مشايخ مصر الأجلاء .. !
كتبت :نبيلة حافظ
حض الدين الإسلامى المسلمين على التحلى بالخلق الكريم الذى يُجمّل المسلم ويصونه ويجعله قريباً من المولى عز وجل .. لذلك لم يكن غريبا على غير المسلمين أن ينبهروا بالإسلام كأعظم رسالة سماوية وينحازوا إلى تعاليمه العظيمة ويصر الكثير منهم على اعتناق هذا الدين حباً وعشقاً له .
ولكن الغريب حقاً ألا تلتزم أمة محمد صلى الله عليه وسلم - بمبادئ الإسلام وتحيد عنه وعن تعاليمه فى العديد من الأفعال والتصرفات، وهذا ما بدا جلياً فى الأوقات الأخيرة بعد ثورة 25 يناير من جانب بعض الأحزاب الدينية التى ظهرت على الساحة واحتلت مواقعها داخل العديد من مؤسسات الدولة.. والأمثلة على عدم امتثال هؤلاء لتعاليم وخلق الإسلام كثيرة وعديدة.. ولكن ما يهمنا الآن والذى يستوجب التوقف أمامه طويلا ماحدث فى الأيام الأخيرة داخل لجنة الانتخابات الرئاسية ونتج عنه أحداث ساخنة وتصرفات غير مبررة وغير مقبولة من جانب بعض المرشحين لهذه الانتخابات، ولعل واقعة الأستاذ حازم أبو اسماعيل هى الأكثر أهمية فى تلك الأحداث لما تضمنتها من وقائع وجدل واسع حول جنسية والدته والتى أثبتت الوثائق والمستندات أنها تحمل الجنسية الأمريكية وبالتالى كانت مبررا قويا لاستبعاده من سباق الانتخابات .
وكنا نتوقع جميعاً من يؤيد حازم أبو إسماعيل ومن يرفضه أن يقابل حازم قرار اللجنة بحكمة وفطنة وذكاء وأن يتبع أخلاق الدين الإسلامى فإما أن يقابل الحجة بحجة .. أى المستندات بعكسها .. أو يرضى بقرار اللجنة ويمتثل لدولة القانون التى يجب عليه احترامها.. ولكن لم يحدث ذلك .. وانطلق حازم وأعوانه بتصريحات نارية تهدد وتتوعد اللجنة العليا للانتخابات.. والمجلس العسكرى بأشد العقاب.. وتعلن إما حازم أبوإسماعيل رئيساً.. وإما العنف والفوضى فى البلاد ..
هذه التصريحات تلقاها مجلس شورى العلماء والهيئة الشرعية للإصلاح باستياء شديد دفعهما إلى الاجتماع وإصدار بيان هو فى منتهى القوة ويعلن عن مدى حرص علماء مصر وشيوخها على صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم.. البيان الذى تضمن احترام أعضاء المجلس جميعهم للقانون وإصرارهم على عدم الصدام مع الدولة حتى لا تنزلق مصر إلى نفق مظلم من الفوضى والدمار لأن فى ذلك فساداً، والله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد . وناشد أعضاء المجلس فى بيانهم المسلمين جميعاً طلاب علم.. والعاملين بالدعوة والداعين لها الالتزام بالخلق الإسلامى، والابتعاد عن العنف والتخريب ودعا المجلس المسلمين أن يتبعوا علماءهم ومشايخهم لأن المعارضة بدون دليل وبرهان لا تنصر حقا ولا تصلح واقعاً .
- هذا هو الإسلام .. وهؤلاء هم علماء ومشايخ مصر الأجلاء، الذين يتخذون مواقفهم هذه من أجل إرضاء الله تعالى دون النظر إلى المنفعة لهذا أو لذاك.. فهؤلاء أجناد الله فى الأرض . كالذين يحملون أمانة أمة بأكملها، يدركون حجم دورهم.. ويعلنون عن مواقفهم الثابتة التى لا تحيد عن دين الله.. هؤلاء الذين يرفضون أسلوب التهديد من جانب حازم وأتباعه، هم من أجمعوا عليه من قبل وأيدوه حينما ترشح فى انتخابات الرئاسة لأنه كان له حق أصيل فى ذلك .. وعندما سقط حقه بالقانون أعلنوا احترامهم لهذا القانون من أجل الحفاظ على أمن مصر وتقديم صورة مشرفة للإسلام والمسلمين.
هذا هو الإسلام الصحيح الذى نريده ونبحث عنه لكى يظهر بهذه الصورة المشرقة أمام العالم ..!
فتحية إجلال وتقدير لعلماء ومشايخ مصر الأجلاء
ساحة النقاش