غـرامــة مـاليـة لمـن يبصـق فـى الـشـــــارع
كتبت :فاتن الهواري
عقبال عندنا الهند فرضت غرامة مالية 4 دولارات على من يبصق فى الشارع وبلغت قيمة الغرامات 437 ألف دولار خلال ستة أشهر فقط ..
الهند فرضت الغرامة خوفا من انتشار مرض الدرن ومن الجدير بالذكر أن مرض الدرن ممكن أن ينتشر عن طريق البصق على الأرض إذا كان المريض حاملا للميكروب وتم استنشاق التراب أو الغبار المحمل بهذا الميكروب كما ذكر لى وزير الصحة الأسبق وعميد أطباء أمراض الصدر فى مصر د. محمد عوض تاج الدين.
تخيلوا معى كم واحد فى مصر يبصق فى الشارع ومن نافذة السيارة ومن الشرفة، وكم مرة يكرر هذا فى اليوم يعنى مصر سوف تحل أزمتها الاقتصادية وتكون من أغنى دول العالم فى خلال فترة بسيطة جدا .. نأتى الى إلقاء الزبالة من البلكونات وخصوصا فى المناطق الشعبية وقد عشت فى الرياض فترة وكان ممنوع منعاً باتاً إلقاء أى ورقة فى الأرض من نافذة السيارة وإلا غرامة 200 ريال ولذلك شوارع الرياض للأسف الشديد تفوق شوارع قاهرة المعز نظافة وجمال.
هذا بالنسبة للشوارع فأين النيل العظيم هبة الله لشعب مصر من هذه النظافة.. النيل الذى غنى له الشعراء يلقى فيه مخلفات المصانع والحيوانات النافقة والقمامة، للأسف الشديد أصبحنا شعباً غير حضارى فى كل شىء فى سلوكنا وتصرفنا فى فرحنا وفى غضبنا وللأسف هذا الاتهام يعم الكل لأن الصفات السيئة سائدة وتغلب على الصفات الحسنة.
وأتذكر فى إحدى الأسواق فى مصر قابلت سيدة بولندية وعندما سألتها عن رأيها فى مصر قالت لى: جميلة ولكنها غير نظيفة وبحكم عملها تسافر بلاد عربية أخرى كثيرة منها تونس ودول الخليج فقالت لى: النظافة هناك أفضل بكثير فإذا قلنا أن الخليج العربى يستورد العمالة الأجنبية من أجل النظافة فأين نحن من شعب تونس الخضراء الذى سعدنى حظى فى الإقامة فيها لمدة ثلاثة أيام لحضور أحد المؤتمرات وأخذنا نبحث عن ورقة فى الشارع ولم نجد إلا النظافة والجمال وحرص الشعب على نظافة بلده .
فلابد لأعضاء مجلس الشعب الموقرين والمشغولين بالاستحواذ على الدستور والتأسيسية أن يهتموا بتجميل شوارع القاهرة ومصر بدلا من البحث عن تجميل أنفهم ويفرضوا غرامة على كل من تسول له نفسه البصق فى الأرض أو إلقاء قمامة فى شوارعها عملاً بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم «أعط الطريق حقه». وأن نستغفر ربنا اذا بصقنا فى الأرض.
وحتى صدور بيان من مجلسى الشعب من أجل نظافة شوارع أم الدنيا ونيلها وفرض الغرامة الصارمة على من لا يلتزم بالأسلوب الحضارى فى التعامل مع البيئة علينا جميعاً أن نبدأ من أنفسنا ومن مدارسنا ومن أعلامنا الذى لا ننكر أن عليه الدور الكبير فى التوعية بالسلوك القويم للإنسان المصرى .. الإنسان المصرى الحضارى الذى علم البشرية كلها الحضارة منذ سبعة آلاف سنــة لابد أن يكون قدوة فى سلوكه.. ونضع جميعا أمام أعيننــــا أن النظافة من الإيمان .
ساحة النقاش