مع فضيلة الإمام الطيب د. أحمد الطيب
كتبت :فاتن الهواري
«صندوق العزة والكرامة»، دعوة جميلة كلها عزة وكبرياء يدعمها شيخ الأزهر السمح الطيب فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، الرجل الصعيدى صاحب المبادئ والقيم، من أجل عزة مصر وكرامتها، هذه الدعوة التى يسعى الأزهر لدعمها لإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد الوطنى ليست موجهة ضد المعونة الأمريكية، ولكن الهدف من ورائها دعم اقتصاد مصر بأيدى أبنائها وأكد الأزهر هذا فى بيان له بأن المعونة الامريكية ترتبط بأهداف عسكرية ودولية بعيدة عن الأهداف الاقتصادية الوطنية، من صحة وتعليم وصناعة وزراعة وغيرها، والتى يدعو الأزهر لدعمها من خلال إنشاء الصندوق.
هذه ليست أول مبادرة يدعمها الأزهر وشيخه الجليل، ولكن منذ ثورة يناير والأزهر عادت إليه حيويته الشديدة التى كانت موجودة منذ ألف سنة وأصبح ملاذاً للفرقاء من المصريين ، منذ أن بادر الأزهر بوثيقة كانت الأرضية التى يلتقى عليها الفرقاء على اختلاف أشكالهم.
صندوق العزة والكرامة، يتفق مع البند السادس من وثيقة الأزهر الشريف التى تحرص تماما على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية.
الأجمل فى المبادرة التى أطلقها الشيخ محمد حسان ودعمت من نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية أن فضيلة الإمام الشيخ د. أحمد الطيب هو الذى يرأس مجلس أمناء الصندوق، وبالتالى نضمن أن أموال الصندوق فى يد أمينة عفيفة ، ففضيلة الإمام زاهد فى الدنيا وفى المال وفى المناصب، وهذا حقيقى، فطوال عمره لا يطلب المناصب ويهرب منها ولكنها تطارده، إمام المسلمين فضيلة الإمام الذى يأخذ من أسمه الكثير من الطيبة والسماحة والقناعة والرضا ، فمن رحم صعيد مصر مولده من محافظة القرنه البر الغربى وينتمى إلى عائلة صعيدية صوفية عريقة، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، حفظ القرآن وعمره عشر سنوات وستة شهور والتحق بالمعهد الدينى فى مدينة إسنا والمرحلة الثانوية كانت فى قنا، تخرج فى كلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة وكان الأول على دفعته، عين معيدا بالكلية وتدرج فى سلك أعضاء هيئة التدريس وسافر لفرنسا للحصول على الدكتوراه من جامعة السربون وحصـل على الدكتوراه عن الفيلسوف أبى البركات البغدادى الذى نشــأ يهوديا وأسلم فى آخر عمره.
فضيلة الإمام الذى جاء الأزهر فى وقت تحتاجه مصر ويحتاجه الأزهر يبهرك ببساطته وتشعر معه بالطمأنينة والسماحة، علمه غزير وتفكيره متحضر وداخله سماحة لا حدود لها، جمع بين الثقافة الإسلامية العربية والثقافة الغربية .. أعاد لنا فضيلة الإمام دور الأزهر الوطنى الذى كان دائما وقت الأزمات.
مبادرات كريمة أطلقها الأزهر وشيخه الكريم د. أحمد الطيب من أجل مصر ولصالح مصر، وتدفع بالأمة فى طريق الانطلاق نحو التقدم الحضارى بما يحقق عملية التحول الديمقراطى ويضمن العدالة الاجتماعية، ويكفل لمصر دخول عصر إنتاج المعرفة والعلم وتوفير الرخاء والسلم.
وثيقة الأزهر للحريات الأساسية، التى تتضمن حرية العقيدة والرأى والتعبير والبحث العلمى والفن والإبداع الأدبى ستكون أساسا يتضمنه الدستور الجديد الذى يتم إعداده وتعبر عن رؤية المؤسسة الدينية بالتعاون مع المثقفين والمفكرين لتلك الحريات.
بالإضافة إلى مشروع استقلال الأزهر وهيكلة مؤسسته.
والآن يتبنى الأزهر أحسن مبادرة تعيد لمصر وأبنائها كرامتهم وعزتهم وهى إنشاء «صندوق العزة والكرامة» .. لبناء الاقتصاد المصرى بأيد مصرية وأموال مصرية، وعزة وكرامة مصر لا تنحنى ولا تركع إلا لله «صندوق الكرامة والعزة، ومساهمتنا فيه، مسلمين ومسيحيين كباراً وصغاراً، خير دليل على حبنا لمصر وانتمائنا لهذا البلد العظيم الذى ذكر فى القرآن الكريم، فمصر عظيمة وستظل عظيمة «مش حلم عدى وتاه، مهما نامت حزينة دائما فى حفظ الله .. يارب بارك فيها وفوق فى السماء وعليها ومن حزنها داويها ولكل جرح دواه»
ساحة النقاش