تطمينات الصحة

 تفشل فى إخماد ثورة الازهريات

كتبت :ايمان عبدالرحمن

ما زالت أزمة «الدرن» التي هزت المدينة الجامعية لطالبات جامعة الأزهر مستمرة، خاصة بعد تبادل الأتهامات ما بين الطلاب وإدارة الجامعة، فمن ناحية تؤكد الطالبات اللاتي هجرن المدينة، أن الاجراءات التي اتخدتها الإدارة لا ترقي لمستوي الكارثة وخطر انتشار المرض، وأن ما جري من فحوصات ليس كافياً للوقوف علي حقيقة الأمر واعادة الأمان لهن للعودة للإقامة في المدينة. علي الجانب الآخر تؤكد الجامعة أنها أعطت الأمر برمته إلي وزارة الصحة وهي الجهة المعنية والمتخصصة التي تفصل في القضية وأنها أعلنت أن المرض لم يصل إلي حد الوباء وأن المدينة خالية من المرض، نقلنا الرأي والرأي الآخر مساهمة من «حواء» في استجلاء الحقيقة عبر أطرافها المشاكرين

 تبدأ القصة بشعور طالبة بالفرقة الرابعة بقسم الاتصالات جامعة الازهر والمقيمة بالمدينة الجامعية ، بأعراض مرضية وسعال مدمم ، وكما أشيع أنها مصابة منذ فترة بعيدة بهذه الاعراض وأن تشخيصا خاطئا لحالتها جعلها لا تهتم بإصابتها ، ثم تزداد الأعراض لتذهب إلي مستشفي الزهراء التابع للأزهر لتتأكد من إصابتها بالدرن ، فيحضر والدها ليتسلمها ليبدأ بعدها الجزء الثاني من القصة ،فتعتصم الطالبات وتتعالي المطالب ، ويسود الخوف والذعر ويطالب الأهالي بناتهن بمغادرة المدينة فورا ، لتبقي أخريات مصممات علي المطالبة بحقوقهن في اتخاذ الإجراءات اللازمة وسط تأكيدات من جانب إدارة الجامعة باحتواء الأزمة.

 ووسط سياج أمني مشدد أتيح لي أن أضع قدمي داخل المدينة المحظور دخول غرباء إليها لألمح من بعيد مجموعة من السيدات، واضح جدا أنهن من العاملات في المدينة يحاولن تهدئة الطالبات وثنيهن عن الرحيل لالتقي بـ «آية الجداوي» طالبة بكلية التجارة من غير المقيمات بالمدينة اتت لتخوفها الشديد من العدوي و احتمالية انتقالها اليها لانها تختلط بزميلاتها وتتخوف أكثر من أن تكون العدوي انتقلت بالفعل إلي إحداهن تقول: نود تعقيم مباني المدينة والكشف الجاد علي الطالبات فسيارات الإسعاف التي حضرت كانت فقط لإسعاف حالات الإغماء والتشنج. بعد نزول كل البنات عندما سمعن بالخبر والإدارة تتهمنا بالشغب، لكننا فقط نطالب بحقوقنا لآن ما يحدث ما هو إلا حلقة واحدة من التجاهل لمطالبنا

 أما «ه.أ» طالبة بكلية العلوم قسم كيمياء فتقول في غضب: لماذا التهاون بحياتنا، ما يحدث مهزلة، أرسلوا إلينا عمداء الكليات لتهدئتنا، وعندما سألناهم ما هي القرارات التي ستتخذونها؟ أجابونا أنهم متطوعون وليس بأيديهم قرارات فأجبناهم أريد مسئولا يحدثنا «إحنا شبعنا من الكلام ده».

 وأما عن حقيقة تطهير الغرف فتوضح «ه.أ» أن الرش المستخدم ليس من وزارة الصحة بل من وزارة الزراعة ، وهو ما زاد من استيائنا لأننا دارسات وعلي دراية ووعي بأن مبيد الحشرات لن يجدي في محاربة بكتيريا نريد تعقيم المباني لنعود إليه ثانية نحن لا نطالب بأكثر من حقوقنا نحن نعاني داخل المدينة وطفح بنا الكيل، طعام سيئ ومعاملة سيئة من المشرفات ونهون علي أنفسنا حتي ننهي الدراسة.

 وتشكك «ه.أ» في التحاليل التي تقوم بها الجامعة وتقول: " تحليل الصحة لن يفيد، فهم يأخذون عينة من بصاق البنات ويخرجون النتيجة بعد ساعتين وهي التي تظهر في خلال أسبوع علي الاقل.ويلجأون لعمل أشعه وأتعجب هل ستظهر الأشعه وجود بكتيريا؟؟ الأشعه تظهر لو يوجد تآكل في الرئة ولا يوجد بيننا حالة متأخرة لهذه الدرجة ،نحن نريد معرفة ما إذا كنا حاملات للمرض أم لا ، حتي اختبار التيبركولين ( اختبار تحت الجلد الذي يبين مدي مناعة الجسم من الدرن ،قالوا إن كل النتائج سالبة مع أن في الحقيقة يجب أن تكون موجبة لأن أغلبيتنا وإن لم يكن كلنا تم تطعيمنا ضد الدرن ونحن صغار، وهذا أكبر دليل علي أنهم يخدعوننا.

 لذلك نطالب بعمل تحليل آخر غالي الثمن ولن نستطيع كطلبة أن نجريه وهو يبين «الدي إن إيه» للبكتيريا إن كانت موجودة. وهو التحليل المستخدم للكشف عن وجود فيروس «سي» وسعره حوالي ثلاثمائة وخمسين جنيها.

 وتكمل زميلتها الحديث قائلة: الكارثة أنه بعد اكتشاف حالة الإصابة، وزعوا الثلاث بنات اللاتي كن يقمن مع المصابة منذ سبعة أشهر علي غرف أخري، وهو ما يقلقنا بأن يكن حاملات للمرض وهو بديهي ونقلوه للطالبات الآخريات.

 أما «ن.ع» طالبة بكلية العلوم من المعتصمات فتطالب بمحاسبة المسئولين وعمل تحاليل جادة للطالبات وخاصة أن الطالبة المصابة استعملت مطعم المدينة وأدوات الطعام منذ ستة أشهر، والمرض سريع الانتشار.

 الجامعة تنفي

 حملت كل المطالبات والمخاوف وذهبت بها إلي إدارة المدينة الجامعية، لأجد لفيفا من المسئولين علي رأسهم محمود شعيب أمين عام جامعة الأزهر الذي استنكر دعوات الطالبات بضرورة تعقيم المباني قائلا: أعقم في حالة وجود وباء، ولم يصل الأمر لهذا الحد، وأجهزة الجامعة تحركت واتصلت بوزارة الصحة وحضرت سيارتان مجهزتان وفتحت الجامعة خمس عيادات لفحص أى طالبة تود أن تتطمئن علي نفسها، ولم تظهر أي حالة أخري جديدة، وبالتالي لا يوجد وباء يستدعي التطهير الشامل والبنات لسن بطبيبات كي يقررن ما يجب عمله، والجامعة ليست من قالت إنه لا يوجد وباء .. الوزارة المعنية بالأمر هي التي قررت ذلك، وهي وزارة الصحة.

 أما الطالبة المصابة فولي أمرها بناء علي طلبه أصر علي علاجها علي نفقته الخاصة برغم أن الجامعه عرضت علاجها في مستشفيات الجامعه .

 وعما إذا كانت الإجراءات التي اتخذتها الجامعة كافية رد شعيب : نعم كافية مؤكدا تمتع كل الطالبات بالتأمين الصحي وأن الأمور هادئة جداً.

 انخفاض الوعي الصحي

 أما د.إنتصار سيد أستاذ أمراض الصدر بجامعة الأزهر والتي كانت متواجدة داخل المدينة أوضحت أن مرض الدرن يسببه ميكروب وتنتقل العدوي عن طريق العادات السيئة مثل البصاق في مكان سىء التهوية. ومرور فترة طويلة دون نظافة وتهوية ودخول الشمس، وتشخيص المرض يتم عن طريق اخذ عينة بإستخدام الصبغة وأشارت إلي عربة وزارة الصحة لتؤكد أنها مجهزة وكافية لرصد الميكروب ونفت ضرورة عمل التحاليل المستخدمة في كشف فيروس «سي» قائلة: إننا لن ننتظر ثلاثة ايام لنعرف، فتحليل البصاق واختبار تحت الجلد كافيان.

 وختمت حديثها أنه لا داعي للذعر مرجعة ذلك لانخفاض الوعي الصحي لدي الطالبات وعن حالة الثلاث طالبات المخالطات للمريضة وحقيقة إصاباتهن من عدمه أوضحت أنها رأتهن مرة واحدة في مستشفي الزهراء التابع لجامعة الأزهر، لكنها لم ترهن بعدها ولا تعرف حقيقة إصاباتهن من عدمها.

 الوقاية

 و للتأكد من صحة الإجراءات الوقائية المتخذة في هذه الحالة تشرح د. أمل سعدالدين رئيسة قسم الطب البيئي والمهني بالمركز القومي للبحوث، تقول :" في حالة وجود إصابة بالدرن يجب غلي كل متعلقات المريض من مفارش وملابس لتعقيمها لضمان عدم انتشار العدوي ، والتهوية الجيدة جدا لدخول الشمس المباشرة للغرف ، وتضيف أن البكتيريا المسببة للدرن تنتقل عند عطس أو سعل المريض وخروج رذاذ أو إستخدام منديل وعدم التخلص منه بطريقة آمنة وكذلك البصق علي الأرض حيث تساعد الأتربة عند الكنس علي انتقاله، لذلك نوعي وبشدة عمال النظافة في المستشفيات ودور الرعاية من ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية ولبس الكمامة والقفاز عند الكنس ، و لا نوصي بعزل المريض بل اتخاذ الاحتياطات الازمة لمنع العدوى

المصدر: مجلة حواء -ايمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 499 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,701,582

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز