دعامة عاطفية

كتبت :مروة لطفي

 اكتب لك لثقتى بأهمية الحب عندك، أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما.. نشأت فى أسرة مفككة فعانيت فقدان الأمان منذ نعومة أظافرى؛ لهذا كان الحب الحلم الوحيد الذى أصبو إليه.. وما أن التحقت بالجامعة حتى تحول الحلم إلى واقع ملموس حيث التقيت بشاب يكبرنى بعامين .. وكلمة.. فنظرة.. فابتسامة .. نمت بيننا أحلى قصة عشق لأسكنه قلبى وعقلى، حتى أننى لم أعد أشعر بأى صعاب داخل المنزل أو خارجه طالما أنه بجانبى .. هكذا .. عشت معه أحلى عام فى حياتى لكن للأسف لم تدم سعادتى طويلا .. فقد تغيرت مشاعره تجاهى وتركنى بلا أسباب .. بعدها سمعت عن ارتباطه بأخرى مما أصابنى بانهيار نفسى حاد ..

 ورغم محاولاتى المستميتة لنسيانه إلا أن جميعها باءت فالفشل لأقضى أسود 360 يوماً من عمرى حتى جاءنى رنين هاتفى المحمول ليغير حالتى المزاجية حيث حدثنى طالبا مقابلتى .. فأسرعت إليه مرتدية أجمل ما عندى بعدما تحممت بأفضل عطر نسائى من وجهة نظره، وهنا كانت صدمتى الثانية التى تلقيتها منه حين اخبرنى بترك الأخرى له وبقاء حبهما فى قلبه وترجانى أن أقف بجانبه عله ينسى حبه الجديد باعادته لآخر قديم.. ولأننى لا أستطيع قبول هذا الوضع كما أعجز عن مقاومة الابتعاد عنه قررت ارسال حكايتى علنى أصل لحل ..

 س . ن - «العجوزة»

 > رغم ادراكى التام لمعاناتك خاصة أن الحب كان ولايزال مقصدك إلا أننى أخشى أن تدخلين نفسك بمحض وكامل إرادتك في حلقة مفرغة من المشاعر الكاذبة فتهدرين بها مزيداً من سنوات عمرك.. فعادة ما يمر معظمنا بقصص عاطفية فاشلة إلا أن درجة تقبلها تختلف من شخص لآخر فالبعض يحاول الخروج من أزمته عن طريق تفتيش دفاتره القديمة ليعيد مشاعر انتهت وولى زمنها حتى يدعم ثقته فى نفسه بوجود من لايزال يحبه دون التفكير فى أثر ذلك على الطرف الآخر .. وهو قمة الأنانية .. وآخر يظل حبيس أحاسيس انقشعت غمامتها لتصبح عديمة الصلاحية لكنه يضيع بها سنوات عمره هباء، ويفيق بعد فوات الأوان وهو ما أخشى عليك منه .. لذا أنصحك الاحتفاظ بكبريائك وغلق أبواب قلبك أمام من رفضك قديما ويريدك اليوم بديلا .. وليكن ذلك باجرائك جراحة عاطفية لتدعيم صمامات قلبك بأربع دعامات جديدة تقول أولها ربما يكون جرحى الحالى أفضل كثيرا من خيبة أمل جديدة مستقبلية .. وتؤكد الثانية أن طلب هذا الشخص أصدق دليل على عدم احترامه لمشاعرى .. بينما تشير الثالثة لوجود عنصر الخيانة حين تركك بلا مبرر وفضل غيرك.. ثم تأتى الرابعة معلنة عن ضرورة اعادة نظرك فى مستقبلك حتى يكون أكثر إشراقاً بدلا من تسربه رغما عنك فى علاقة لن يكتب لها أبدا النجاح .

 وأسدل الستار

 وتأتى بعد طول غياب .. مقدماً انجازات وهمية معتبراً إياها انتصارات تقرب بها المسافات بينما هى ليست سوى مبررات لحالة اللا اقتراب واللابعاد التى أعيشها معك منذ ارتباطنا .. روايات .. أفلام .. حكايات لانهائية تنسجها من وحى خيالك لتخفى بها حقيقة ترددك تجاهى وكأننى دمية بلا روح أو أحاسيس خلقت لانتظارك .

 ترحل وتنشغل بقائمة طويلة من الأهداف والحسابات وتعود حين يأخذك الحنين لكلمة حب أو نظرة احتواء .. وما أن تحصل عليهما حتى تذهب لحيث ما أتيت وتتركنى وحدى لحيرة التساؤلات وخشية عواقب النهايات.. ولأننى سئمت توهم قصص خاوية أعرف فى قرارة نفسى فراغها من الداخل قررت أسبقك هذه المرة لإسدل الستار على علاقتنا معلنة عن خطبتى لمن يريدنى واقع طوال الوقت فى حياته .. فترى وصلتك الرسالة ؟!

المصدر: مجلة حواء -مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 673 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,748,310

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز