بقايا رجل
كتبت :مروة لطفي
ترددت كثيراً قبل إرسال مشكلتى، ويرجع ذلك لعدم تعاطف غالبية النساء معى بل أن معظمهن يعتبروننى «خطافة رجالة» بينما أرى نفسى ضحية؛ لذلك تجرأت لعرض معاناتى علّنى أجد حلاً..
فأنا سيدة فى أوائل العقد الثالث وبدأت حكايتى منذ 5 سنوات حين نبض قلبى لزميلى بالعمل الذى يكبرنى بخمسة عشر عاماً، فضلاً عن أنه زوج ولديه أبناء .. ورغم إدراكى التام أن علاقتنا بلا أمل فإن شعوراً غريباً انتابنى بأن شيئاً ما سيربط بيننا.
ودون تخطيط مسبق وجدت نفسى عاجزة عن مقاومة التفكير فيه ليل نهار، وشجعنى على ذلك اهتمامه الزائد بى وغيرته المجنونة كلما وجدنى أتبادل الحديث مع أحد الزملاء .. هكذا، .. وقعت فى أسر حبه دون مصارحة حتى سمعت منه كلمة «أحبك» والتى تسربت إلى أعماقى خاصة مع تأكيده على معاناته الزوجية، حيث يعيش منذ 6سنوات فى غرفة منفصلة عن زوجته على حد قوله .. الأمر الذى ازاد من تعلقى به وأشعرنى أنه قدرى المحتوم الذى لن أستطيع الفرار منه .. ولا أنكر محاولاتى الفاشلة فى التحكم بمشاعرى لكن حنانه المفرط كان دائماً يمنع ذلك خاصة أننى نشأت يتيمة الأبوين، إضافة لإقامتى بمفردى منذ وفاة جدتى التى ربتنى بعد رحيل والدىّ، ما ساعدنى فى خضوعى لسلطان الحب، لهذا قبلت أن أكون زوجة ثانية له حرصاً على مستقبل أبنائه .. فهل قدر تضحيتى؟!
لقد دأب على تعذيبى بإهماله لى بعد الزواج، حيث يأتينى يوماً واحداً أسبوعياً فضلاً عن رفضه التام للإنجاب منى خوفاً على مشاعر أبنائه والمشكلة أننى مازلت أحبه .. ماذا أفعل؟
ع.أ «الإسكندرية»
- رغم إداركى التام أن أحاسيس الإنسان ليست بيده، لكننى على يقين من إمكانية ترشيدها.. فقد أخطأت من البداية بالانجراف وراء مشاعر ليست من حقك .. فاستغل الطرف الآخر نقاط ضعفك الناجمة عن فقدانك للأمان نتيجة الوحدة التى تعيشين فيها، وأخذ يضغط ويطرق بكل قوته على تلك النقاط حتى أصبحت عجينة لينة بين يديه، لترضى ببقايا رجل أنهكته أعباء الحياة فجدد شبابه من خلالك لتجدين نفسك متورطة فى وضع الزوجة الثانية المتهمة من قبل الجميع دون إدانة الرجل الذى دائماً يكون العنصر الأقوى فى العلاقة وكأنه الحمل الوديع المختطف رغم إرادته بينما الواقع أن كليكما اشترك في ما تشكين منه الآن .. فماذا تنتظرين بعد ترخيص نفسك بقبول عقد زواج تحملين فيه لقب «زوجة درجة ثانية»؟! وماذا تتوقعين من رجل تزوج دون أن يتحمل أى أعباء مادية أو معنوية أو بمعنى أصح «زيجة على الجاهز»؟!
إذا فكرت فى تلك الأسئلة سوف تدركين أنه ليس أمامك سوى خيارين إما قبول الوضع على ما هو عليه وإما التمرد على وضعك المهين وإنهائه فى أسرع وقت حفاظاً على أعصابك وكرامتك ولك حرية الاختيار ..
وأدعو القراء للمشاركة بتعليقاتهم على هذه المشكلة عبر موقع المجلة الإلكترونى التالى:أوراق الربيع
ى الربيع تشرق الشمس على ساحات العشق الخضراء، بينما أسكن منفردة فى صحراء الوحدة الجرداء..
يمر علىّ الماضى منذ اجتماعنا حتى فراقنا وأتخيل حياتى القادمة بدونك .. فأصاب بانهيار تام وأشعر أننى على حافة الجنون فأوقاتى بعيدة عنك، بطيئة كفراشات لا تجد الضوء .. وأخيراً .. تأتى تباشير موسم تفتح الزهور لتنطلق إشارة البدء بميلاد أمل جديد يقربنى منك .. وسرعان ما أهرع مبتهجة إليك، لعل الربيع ألقى بأوراق حبه على بوابة قلبك ليفتح تجاهى ثانية .. لكن .. هيهات .. فجدرانه فولاذية وما بداخلها لا يزيد عن بقايا متناثرة من الماضى وغياب تام للحاضر .. وهنا أدرك أن حكايتنا انتهت والمتبقى منها نوبات اشتياق وأيام طوال مملة بلا رحيق أو مذاق لذا أعلنها صراحة .. ربيع .. صيف .. خريف .. شتاء .. كله من بعدك سواء .. فحياتى بدونك ليل طويل لا تسطع فيه شمس نهار..
ساحة النقاش