل بالآداب، والمشكلة أن بعض المدارس الخاصة الكبيرة لا تركز على المعايير الأخلاقية مع الأسف، وتحاكى مدارس الغرب التى تعلم الأطفال فقط المواد الدراسية ولكن لاتهتم بالأخلاقيات .
مدارس البنات
وتعلق الدكتورة رحاب أحمد - مدرسة علوم تربوية فى كلية التربية النوعية - على هذا الموضوع قائلة: كثيرون يناهضون الاختلاط ويرجعون بعض زازنحرافات الفتيات لاختلاطهم بالأولاد ، مثل التدخين والعنف اللفظى مثلا .. لكن فى مدارس البنات تكثر الانحرافات أيضاً لأن البنات يتحدثن أمام بعضهن بشكل مفتوح أكثر عما إذا كان هناك أولاد معهن ويعلمن بعضهن كل شيء، وأنا أرى أن الاختلاط أفضل لأن علاقة الولد والبنت تكون محكومة وتحت أعين المدرسة بدلاً من أن تكون فى الخارج ولا رقابة عليها، ولابد فى هذا الزمن أن تصادق الأم ابنتها وأن يصادق الأب ابنه حتى يستطيع أن يعلمه، لأن العالم قد أصبح مفتوحاً وأصبح من السهل أن يعرف الولـد أو البنـت كـل شـىء عن الجنس الآخر، أما الفصل بينهما فسيؤدى إلى الكبت الذى قد يقود إلى الانفجار
ساحة النقاش