المرأة والرجل معاً قوة من أجل مصر
كتبت :ايمان حمزة
إن حرية الوطن تبدأ بتحرير الفكر.. فكر مواطنيه المستنير لمواجهة التخلف والجهل التى تضيع على الشعوب ثرواتها وحقوقها.. فحرية الوطن تبدأ بتحرير عقول أبنائه من كل المغالطات التى ألصقت على صحيح الدين خلال عصور الظلام.. والدين منها براء.. أن تعطى الحقوق لأصحابها كما بيّنها المولى تعالى واضحة فى كتبه السماوية وآخرها القرآن الكريم وأقرها فى آياته الصريحة.. وهى خير وأبلغ رد وسند لمن يستخدمون الدين ذريعة لحرمان المرأة من حقوقها كإنسان وكمواطن له نفس الحقوق والواجبات.. وهو ما أقره الدستور والشرع والدين فالكل اتفق على حق كل إنسان فى حقوق متساوية وكذلك الواجبات كمواطن داخل بلده.. فتحرير المرأة من الأفكار البالية .. التى لا يجب أن نظل نجاهد فى سبيلها كل هذه العصور وعندما نصل إلى انفراجة تقدم إذا بها تأخذنا من جديد لتشدنا ومجتمعنا إلى الخلف وكأننا نجاهد فى دوامات متصلة لا تريد لنا خيرا . فغاية آمالنا جميعا كمصريين وكمجتمعات نتمناها واقعاً يعود علينا كأسر وأفراد أن ننعم بالأمان والرفاهية فى زمن سرق منا الأمان وزادت فيه أحوالنا المادية سوءا وفقرا وخاصة على متوسطى ومحدودى الدخل فما بالكم بالفقراء.. ولأنه لا أمان بدون أسباب قوة فى وجه كل من يسرق منا أماننا وأمننا.. ولا رضاء إلا بالعمل الدؤوب والتنمية باستغلال كل الطاقات والثروات البشرية لاستغلال كل مواردنا الطبيعية التى حبانا الله وأكرمنا بها .. فبلادنا غنية ولكن تريد فقط العقول المفكرة والمبدعة بالآراء والاكتشافات الخلاقة مع الإدارة الواعية لمصالح البلاد وبالتعليم المتطور، فالتعليم السليم هو الاستثمار الحقيقى للإنسان وهو السبيل لنهضة مجتمعاتنا لمسايرة تطور العصر . فالتعليم هو بناء الإنسان وبشر أفضل فى مواجهة التحديات من بشر أكثر قدرة على التفكير والعمل والإنتاج .. والتطوير والإبداع .. واستغلال البحث العلمى وعقول وأفكار علمائنا وعالماتنا الذين برعوا على مر التاريخ والعصور.. بما أذهل العالم حتى الآن بصنع حضارة مصر قديما وحديثا.. وبما حققه علماؤنا المصريين على مستوى العالم أمثال الدكاترة مصطفى مشرفة ود.المشد، د. أحمد زويل، سميرة موسى عالمة الذرة، لطفية النادى عالمة الليزر فاروق الباز فى علوم الفضاء ورشيقة الريدى وغيرهم الكثيرين.
فلا أمان ولا سلام ولا رضاء بدون تعليم وعمل وتنمية .. وهنا تأتى أهمية أن تتحد كل الجهود والطاقات بين النساء والرجال فلا تنمية بدون أمان وسلام ولن يتحقق ذلك بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون عدالة اجتماعية لكل المصريين بمن فيهم المرأة التى تشكل نصف المجتمع كقوة منتجة وعاملة فى المجالات وهى المسئولة عن كل المجتمع لأنها هى التى تنجب وتربى النصف الثانى من الرجال وتعلمهم حقوقهم وواجباتهم وتنمى بداخهم الضمير والوازع الدينى فإن لم نقتنع بأن المرأة المصرية دورها الأساسى والفعال فى كل جوانب الحياة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والذى يسلب منها فسنجد التمثيل الضعيف جدا الذى لا يتناسب مع مكانتها الكبيرة فى المجتمع ولا يتناسب بأنها أول سيدة عربية اقتحمت مقاعد البرلمان على مستوى الوطن العربى وفتحت الأبواب لكل نساء العرب اللاتى أخذن مكانتهن اللائقة فى كل البرلمانات العربية .. فى الوقت الذى نتراجع نحن من جديد لنسبة لاتزيد عن 5،1% فى وضع يسىء للعدالة الاجتماعية ولرؤية متكاملة من كل أطياف المجتمع فالمرأة تمثل أيضاً بداخلها الشباب وكل الأديان من مسلم ومسيحى نسيج الوطن .. وكل الأحزاب التى تخلت عنها بشكل لا يليق بها .. المرأة تمثل كل طبقات الشعب واحتياجاته فكيف نحرم المجتمع من رؤية شاملة كاملة لعنصرى المجتمع فى اتخاذ قراراته التى تحل مشاكله وقضاياه.. وتكمل مراقبة آداء الحكومة.. فالله خلق آدم وخلق منه حواء ليؤكد على أنهما يكملان النفس البشرية حتى تقوم عليهما الحياة وإعمارها بالشكل الصحيح ولذلك كان الأمر الإلهى بأن يهبطا معاً إلى الأرض ويعمروها معاً.. ولذلك فإن التنمية التى ستحل مشاكلنا بشكل حقيقى لن تقوم إلا على المساواة بمشاركة جهود المرأة والرجل معا.. بكل طاقاتهما التى تحقق مزيد من الإنتاج واستغلال الموارد والتصدى للتحديات والسلبيات، ومن خلال المشاركة معا فى صنع القرار والتصدى لكل ما يعوقنا من خلال التشريعات ووضع السياسات لصالح مجتمعنا بمواطنيه لحل مشاكل الفقر والبطالة وغلاء الأسعار.. لتطوير التعليم.. لتنمية الاستثمار .. لتوفير الخدمات والرعاية الصحية لكل مواطن لمواجهة الأزمة المالية وتأثيرها على المصريين لمحاربة الأمية وربطها بفرص العمل بالمشاريع المتناهية الصغر التى تحقق حياة كريمة لكل الأسر الأكثر احتياجا، ولتقضى أيضا على مشكلة التسرب من التعليم والمشكلة الخطيرة أطفال الشوارع وما تصدره لهم ولنا من عنف وجريمة، فلنسرع لإنقاذ هؤلاء المصريين المعذبين الناقمين على مجتمع لم يرحمهم ويمد لهم يد عون حقيقية .. لنسرع إلى العشوائيات ونحقق كل السبل لتوفير حياة كريمة وإنسانية لهم .. أمور كثيرة تحتاج لعقول كل المصريين وسواعدهم وطاقاتهم .. لنخرج من هذه الأزمة الحقيقية التى أصبح بها الوطن .. وطن هو مصرنا التى وقفت شامخة تحل ليس فقط أزماتها ومشاكلها بل مشاكل من حولنا الأشقاء العرب على مر التاريخ فلنتكاتف جميعاً كمصريين داخل بلادنا وخارجها، مصر غنية بأموالها ومواردها، فقط لنحسن إدارة هذه الأموال وهذه الموارد ومالدينا من طاقات متجددة من شمس ورياح وقبلها عقول حبانا بها الله ولنتمسك بصحيح ديننا ووسطيتنا وسماحتنا ووطنيتنا التى ظهرت بكل قيمنا فى روح ثورة مصر 25 يناير 2011 التى جسدت كل قيم المصريين من بذل وعطاء وتضحية وأمن وأمان حقيقة واقعة وليست خيال .. حقيقة انحنى لها العالم وأعلن أنها أعظم ثورات العصر الحديث لأمة علمت العالم معنى الحضارة قديماً وأعادته من جديد حديثا ولكن للأسف حاول كل أعداء الداخل والخارج الانقضاض على هذه القوة التى أظهرها معدن المصريين. وما علينا الآن إلا أن نقف من جديد قوة واحدة ونستعين بالله لإنقاذ بلادنا
ساحة النقاش