ماذا سنقدم لسيناء فى عيدها

كتبت: ايمان حمزة

دائماً ترقى الأمم وتتقدم بمدى تقديرها واستغلالها للعلم واستخداماته فى حياتنا وفى تقدير قيمة علمائنا وتطبيق الأبحاث القيمة التى توصلوا إليها لحل كل التحديات التى تواجهنا من أجل التنمية لكل مجالاتها الزراعية والصناعية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والصحية .. والتنمية بكل صورها الحقيقية فهى السبيل الحقيقى لمشكلة المياه وتأثيرها على الموارد الغذائية والتصدى للفقر والجوع وغلاء الأسعار وحل أزمة الطاقة والتوصل إلى مصادر طاقة متجددة لا تنفد.

لذا كانت سعادتنا كبيرة لهذه اللفتة الطيبة الجميلة من تكريم 50 عالماً وعالمة لعلوم الليزر من علماء مصر والعالم العربى مع علماء العالم من أوروبا وآسيا وأمريكا تقديراً لأبحاثهم الجليلة من أجل إفادة شعوب العالم، كانت الاحتفالية التى أقامتها جمعية علوم الليزر بمصر والتى ترأسها العالمة القديرة د. لطفية النادى وهى أفضل عالمة ليزر على مستوى أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط وهى جائزة رامال، وأيضا كانت من أوائل من أسس المركز القومى لبحوث الليزر بجامعة القاهرة وهى حاصلة على جائزة الدولة التقديرية للعلوم التكنولوجية المتقدمة .. وجاء تكريم العديد من العالمات المصريات لعلوم الليزر مع العالم المصرى وصاحب جائزة نوبل فى العلوم د. أحمد زويل، وأيضا العالم المصرى العالمى د. مصطفى عمرو السيد واكتشافه لنانو تكنولوجى الذهب كعلاج لمرض السرطان بدون آثار جانبية، وغيرهم من العلماء والعالمات الذين أسهموا باكتشافاتهم العلمية واختراعاتهم وأبحاثهم لإنجازات حقيقية تخدم المجتمع والبشرية وتفيد الإنسانية وتحقق التنمية كسبيل لحل تحدياتنا ومشاكلنا من أجل حياة أفضل .

كنوز سيناء وطوق النجاة

هؤلاء العلماء المصريون وأبحاثهم هم طريقنا للاحتفال الحقيقى بعيد سيناء بعد أن تم استعادتها وتحريرها بدماء شهدائنا الغالية التى شرفت بها كل عائلة وكل بيت فى مصر عبر حروب عديدة تحقق النصر واستعادة الكرامة فى حرب 1973 التى التحم بها الشعب والجيش المصرى ليكن - مفاجأة العالم - الجندى المصرى والإنسان المصرى الذى حطم اسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لايهزم .. فماذا سنقدم لهذه الأرض المقدسة مهبط الأديان ومعبـر الأنبيـاء .. الـتى ناجـى بهـا مـوسـى ربـه بالوادى المقدس؟.

سيناء أرض الفيروز .. التى استعدناها بالتضحية بقوت يومنا لسنوات طويلة ربطنا الأحزمة على البطون واستعدناها بعد كل مرارة الألم التى تجرعناها، سنوات مرت علينا كأنها دهور طويلة لنستعيد كرامتنا بعد الهزيمة، كنا نوجه اقتصادنا للحرب ولهذا أصبح لزاما علينا جميعاً أن نحافظ عليها وعلى كل شبر من أرضها، أن نحميها من كل طامع بها، فهى أمننا القومى وهى كنوز مصر التى تنتظر شعبها من أهل سيناء وكل المصريين ليحموها بعد أن ضحوا من أجلها بكل غال ونفيس .. لنعلم أبناءنا شباباً وأطفالاً -حاضر مصر ومستقبلها- قيمة أرض بلادهم .. وكيف يضعونها وكنوزها التى تنتظرهم ولكن عليهم أن يحرصوا على أن يحاوطوا عليها نصب أعينهم ويحسنون استغلالها من أجل تحقيق الحلم والأمل.. أصبح علينا جميعاً أن نتكاتف كقوة واحدة من أجل إعمار سيناء بوجهها الحقيقى، هذا هو سبيلنا ودورنا الحقيقى لتحقيق أحلامنا، دورنا كرجال وسيدات.. الصناعية والزراعة من قطاعات الأعمال مع مؤسسات الدولة ومن المجتمع المدنى بجمعياته الأهلية التى تقدم خدماتها المجتمعية وتشجيعها للصناعات المحلية السيناوية البدوية ذات السمعة والإقبال العالمى والتى يجب استغلالها كمشاريع مساهمة فلنتكاتف لفتح أبواب الخير بكل ثروات سيناء الكائنة فى باطن الأرض من بترول وثروات معدنية وما وهبنا الله من كنوزها من صحرائها الشاسعة وكل ماتملكه من قوة طاقة شمسية وطاقة رياح كمولدات لطاقة نظيفة متجددة .. فقط علينا أن نستغل عقول علمائنا وأبحاثهم وخبرات الأجيال الكبيرة وعقول شبابنا المبتكر الخلاق .. لمزيد من الصناعات لهذه الخامات من رمالها كصناعات زجاجية فاخرة وأيضا بما تضمه من خامات متوفرة للميناء لاستغلالها فى تعمير وبناء المساكن والمصانع بهذه الصحراء واستغلالها بشكل أفضل كسياحة سفارى وسياحة علاجية بما تضمه من عيون كبريتية أو طبيعة شفائية التى تفيدنا فى مصر وأيضا لتستوردها شركات العالم الدوائية .. كيف نستغل صناعاتها من الأكلمة والسجاد اليدوى المتميز والجلبابات التراثية السيناوية البدوية والصناعات من الأحجار الكريمة وكلها عليها طلب كبير من السياح ومن الخارج لتدر العملة الصعبة.

كيف نستغل هذه الأرض وواحاتها الخضراء لتصبح سلة غلال مصر وفواكهها بسواعد شبابنا والخروج من مشكلة المياه بتحلية مياه البحر وما أكثر سواحلنا المطلة على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط فلنستغل هذه الحصة من مياهنا الإقليمية، ليس فقط من الثروات السمكية النادرة والبحرية من الشعاب المرجانية ولكن لنزرع الصحراء بكل احتياجاتنا من المحاصيل المناسبة لمناخها من الفواكه والخضر والقمح ونستخدم ميكنة الليزر الحديثة» فى زيادة توفير المياه مع زيادة المحاصيل من أجود التقاوى والسماد .. فلنتشارك جميعاً فى مشروعنا القومى، مشروع حياة وتعمير سيناء من أجل أهل سيناء ومن أجل إعادة توزيع سكان مصر بعيداً عن الشريط الضيق لوادى النيل الذى لايتعدى 5% من مساحة مصر .. ليخرج شبابنا إلى الهواء النقى بعيداً عن الزحام وسلوكياته التى تولد العنف والأنانية وعدم الرحمة، لنخرج إلي البيئة النظيفة لنخرج إلى هذه الأرض نبنى بيوتاً ومدناً جديدة لهذا الشباب، نمدهم مع أهل سيناء بالخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية ووسائل الترفيه .. وشبكة طرق ممهدة ممتدة تربط أنحائها مع كل محافظات مصر ووسائل مواصلات متوفرة، فنبنى المصانع قريبة من المزارع لتوفير الغذاء لسيناء ولكل مصر بل لنعيد تصدير الفائض للخارج مع كل الصناعات الأخرى ولنفتح طاقات أمل حقيقية للشباب بعيداً عن البطالة واليأس لهم ولكل الأجيال القادمة .. فهل من مجيب؟! 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,585

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز