من الكتاب والسنة الصحيحة


هذا هو الرئيس المرتقب

كتبت :أمل مبروك

 مازلنا مع شريعتنا الإسلامية نحاول استجلاء ومعرفة الشروط الواجب توافرها فيمن سيتولى مسئولية رئاسة الجمهورية ، ونرجو بذلك أن نساعد قارئة " حواء " فى اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب الرفيع قبل الانتخابات المرتقبة ، وكنا فى العدد السابق قد تحدثنا عن شرطى العدالة والأمانة ونستكمل معا باقى الشروط >>

 يقول فضيلة د. محمد الراوى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - إنه يجب على رئيس الجمهورية القادم أن يدقق فى اختيار وزرائه وبطانته وعُمَّاله ومُوظَّفيه ، فيَحرِصَ على اختيارِ الأكفَاء ذَوى القوَّة والأمانةِ الذين يُمتازُون بكفَاءتهم وعدالَتِهم وأمانتهم، دون نظَرٍ لمحسوبيّةٍ مقيتة، ولا اعتبارٍ لمصالح شخصيّةٍ أو عِرقيَّة، أو شهادات ورقية .. لقوله تعالى : " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ "

 وعلى كلِّ من تولَّى أيَّ ولايةٍ للمسلِمين أن ينصَحَ لهم ويُخلِصَ فى خدمتهم، وأن يصدُقَ فى رعايةِ حاجاتهم.. .قال النبى صلى الله عليه وسلم "ما مِن عَبدٍ يسترعيهِ الله رعِيةً يموت يومَ يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنَّةَ" وفى روايةٍ أخرى : " فلَم يُحِطْها بنُصحِه لم يجِدْ رائحةَ الجنة.. متفق عليه .

 العلم

 اشترط العلماء فى الحاكم أن يكون مجتهداً فى دين الله تعالى ، والمجتهد هو أعلم الناس أو من أعلمهم , فالناس مراتب : جاهل ومقلد ومتبع ومجتهد .. أى يشترط فى الحاكم أن يكون قادراً على الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية، وأن يكون عليماً بأحوال عصره وبيئته وأمته.

 قال تعالى " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " . ، ومن العلم والعقل حصافة الرأى فى القضايا السياسية والحربية والاقتصادية والإدارية ، فيستطيع اتخاذ القرارات الحكيمة فى مختلف الأحوال التى تعترضه.

 القوة والشجاعة


 ويستكمل فضيلة د. محمد الشحات الجندى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - إنه يجب أن يكون الحاكم قوياً قادراً على القيام بأعباء الحكم، لأن العاجز لا يقدر على القيام بشئون الرعية.. عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله! ألا تستعملنى؟ قال: فضرب بيده على منكبى. ثم قال : " يا أبا ذر! إنك ضعيف. وإنها أمانة. وإنها يوم القيامة، خزى وندامة. إلا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها ".

 كما يجب أن يكون الحاكم متصفاً بالشجاعة لا تهزّه الكوارث ليتاح له حماية الرعية وإنصاف المظلوم من الظالم, إذ لو كان جباناً لما استطاع أن يقوم بأعباء الحكم من حماية وقصاص وجهاد .

 ولا يشترط فى الحاكم الغنى أو الرشوة أو الواسطة أو كونه من أبناء الأمراء أو فوق سن الأربعين .. قال النبى صلى الله عليه وسلم " أما بعد فما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست فى كتاب الله ما كان من شرط ليس فى كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق"

 ولنتذكر قول الله تعالى " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفلا تُبْصِرُونَ . أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ . فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ . فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ . فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ . فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ " فالمؤهل عند فرعون هو الملك والفصاحة وأسورة من ذهب أو مجيء الملائكة , وليس المؤهل عنده فى علم أو تقوى أو قوة أو أمانة .

 ولنتذكر أيضا قول النبى صلى الله عليه وسلم: " سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة "

 إن الشروط التى ما أنزل الله بها من سلطان يجب أن نحاربها ونمحوها .

 " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " .

 الخلاص:


 إن الغاية من إقامة الدولة المدنية هو أولا إقامة العدل بين الناس، والقضاء على كل مظاهر الظلم أيا كان مصدره ونوعه: قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"

 وثانيا إقامة معالم الحق والخير والفضيلة ، وإيجاد النظام المالى الكفيل برعاية الناس وسد حاجاتهم، ونشرالخير والبر.. قال الله تعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِى الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ"

المصدر: مجلة حواء -أمل مبروك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 593 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,684

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز