خـان الخليلىي من الضريح إلى السوق

كتبت :ايمان العمري

 سبحان مغير الأحوال، هذه المقولة تنطبق بشكل كامل على منطقة خان الخليلى بالحسين، فهذه السوق التاريخىة الذى يقصده السائحون من مختلف بلدان العالم لشراء سلع المميزة ذات الطابع اليدوى أو التراثى .. هذه المنطقة مرت بمراحل عبر تاريخها سارت فيه من النقيض إلى النقيض.

 فهذه السوق العامرة بالحياة عند بناء القاهرة اختاره الفاطميون ليكون ضريحاً لرفات أجدادهم الذى سينقلونه من المغرب، حيث نشأت دولتهم إلى القاهرة التى أصبحت مركزاً للخلافة وسمى وقتها بتربة الزعفران..

 وتمر الأيام وتضعف الدولة الفاطمية وتسقط ويخرب المكان ليأتى فى القرن الـ 14 أحد أمراء المماليك چركس الخليلى، ويعيد تعمير المنطقة ويبنى بها «خان» أى فندق للمسافرين من التجار وغيرهم يبيتون فيه كما أنشأ به العديد من الحوانيت.

 وتستمر الرحلة بخان الخليلى ليتحول إلى سوق ثم يصبح واحداً من أشهر الأسواق السياحية فى القاهرة الحديثة .. وهكذا الحياة فدوام الحال من المحال..

 كلنا بالطبع نعرف حكاية سندريلا، تلك الفتاة اليتيمة التى لاقت كل أشكال الظلم والإجحاف من زوجة والدها وابنتيها، حتي تظهر لها النية الطيبة وتحقق أمنيتها بالذهاب لحفل الأمير..

 وهذه القصة قديمة جداً، ويرجع بعض المؤرخين أصلها إلى العصور الفرعونية، فقد ظهرت قصة مشابهة لها دارت أحداثها في عهد الملك أحمس الثانى الذى دعا لحفل كبير يحضره كل الرعية لكن الفتاة الفقيرة «روهديوس» تخلفت؛ حيث كانت تقوم ببعض الأعمال مع الخدم .. هنا جاء نسر كبير وسرق حذاءها ووضعه أمام الملك الذى أمر كل الناس بقياسه، لكنه لم يلائم إلا «روهديوس» الذى وقع الملك فى غرامها وتزوجها.

 وهكذا انتقلت الحكاية عبر الزمان، والمكان لترسم للجميع بالكلمات صوراً مختلفة عن تحقيق العدالة، ونصرة المظلوم الذي مهما استبد الظلم به فشمس العدل ستشرق بلا محال..