رئيس جمهورية بالإكراه !
كتبت : فاتن الهواري
هل يوجد أى تفسير لما يحدث على الساحة الآن من أن حزب الحرية والعدالة يريد أن يستولى على رئاسة الجمهورية بالإكراه ، وبأى شكل من الأشكال ألم يكفهم مجلسا الشعب والشورى ، وكان زاهداً فى السلطة والحكم ولا يهمه الا رضاء الله ورسوله .. ماذا حدث ؟ مظاهرات فى التحرير وحريق فى السويس والتهديد بثورات فى كل مكان ، كل هذا لأن عمر سليمان نزل الانتخابات .. أين قانون العزل فى الأسابيع الماضية ؟ لماذا لم يظهر على الساحة ؟ يا ترى اسم سليمان يخيف الأخوان إلى هذا الحد أم الخوف من فوزه بالرئاسة، لا يوجد تفسير خارج الاحتمالين، للأسف مع كل طلعة شمس يفقد حزب الحرية والعدالة نقاطاً من رصيده كنا نتوقع عندما وصلوا للبرلمان أن يقدموا أشياء تهم وتفيد المواطن الغلبان، ولكنهم طالبوا بإقالة د. كمال الجنزورى وحكومته وهاجموا المجلس القومى للمرأة وحاولوا وقف قانون الخلع وأخيراً وليس آخراً تفصيل قانون (لعمر سليمان) لعزله من الترشيح للرئاسة، وهم لا يدرون أنهم يرمون بنقاط فى ملعب سليمان.
وقد طلب فقهاء الدستور من المجلس العسكرى بعدم التصديق على القانون الذى أقره مجلس الشعب بصفة نهائية قبل إحالته إلى الدستورية للتأكد من دستوريته ، فأين حق المواطنة ومبدأ المساواة وتكافؤ الفرص .. ماذا حدث؟ كلما نحلم بالهدوء النسبى نجد الأخوان يشعلون الدنيا ويفرضون علينا قانون الجماعة للسمع والطاعة، لكى نلبى طلباتهم، فإذا كانت عندهم ثقة فى أنفسهم وفى فوزهم الساحق كما حدث فى انتخابات الشعب والشورى فلماذا كل هذا الخوف من نزول عمر سليمان إلى الترشيح ؟ هل يريدون اعتلاء كرسى الرئاسة بالإكراه أم شعروا أن مصداقيتهم ورصيدهم عند المواطن المصرى الغلبان قد نفد.
بالله عليكم ماذا تعنى كلمة العزل والغدر، نعزل من ونغدر بمن، بأبناء الوطن ونحرمهم من العمل أو اعتلاء المناصب، لماذا كل هذا الآن، فقد كان لهم دور فى الثلاثين عاماً الماضية هذه مهاترات وتفاهات ومضيعة للوقت مصر فى غنى عنها وشئ لا يدخل العقل ويرفض تصديقه .. مثلاً وزير فى حكومة مبارك ويعمل ليل نهار من أجل صحتك أو من أجل توفير مسكن لك أو من أجل تحسين مستوى معيشتك .. الخ نطلق عليه بمنتهى الاستخفاف وزير مبارك أو وزير المخلوع ما هذا الاسفاف الذى وصلنا إليه، وزراء عملوا بمنتهى الأمانة والشرف والجدية، وتكون مكافأتهم أنهم وزراء المخلوع، ولابد أن تصب عليهم اللعنة كلنا يا سادة محسوبون على مبارك وأولنا الأخوان.
العالم يضحك منا.. مصر التى حارب أبناؤها العدو وانتصر عليه الآن يحارب بعضه، يا جماعة الخير مصر فيها قانون واساتذة قانونيون عملوا قوانين ودساتير العالم، فهل نعجز أن نعرف الحق والحقيقة فين ؟ فرض الرأى بالصوت العالى لن يفيد، فهو شعار الضعفاء فكلما علا الصوت وارتفع اعرف أن قضيتك خاسرة وأنك ليس على حق، وأنما هدوء الصوت والحوار الهادئ يدفع الآخرين إلى الاستماع إليك ، فقد انتهى أسلوب «عاشور الناجى» من حياتنا ولن ينفع ولن يتقبله أحد لأن زمن الفتوات انتهى، مصر بلدنا تضيع وهى الآن بين مفترق الطرق وشهرين وتشهر افلاسها وبدلاً من أن نضع أيدينا جميعا مسلمين وأقباط ، إخوان وسليمان فى حل مشاكلها . ونبحث عن مصالحها نبحث عن تفصيل قوانين لمصالحنا الشخصية ونعمل مليونيات تسىء لنا أمام العالم كله كل مرشح عنده الثقة فى نفسه يقدم برنامجه الانتخابى ويترك للشعب حرية الاختيار فلن تفلح هذه المرة زجاجة الزيت أو كيلو السكر لكى ينتخبك أحد.
حرية الاختيار حق يكفله القانون لكل مواطن ولن تخيفنا التهديدات أو الثورات أو الحرائق.
فمصر قامت بأجمل ثورة فى العالم و«محت» الخوف من نفوسنا وسوف يحكى عنها التاريخ ماحيينا فلا نضيعها بأطماع وغباء سياسى واجتماعى .. المواطن المصرى البسيط لن يفرض عليه أحد من هو رئيسه سواء كان من الإخوان أو عمر سليمان وأنا أدعو الله وادعوا معى أن يختار الله لمصر الأصلح فى هذه الفترة العصيبة التى يمر بها الوطن .
ساحة النقاش