صورة مرفوضة

كتبت :مروة لطفي


 أنا سيدة فى منتصف العقد الثالث من العمر.. وقد بدأت مشكلتى منذ الطفولة .. فقد تفتحت عيناى على الدنيا لأرى المشاجرات التى لا تكف بين والداى بسبب إدمان والدى للخمور وما ينجم عنها من غياب وعى يؤدى لتطاوله على والدتى بالقول واليد أحياناً .. ما أن يعود إلى وعيه حتى يسرع بإرضائها لتصالحه مرة بعدما تغضب منه مرات .. هكذا استمر الوضع بينهما حتى وصلت الأمور للطلاق .. فكان تنتازلها عن حضانتى ثمناً لتنفيذ طلبها .. وبهذا حرمت من أمى وأنا فى الصف الرابع الابتدائى لأفاجأ بعد عام بزواجها وإنجابها طفل بينما ظل والدى دون زواج حتى تخرجت فى الجامعة .. ولا أنكر طيبته وحنانه فى فترات الإفاقة من الخمر لذلك كنت على يقين أن عدم علاجه يعود لوالدتى التى أبت الوقوف بجانبه .. ومن ثم بحثت عن زوج يشبهه فى تضحيته وحنانه .. وأخيراً .. وجدته .. والغريبة أنه الآخر يدمن الخمر .. لكنى لم أقف على تلك الجزئية لثقتى بإمكانية علاجه إذا قبلت الوقوف بجانبه .. وبالفعل .. تزوجته وأنجبت منه الولد والبنت لكننى لم أستطع اخراجه من آفة الادمان فضلاً عن معاناتى من الضرب والإهانة لأتجرع مرارة المعاناة التى ذاقتها والدتى من قبل كلما ذهب الخمر بعقله .. ولأننى أخشى تكرار صورة أمى فأتردد كثيراً فى طلب الطلاق ماذا أفعل؟!

 أ. م «امبابة»

 > فى حياة كل منا صورة يرفضها ويحاول بشتى الوسائل تغييرها .. وهذه الصورة كانت لوالدك فقد حاولت مراراً وتكراراً إنكارها خاصة مع تعلقك به وخروج والدتك من حياته وحياتك مما أدى لتحاملك عليها .. واضعة على كاهلها مسئولية إدمانه .. ولكى تثبتى لنفسك نظريتك الوهمية التى تعذبت بها كثيراً .. قررت اختيار زوج مماثل له متناسية أن الزوج الناجح يحتاج لبيئة صالحة حتى يجنى ثماره .. ولأنك اخترت من البداية بيئة مفروشة بالخمور فكان من الطبيعى أن تقضى تلك البيئة غير الصالحة على سعادتك الزوجية .. لتكتشفى بعد فوات الآوان كم الظلم الذى عانته والدتك .. بعدها .. قررت إدخال نفسك فى دائرة جديدة من الأخطاء تحت مسمى «الندم» لذا عليك بالاعتراف أولاً بظلمك لوالدتك على مدار سنوات والذى توجتيه باختيار خاطىء .. فتلك هى العقدة النفسية التى دمرت حياتك .. فإذا نجحت فى التخلص منها بالإرادة ومواجهة الذات استعدت توازنك النفسى..

 وهنا فقط تسطعين اتخاذ قرار الاستمرارية فى تلك الزيجة أو الخلاص منها وفقاً لمصلحتك أنت وأبنائك..

 وأخيراً .. ليس عيباً أن نفشل مرة أو أكثر لكن العيب أن نستسلم للفشل .. فطالما استمرت الحياة ولدت تجارب جديدة أكثر نجاحاً..

 وننتظر تعليقات القراء على هذه المشكلة عبر موقع المجلة الإلكترونى التالى:

 مشاعر استثنائية

 إنها طبيعة الكون..

 غروب يليه شروق

 ليل يعقبه نهار

 فلم لا تأتى بعد البعاد؟!

 فذات يوم سألتك عن سر اختيارى

 فصحت بأعلى صوتك منادياً الأرض والسماء وما بينهما لتشهد كل الحقائق الكونية على حبنا مؤكداً أنه المسار الوحيد الصحيح فى حياتك لذلك تعتبر ارتباطنا نتيجة طبيعية غير قابلة للتفكير أو النقاش ..

 فكيف لك أن تجرؤ وتغادر لتخلف وعودك أمام كل هؤلاء؟!..

 وإذا كان هذا هو قرارك فلماذا لم تأخذ كل اشراقة صباح تذكرنى بقدومك؟!

 كل ذلك لتثبت لنفسك أنك حالة استثنائية فى حياتى؟!..

 لو كان هذا يرضيك .. فأنت بالفعل مختلف تماماً عن عالمى الذى ألغيته حين حسمت أمرى وربطه بمصيرك .. فإما أن تعود وترد عالمى .. أو .. تفارق وتأخذ معك جميع المظاهرالكونية التى شاركتنى فى الاستماع إلى كلامك .. ولك حرية الاختيار..

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 802 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,820,217

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز