مـين قـال:القلب مايحبش مرتين؟!
كتبت : سمر عيد
لماذا سمي الفلاسفة، والحكماء القلب بهذا الاسم؟ الاجابة لأنه تارة متقلب يميناً وتارة متقلب يساراً، والتجارب العاطفية إذا كانت تزيد من خبرة الرجل في التعامل مع المرأة،لكنها ربما تشكل صدمة للمرأة تحاول أن تتداوى منها، وكما قال الشاعر«داوني بالتي كانت هي الداء» فهذه هي دينونة المرأة في الحب، إن النساء عادة لا يهوين أن يعددن تجاربهن العاطفية، ولكنهن دائما يبحثن عن الحب، وإن لم يجدنه يتقوقعن حول أنفسهن ويضربن عن الحب، وربما يكون رأي امرأة مختلفاً عن أخري، ولكن إذا وجد رجل في حياة امرأة قبل الزواج فإن الزوج عادة هو من يدفع فاتورة مقارنته برجال آخرين عاشوا في حياة زوجته وامتلكوا قلبها ولو لفترة عابرة فهل يتحمل قلب المرأة أكثر من رجل؟!
البداية كانت مع إسراء عبد الله تقول: لقد أحببت 4 مرات فى حياتى، فالأول كان أستاذى بالجامعة ولم أعرف لماذا أحب كل منا الآخر، وعلى الرغم من أننى كنت أرفض هذا الحب لأنه متزوج، إلا أننى فعلا قد احترمته أكثر مما أحببته فهو لم يلمسنى، ولم يتجرأ أن يطلب منى أكثر من مبادلته حبا بحب، وقد اتهمنى زملائى وزميلاتى فى الجامعة بالخداع وإدعائى حبى له كى أحصل على درجات عالية فى مادته، وأكسب اهتمام بقية الأساتذة، وهذه الصورة هى ما نقلوها له عندما ذهبوا إليه، وعلى الرغم من أننى كنت طالبة متفوقة إلا أن الجميع قد نسب مجهودى هذا إلى علاقتى وحبى بأستاذى العظيم، فما كان منى إلا أن أنهيت هذه العلاقة وأغلقت كل تليفوناتى فى وجهه، وكانت هذه نقطة تحول فى حياته حتى ترك الجامعة، وكان لذلك الحب الأثر العظيم فى حياتى واحترامى الشديد لتلك المهنة، ولا أملك إلا أن أقول «شكراً أستاذى العزيز».
أما الحب الثانى، فكان بينى وبين أحد الشعراء، الذى ساقنى القدر للتعامل معه فى يوم من الأيام، وعلى الرغم من فارق السن لكنه لم يمثل عائقاً أمام حبنا يوماً من الأيام، وكتب كل منا شعراً يمدح فيه حبيبه وعشنا سوياً فترة المراهقة، كم كنت أتمنى أن يظل هذا الحب سراً لكنه اعترف به لكل من حوله، وكان جوابى على ذلك تركى له والتخلى عن حبه، إلا أنه سلك جميع السبل للرجوع إلىّ فصار يكتب شعراً ينعى فيه الأيام الماضية إلا أنه لم يؤثر بى.
الحب لا يعرف ديناً
أما قصة الحب الثالثة فقد كانت لها ظروفها الخاصة، حيث وقعت بالولايات المتحدة، فأنا مؤمنة أن الإنسان لابد أن يحب من هو مثله فى الدين واللغة والبلد، ولكن للحب أحكام أخرى، لا أدرى كيف أحببت هذا الأمريكى الذى لم يكن خجولاً مثل أولاد بلدى فى التعبير عن حبه، والذى قال لى «أنا مستعد أن أدفع حياتى ثمناً كى تصبحى حرة».
لم يعاملنى «أمة» ولم يأمرنى يوما وينهانى، تقبلنى كما أنا، لا يريد أن يغير حرفا من سطور حياتى، نعم أحببته، رجل متحضر متحرر حتى ولو لم يكن على دينى ولا لغته لغتى، إلا أن اختلاف العادات والتقاليد وثقافة المجتمع، كانت سببا لرفض أهلى وأصدقائى ذلك الارتباط، وكان على رأس الاعتراضات اختلاف الدين، حاولت كثيرا نسيان ذلك الحب، ولكن كعادة أى فتاة تحاول نسيان حب فتقع فى حب آخر، وهذا ما حدث لى.
لست زهرة
ففى يوم وأنا أقوم بركن سيارتى اصطدمت بسيارة أخرى، ووقفت لأبحث عن صاحبها كى أدفع له ثمن إصلاحها، وفجأة ظهر لى شخص يتحدث الانجليزية الممزوجة بالكثير من الفرنسية، وقال لى: أنا آسف لأنك ارتطمت بسيارتى، فقلت له: بل أنا الواجب علىّ الأسف، أعطنى إياها كى أصلحها لك، فقال لى: لا بأس يمكنك أن تذهبى، فقلت له: كم تريد لإصلاحها، فنظر لى باستغراب وقال لى: نحن الفرنسيون لا نعامل النساء بهذه الطريقة، فقلت: لو كنت فى مصر الآن لكنت فى المستشفى من جراء التعدى علىّ بالضرب، وفجأة طلب منى أن يدعونى لتناول القهوة معه، وليتنى لم ألبى هذا الطلب، فقد أعجب هذا الفرنسى بى وغدا يرسم لى صورا ويسمعنى موسيقى، ويمطر على هدايا فاخرة من برفانات وملابس وحلى، وحاولت أن أشرح له جاهدة أن هذا الحب مصيره الفشل، فأنا مصرية لم أتعود أن يعاملنى أحد كزهرة ناعمة، ولو كان فى مصر رجلا واحدا مثله لتزوجته، تركت أمريكا وعدت إلى مصر وقررت أن أتزوج مصريا من حى شعبى حتى ولو لم أكن أحبه، ولكنى اكتشفت بعد الزواج أننى قد ارتكبت جريمة فى حق نفسى، فأنا لم أستطع أن أحترمه كأستاذى وحبى الأول، ولم أستطع مبادلته الرومانسية مثلما كنت مع ذلك الشاعر، وهو لم يعطنى حريتى مثل ذاك الأمريكى، ولم يعاملنى بلطف مثل الفرنسى، وطلبت الانفصال وقررت أن أعتزل الحب طوال حياتى.
تسع تجارب
أما صفاء محمد فلها قصتها الخاصة، فقد أحبت تسع مرات بحثا عن فتى أحلامها التى رسمت ملامحه الخاصة بالمستوى الاجتماعى والثقافى، تحكى لنا صفاء قصتها فتقول: عادة من يرسم مواصفات شريك حياته من الصعب أن يجدها فى شخص إلا أننى وجدتها تسع مرات، نعم وجدت مواصفاتى تسع مرات، فى المرأة الأولى أوشكت على الزواج واشترينا شقة الزوجية وبدأ أهلى يجهزون فى هذه الشقة إلا أننى قد التقيت بالثانى فى الوقت الذى أوشكت فيه على الزواج، وفسخت خطبتى من الأول على الرغم من أنه كان يمتلك كل المواصفات التى أطلبها، وانجذبت للثانى وأوشكت على الزواج منه، ولكن ظهر الثالث فى حياتى، ولا أريد أن أطيل عليكم فلقد تكرر ذلك معى تسع مرات كلما هممت بالزواج من الشخص الذى أحبه يظهر لى حب جديد يجذبنى إليه، وكانت النتيجة أننى ظللت بلا زواج وقررت أننى فعلا لا أصلح للحب ولا للزواج.
الحب انتقاماً
وحول هذه الحالات وتعدد قصص الحب لدى النساء بخلاف طبيعة المرأة التى تحب رجلا واحداً عادة، يقول د. علاء كفافى - أستاذ علم النفس - : الحب هو حياة المرأة ككل بعكس الرجل الذى يكون الحب جزءاً من حياته، ولقد جرت العادة أن الرجال عادة هم أكثر من يميلون إلى الجنس الآخر، وأن الرجل هو الذى يسعى دائماً أن يعدد علاقاته حتى يؤكد الإحساس لديه أنه مرغوب وأنه لا يزال شاباً، إلا أن المرأة تختلف عن الرجل فى تلك الصفة، لأن لكل قاعدة شواذ، فقد يكون حب المرأة لأكثر من رجل نوعاً من أنواع الانتقام بسبب قصة حب فاشلة فتحاول أن تعوض ذلك فتنتقم من الرجال بإيقاعهم فى حبها ثم تتركهم، وهى لا تعرف فى الحقيقة أنها تنتقم من نفسها، لأن تركيبتها النفسية لا تسمح بهذا التعدد، لذا فهى تحمل نفسها فوق طاقتها كى تنتقم من رجل بعينه، ربما يكون زوجاً أو خطيباً أو حبيباً ، صدمها فى حبه، وعادة ما تبحث كل امرأة عن شىء معين فى فتى أحلامها، فإن لم تجد ما تبحث عنه فإنها تلجأ للبحث عنه فى رجل آخر، والمرأة تلجأ للحب كى تداوى جرح حب آخر، هذا فى الحالات العادية، أما فى بعض الحالات المرضية فإن النساء اللواتى يقعن فى الحب أكثر من مرة فإنهن عادة ما يعانين من انفصام فى الشخصية، حيث لا تدرك إحداهن ماذا تفعل، ويكون لها أكثر من رأي فى وقت واحد، وبالنسبة للحالات العادية فلا بأس فقد تجد المرأة أو الفتاة ما تبحث عنه فى زوجها بعد الزواج والتأقلم معه فى الحياة وإنجاب الأولاد، أما بالنسبة للحالات المرضية، فلابد أن تراجع الطبيب .
ساحة النقاش